أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : علاج نوبات الهلع الشديد المصحوبة بكتمة في أعلى الصدر دوائياً

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم.

أبحث كثيراً في القوقل وأجد رابطكم دائماً، فأسأل الله أن ينفع بكم ويجزل لكم الثواب والأجر على نفعكم للمسلمين.

قبل سنة وشهرين تعرضت لحالة كتمة غريبة في أعلى الصدر، قلقت بسببها ثم استمرت حالة الهلع هذه معي، واستشرت أحد الأطباء فوصف لي سيروكسات، أكلت منه نصف حبة ثم حبة ثم حبة ونصف، ولما شعرت بتحسن قللت الجرعة لأنها كانت تضايقني كثيراً إلى نصف حبة، ثم في رمضان الماضي تعبت في آخره، وراجعت بعد الفطر طبيباً شخّص ما عندي بأنه قلق، وهذا ما أظنه، ووصف لي أندرال حبتين وبوسبار حبتين يومياً، ثم بعد شهر زادني استابلون مع نصف حبة سيبرالكس للتخلص تدريجياً من السيروكسات، والآن أشعر باستقرار ولله الحمد خصوصاً من ناحية القلق والهلع الذي كان معي دون أسباب أو مؤثرات والحمد لله رب العالمين.

سؤالي: هل أُوقف الستابلون كما خيرني الطبيب؛ لأنه زاد لي جرعة السيبرالكس إلى حبة كاملة يومياً كذلك؟ وما هي نصيحتكم بخصوص الإندرال هل أتوقف عنه أم ماذا؟ وهل هناك نصائح تنصحونني بها؟

علماً أنني لازمت القراءة والرقية على نفسي وانتفعت بها كثيراً إلى جانب العلاجات، وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

فإنه من وصفك للحالة -حالة الكتمة- الغريبة في أعلى الصدر التي حدثت لك قبل عام ونصف فهي حالة قلقٍ حاد، وإذا كانت مصحوبة بخوفٍ شديد وضربات في القلب – أي تسارع في هذه الضربات – هنا نسميها بنوبة هلع أو نوبة هرع، وهي حقيقة تجربة مخيفة بعض الشيء، ولكننا نعرف تماماً أنها ليست خطيرة مطلقاً، فهي تأتي تحت القلق النفسي وليس أكثر من ذلك، وأتفق مع الطبيب في تشخيصه بأن حالتك ما هي إلا نوع من القلق النفسي، والقلق النفسي داء شائع جدّاً، وكثيراً ما يؤدي إلى شعور أيضاً بعدم الراحة والكدر، وربما عسر المزاج خاصة إذا كان عمر الإنسان أربعين أو أكثر.

الحالة -إن شاء الله تعالى– سوف تُعالج تماماً، والأدوية هي أحد الخطوط الرئيسية للعلاج؛ وذلك لأنه يُعتقد أن مثل هذه الحالات مردها إلى اضطراب بسيط يحدث في موادٍ تسمى بالمرسلات العصبية، وهي تُفرز في مناطق خاصة في المخ ولا يعرف سبب هذا الاضطراب حتى الآن، ولذا تعمل الأدوية على تنظيم هذه المواد وإرجاعها إلى وضعها السليم.

وحقيقةً أفضل علاج لحالتك هو عقار (السبرالكس Cipralex) لأن الدراسات تُشير بأنه هو الأفضل لعلاج نوبات الهلع والهرع وما يصاحبها من قلقٍ وعسر في المزاج، وربما وساوس ومخاوف أيضاً.

أنت الحمد لله الآن تتناول السبرالكس، وأنا حقيقة أنصحك بالتوقف عن (الستابلون Stablon) والستابلون يُعطى بجرعة اثني عشر ونصف مليجراماً ثلاث مرات في اليوم، وهذا الدواء هنالك مؤشرات كثيرة تُشير إلى أنه ربما يؤدي إلى نوعٍ من التعود البسيط، بالرغم من أن الشركة المنتجة تنكر هذا الأمر ولكن تجاربنا وتجارب الكثير من الأخوة الزملاء الأطباء مع هذا الدواء أنه ربما يؤدي إلى نوعٍ من التعود البسيط، فأنا سعيد أنك سوف تستبدل هذا الدواء بالسبرالكس.

إذا كنت تتناول حبة ثلاث مرات في اليوم من الستابلون فعليك أن تتوقف عن حبةٍ واحدة منه كل ثلاثة أيام، بمعنى أن تخفض العلاج بمعدل حبة لمدة ثلاثة أيام وتستمر على حبتين، ثم بعد ذلك تخفض الدواء إلى حبةٍ واحدة وتستمر عليها لمدة ثلاثة أيام، ثم بعد ذلك تتوقف عن الدواء وتستمر على السبرالكس.

أنت الآن تتناول حبةً كاملة من السبرالكس، ولم توضح هل هي عشرة مليجرامات أم عشرون مليجراماً؛ لأن السبرالكس يأتي في شكل مستحضرين أحدهما يحتوي على عشرة والثاني على عشرين مليجراماً.

عموماً إذا كانت الجرعة الآن هي عشرة مليجرام فاستمر عليها لمدة شهر، أي أكمل شهراً على هذه الجرعة، وبعد ذلك ارفع الجرعة إلى عشرين مليجراماً لأن هذا هو العلاج أو الجرعة الصحيحة.

استمر على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة مرةً أخرى إلى عشرة مليجرام يومياً واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى خمسة مليجرام يومياً واستمر عليها لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

السبرالكس من الأدوية الطيبة والفعالة وذات القيمة العلاجية العالية ومستوى السلامة فيه ممتاز جدّاً.

أما بالنسبة لعقار الإندرال Iinderal فهو يُعتبر علاجاً إضافياً وليس أساسياً، لكن لا مانع من أن تتناول الإندرال بجرعة عشرة مليجرام صباحاً ومساءً لمدة شهر، ثم خفض الجرعة إلى عشرة مليجرام يومياً لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله.

وأعتقد أن السبرالكس سوف يكون كافياً، والإندرال يُفيد في أشياء معينة، يفيد في إزالة الرعشة إذا كانت هنالك رعشة في اليدين، كما أنه يخفف ويخفض ضربات القلب المتسارعة، أي أنه يُعالج الأعراض الجسدية للخوف والهلع ولا يُعالج الأعراض النفسية، هذا هو الموقف بالنسبة للعلاج الدوائي.

ولا شك أن قراءة القرآن والرقية الشرعية مفيدة جدّاً، ونحن دائماً ننصح بالعلاج المتكامل، بمعنى أن الإنسان يجب أن يرقي نفسه، وعلى الإنسان أن يقوي من إيمانه وأن يلتزم بالعبادات بصورةٍ صحيحة، هذه كلها -إن شاء الله– حوافز ومقويات كبيرة، وبجانب هذا وتناول الدواء عليك أيضاً أن تفكر تفكيراً إيجابياً، فأنت الحمد لله لديك الكثير من الخير والنعم والإنجازات في حياتك، هذا دائماً اجعله في انتباهك ومحط تفكيرك؛ لأنه يحفز تحفيزاً إيجابياً.

حاول ألا تترك أي مجال للأفكار السلبية حتى تُسيطر عليك، أنصحك أيضاً بممارسة الرياضة خاصة رياضة المشي في عمرك سوف تكون مفيدة جدّاً لك من الناحية الجسدية ومن الناحية النفسية.

بارك الله فيك، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أعود إلى حياتي الطبيعية وأتخلص من الهلع؟ 1643 الأحد 16-08-2020 02:03 صـ
ما هي أدوية نوبات الهلع والخوف الآمنة وغير الإدمانية؟ 8739 الأربعاء 12-08-2020 03:54 صـ
الأعراض التي تعاني منها زوجتي نفسية أم جسدية؟ 1152 الأحد 09-08-2020 05:24 صـ
أعاني من ضيق التنفس وحالتي تشتد بالليل.. هل حالتي نفسية؟ 1707 الأحد 09-08-2020 04:31 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3862 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ