أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : توجيه الزوجة التي لا تصلي

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ماذا يمكنني فعله مع زوجتي وقد بلغت من الكبر عتيا وهي لا تريد الالتزام بالمحافظة على الصلاة؟
مع العلم أن الحديث يقول: (كلكم راع وكلكم مسئول عن الرعية) وإنني أخشى ما أخشاه يوم وقوفي بين يد الله تعالى، فأفتوني في مشكلتي جزاكم الله خير الجزاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الكبير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك مرة أخرى في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يصلح لك زوجك وأن يعينها على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يوفقها لأداء الصلاة في أوقاتها والمحافظة عليها، وأن يجزيك عنها خيراً، وأن يهدينا وإياك وإياها صراطه المستقيم.

بخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فإن ترك الصلاة من الأمور العظيمة التي لا ينبغي أن تفوت على المسلم بحال من الأحوال أبداً؛ لأن الصلاة -كما نعلم- هي ركن الإسلام الأكبر بعد الشهادتين، ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم في ركن من الأركان ما قاله في الصلاة، بل إن القرآن الكريم بسطها بسطاً في معظم سوره دلالة على أهميتها وعلى خطورتها في دين الله تعالى، ولقد حظيت من النبي صلى الله عليه وسلم بالمزيد من الاهتمام، حتى إن العلماء ألفوا كتباً في كيفية صلاته صلى الله عليه وسلم فالصلاة هي الركن العملي الأكبر والأعظم، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة)، وقال -صلوات ربي وسلامه عليه-: (بين الرجل وبين الكفر الصلاة، فمن تركها فقد كفر)، فالصلاة شأنها عظيم وخطرها جسيم؛ ولذلك ذهب بعض الأئمة الكبار إلى كفر تارك الصلاة – والعياذ بالله رب العالمين - .

ومن هنا أقول فعلاً إن سؤالك في محله، واهتمامك له له وجهاته؛ لأن الصلاة هي عنوان الإسلام؛ ولذلك كما ورد: (لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة)، وقال صلى الله عليه وسلم : (لتنقضنَّ عرى الإسلام عروة عروة، كلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولها نقضاً الحكم وآخرهنَّ الصلاة).
إذن من ترك الصلاة ما بقي له في دين الله شيء، ولكن أتصور أن زوجتك ضحية تربية خاطئة، فلقد نشأت في أسرة لا تحافظ على الصلاة، وقد تكون الأسرة محافظة على الصلاة في خاصتها ولكنها لم تأمر أبنائها ولا بناتها بالمحافظة على الصلاة، فقد تكون الأم تصلي والأب يصلي ولكنهما لا يهتمان بتوجيه أبنائهما بالصلاة، فينشأ الأبناء وهم لا يعرفون أهمية الصلاة ولا يقيمون لها وزناً.

فأتصور أن امرأتك ضحية لتربية خاطئة حيث لم تلتزم الأسرة بحثها على الصلاة منذ نعومة أظفارها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع) أي وهم أبناء سبع؛ لأن الطفل الصغير عندما ينشأ ويعوَّد على ذلك سوف تصبح له عادة وتصبح سهلة ميسورة عليه، فامرأتك ضحية تربية خاطئة، ولذلك لابد من الاهتمام فعلاً بقضية الصلاة وعدم التهاون في شأنها، فلك أن تهجرها ولك ألا تتكلم معها وألا تأكل من طعامها وألا تشرب من شرابها وأن تعطيها ظهرك في الفراش حتى تصلي وتحافظ على الصلاة.

اهجرها من أجل الله تعالى؛ لأن الهجر من أجل الدين مشروع، والنبي عليه الصلاة والسلام كما تعلم قد هجر ثلاثة من أصحابه خمسين يوماً مدة كما هو موجود في القرآن الكريم، ويجوز للرجل باتفاق العلماء أن يهجر امرأته إذا وجد فيها نقصاً في دينها إذا لم يجد من سبيل إلا هذا.
ولذلك أقول: ابدأ - بارك الله فيك - بالنصح أولاً، وابدأ بالتوجيه والتذكير، ولا مانع من الاستعانة ببعض الصالحين أو المشايخ أو العلماء ليتكلموا معها في خطورة ترك الصلاة أو عدم المحافظة عليها، ولا مانع أيضاً من أن تُحضر لها بعض الأشرطة الإسلامية التي تتكلم عن أهمية الصلاة وخطورتها، أو بعض الكتيبات الإسلامية التي تتناول هذا الموضوع، وأن تكلمها في ذلك، وأن تسأل العلماء عن أهمية الصلاة، فإن أكرمها الله تبارك وتعالى واستجابت وحافظت ولو حتى إن تركت في بعض الأوقات، المهم أنها لا تترك الصلاة كلياً، فهذا تقدم رائع، ومع مواصلة التذكير والنصح سوف تستقيم - بإذن الله تعالى -.

وإذا كانت لديكم بعض الندوات أو المحاضرات الدينية فما المانع أن تأخذها إلى تلك المحاضرات وهذه الندوات أو أن تجعلها تشارك الأخوات الملتزمات المسلمات الصالحات في أعمال إسلامية دعوية؟ لعلها بذلك تعان من خلال الصحبة الطيبة الصالحة، وإذا لم يجد ذلك كله نفعاً فلابد من هجرها هجراً يردعها عن هذا التصرف، فإذا لم ينفع ذلك وكانت مصرة على ترك الصلاة بالكلية رغم كل هذه المحاولات فإن الله تبارك وتعالى قد أعطاك الرخصة في أن تفارقها؛ لأن تارك الصلاة كافر – على رأي كثير من أهل العلم – ولكن اجعل هذا آخر شيء، وابدأ بما سبق أن بينته لك من مسألة الكلام والوعظ والنصح والتوجيه والتذكير، كذلك الاستعانة ببعض الصالحين، والاستعانة ببعض أقاربها، وإذا كان لها أولاد كلمهم ليتكلموا معها، وإذا كان لها أهل اجعلهم يتكلمون معها، وحاول قدر استطاعتك بهذه الوسائل الهادئة قبل أن تضطر إلى غيرها من الوسائل الشديدة.

فكما ذكرت فلا مانع من كتيب يتكلم عن الصلاة أو شريط أو محاضرة، أو أن تأخذها إلى هذه المحاضرات أو الندوات، أو أن تجعلها تشارك كما ذكرت – هذه المشاريع الخيرية مع الأخوات الفاضلات، وإذا لم تلتزم أو لم تحافظ فابدأ في هجرها في الفراش وتعطيها ظهرك ولا تأكل من طعامها ولا تشرب من شرابها ولا تتكلم معها إلا في حدود (السلام عليكم) – إي إلقاء السلام فقط – وأنا واثق ما دامت هي امرأة كبيرة فهي قطعاً ستدرك خطورة هذه التصرفات، ولكن لا تتراجع أنت حتى تقلع عن هذه المعصية وحتى تتوب إلى الله تبارك وتعالى منها، وإذا لم يجد ذلك كله نفعاً فالنساء غيرها كثير.

أسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية والرشاد، وأسأله - تبارك وتعالى - أن يشرح صدرها للصلاة وأن يحببها إلى طاعته، وأن يعينها على المحافظة عليها، وأن يتوفانا وإياك وإياها على عمل صالح.

هذا وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
زوجي مقصر في صلاته ومدمن لمشاهدة الأفلام الإباحية، فكيف أعالج المشكلة؟ 5229 الثلاثاء 24-11-2015 12:36 صـ
تتالت خيانات زوجي بعد الزواج فكبف أكسب قلبه من جديد؟ 8209 الأحد 22-11-2015 12:25 صـ