أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فقد طرحت سؤالاً طيباً ومهماً جدّاً، وهذا السؤال يدل أن القلق النفسي يمكن أن يأتي في صورة تزعج الناس جدّاً، فأنت حينما تذكر أنك تحس كأن رأسك يرج من الداخل وكأن به ماء بارداً في داخله، هذا عرض مزعج بالرغم من أنه ليس خطيراً أبداً، وذلك لأن سببه هو القلق.

والقلق النفسي له عدة مكونات وعدة جزئيات، منها الجزء النفسي ومنها الجزء الجسدي ومنها الجزء الاجتماعي، فالمكوّن هذا الذي تحس به وتشعر به هو ناتج من انقباضات عضلية، خاصة في عضلة فروة الرأس، وهذه الانقباضات تؤدي إلى مثل هذا الشعور، وهذا هو المكون الجسدي أو الفسيولوجي للقلق، وأنت ذكرت أيضاً بأن عقلك لا يتوقف عن التفكير، تأتي فكرة وتذهب فكرة، وهذا بالطبع دليل قاطع أيضاً على وجود القلق.

وحالتك تعالج عن طريق الدواء، وأفضل دواء لعلاجها هو العقار الذي يسمى تجارياً باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علمياً باسم (سلبرايد Sulipride)، وهو متوفر بفضل الله تعالى في مصر، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجراماً صباحاً وأخرى مساءً لمدة شهرين، ثم ارفع الجرعة إلى خمسين مليجراماً ثلاث مرات في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى خمسين مليجراماً صباحاً ومساءً لمدة شهرين، ثم بعد ذلك إلى خمسين مليجراماً في الصباح لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء من الأدوية الفعالة والممتازة جدّاً، وإن شاء الله هو غير تعودي وسوف يساعدك كثيراً في القضاء على هذه الظواهر، وأنصحك أيضاً أن تتناول وجبة العشاء مبكراً، ويجب أن يكون العشاء خفيفاً وغير دسم، وأنصحك أيضاً بممارسة الرياضة، أي نوع من الرياضة، خاصة رياضة المشي والجري، فهي تساعد كثيراً.

قبل الذهاب إلى الفراش من أجل النوم ليلاً حاول أن تكون في حالة من الهدوء والسكينة، يمكنك أن تقرأ موضوعاً بسيطاً، موضوع غير مثير، وفي نفس الوقت لا تفكر إلا فيما تقرأ، هذا يجعل فكرك ينحصر في أمر معين، وهذا يقلل من تشويش الأفكار وإن شاء الله تزول هذه الأحلام.

التزامك بآداب النوم وأذكاره لا شك أنه أمراً مساعداً وقوياً جدّاً لأن تزول هذه الحالة، وختاماً نشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يزول عنك هذا القلق البسيط، وأن تعود إلى حالتك الطبيعية، ونسأل الله لك نوماً هنيئاً هادئاً.

وبالله التوفيق والسداد.