أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الاكتئاب بسبب وفاة الزوج المصحوب بالإصابة بالضغط والسكري وعلاجه

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم

أمي كانت تعاني من حالة اكتئاب، بحيث أنها تتذكر الماضي وتبكي، وأحياناً عندما تفكر تفكيراً عميقاً يحدث لها فقدان للعقل وعدم التركيز نهائياً، وقد ذهبنا بها إلى العيادة النفسية فصرف لها الطبيب دواء (Remeron) و(Saroten) حبة مساء، ولكن بعد وفاة الوالد تأزمت حالتها ورجعت مثل الأول، رغم الاستمرار على العلاج، فما الحل؟

علماً بأنها تعاني من الضغط والسكري، وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المالكي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه يوجد بعض التداخل في طباعة رسالتك، لكن الذي فهمت منها هو أن والدتك – شفاها الله تعالى وعافاها – قد أصيبت بحالة اكتئابية، وقد قام الطبيب بفحصها وإعطائها عقار (ريمارون Remeron) وكذلك عقار (ساروتين Saroten) - والذي يسمى أيضاً تجارياً (Tryptizol) أو علمياً (Amtriptyline) – وتحسنت حالتها، وبعد ذلك تُوفي والدك – عليه رحمة الله – وهذا أدى إلى تأزم في حالتها ورجوع الاكتئاب إليها.

هذا ما فهمته من رسالتك، فإذا كان الأمر كذلك فإن الاكتئاب النفسي يجعل الإنسان كثيراً ما يعيش في ماضيه، ويتذكر خبراته وتجاربه السلبية بصورة أكثر، وهذا يُولّد لديه المزيد من الاكتئاب، وهذا يسمى بالتغير المعرفي الذي يجعل المريض يحس أن ماضيه قبيح، وأن حاضره سلبي، وأن مستقبله لا أمل فيه.

هذا المكوّن الفكري المعرفي من أسوأ ما يسببه الاكتئاب النفسي، ولذا دائماً نحاول أن نُشعر الذين يعانون بالاكتئاب أن أفكارهم هذه أفكاراً ليست صحيحة وهي ناتجة من الاكتئاب، والمعالج النفسي المقتدر يحاول دائماً أن يُدخل أفكار إيجابية، أن يذكر هؤلاء الناس بالتجارب النافعة التي مرت عليهم في حياتهم، وأن دورهم في الحياة لازال لم يكتمل وأن المستقبل دائماً يحمل الأمل والرجاء.

الذي أود أن أنصح به وأقول أن (الريمارون) و(الساروتين) هي أدوية ممتازة وفاعلة لعلاج الاكتئاب النفسي، وهذه الأدوية يعرف عنها أنها تحسن النوم بصورة ممتازة، كما أنها تحسن الشهية للطعام أيضاً، هذه الأدوية تظهر فعاليتها بوضوح بعد مرور أربع أسابيع من بداية العلاج.

الذي أود أن أنصح به هو أن تستمر الوالدة على العلاج، وأنا لا أشجع كثيراً تناول الدواءين مع بعضهما البعض بالرغم من أنه لا توجد خطورة في الخلط بين الدواءين، ولكن (الريمارون) أعتقد أنه سوف يكون علاجاً كافياً، والجرعة هي حبة واحدة (ثلاثون مليجراماً) ليلاً، يمكن أن ترفع إلى خمسة وأربعين مليجراماً – أي حبة ونصف – في اليوم، والريمارون يتميز بأنه دواء سليم جدّاً ونقي، فقط يعاب عليه أنه ربما يكون مكلفاً بعض الشيء.

أما (الساروتين) - (إمتربتلين Amtriptyline) – بالرغم من فعاليته إلا أنه قد يسبب آثار جانبية كثيرة مثل الشعور بالجفاف في الفم، والإمساك، وربما ثقل في العينين، فمن هذا المنطلق أرى أن (الريمارون) سوف يكون كافياً بالنسبة لوالدتك.

لا شك أن مساندتها نفسياً واجتماعياً سوف يساعدها كثيراً في الخروج من هذه الحالة، فلابد أن تؤازر ولابد أن تكون حريصة على صلاتها، وأن تقرأ أو تستمع للقرآن أو تكثر من الدعاء والذكر، وأسأل الله أن يكون في المنزل من يعينها على ذلك، وهذا في رأيي سوف يكون سنداً أساسياً لها بجانب تناولها للدواء.

بالنسبة للضغط والسكر فلا شك أن ارتفاع ضغط الدم وكذلك الإصابة بمرض السكري يؤدي إلى الاكتئاب النفسي، فهناك دراسات موثقة تؤكد ذلك، والتحكم في الضغط والسكر بصورة صحيحة لا شك أنها تؤدي إلى التحسن الوجداني لدى الإنسان وتشعره بفعاليته، فأرجو أيضاً أن تكونوا حريصين في هذا الجانب.

وإذا كانت الوالدة أيضاً لديها ارتفاع في الكلسترول أو زيادة في الوزن فلابد من أن تتخذ الإجراءات العلاجية من أجل تحسين صحتها الجسدية والنفسية.

إذا كانت وفاة الوالد – عليه رحمة الله – حديثة فلا شك أن الوالدة في مرحلة العدة والحداد وهذا يتطلب منها قطعاً الصبر والتوكل، وأن تستعين بالله، وعليها بالدعاء والذكر؛ لأن هذه معينات أساسية على الصبر وإنما الصبر عند الصدمة الأولى، وإن في ذلك لأجراً، وكما ذكرت لك مساندتكم ووقوفكم بجانبها وإشعارها بأهمية دورها في الأسرة أيضاً سوف يحسن من حالتها بإذن الله.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أعود للحياة الطبيعية وأستمتع بها؟ 1167 الأحد 16-08-2020 05:54 صـ
لم أعد أشعر بطعم الحياة بعد أن فقدت صديقي في حادث سير! 727 الأحد 16-08-2020 01:41 صـ
أعاني من اكتئاب وعوارض مصاحبة له، فما الحل؟ 1034 الأربعاء 12-08-2020 04:53 صـ
الاكتئاب والإحباط دمر حياتي.. فأرجوكم أرشدوني! 808 الأحد 09-08-2020 05:09 صـ
مرض الرهاب الاجتماعي هل يمكن أن ينتقل للأبناء بالوراثة؟ 1332 الأربعاء 22-07-2020 02:11 صـ