أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راكان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله تعالى أن يوفقنا ويوفقكم وجميع المسلمين لما فيه الخير.
الاكتئاب البسيط يمكن أن يواجه ويمكن أن يقضي عليه الإنسان تماماً، وذلك بالتفكير الإيجابي، كأن تبحث في أسباب هذا الاكتئاب، فإن وجدت أي أسباب حاول أن تضع المعالجات المعقولة والحلول المعقولة، وليس من الضروري أن تصل إلى حل كل شيء، وحين ينظر الإنسان بواقعية، فهذا في حد ذاته نوع من الحلول التي سوف تعود بعائد إيجابي على الإنسان فيما يخص صحته النفسية.
ودائماً نحن نقول: على الإنسان أن يكون دائماً فعّالاً ومنشرحاً ويدير وقته بصورة إيجابية، وهذا في حد ذاته يجعل الاكتئاب - إن شاء الله - يذهب وينتهي ولا يعود؛ لأن التأهيل النفسي على الأسس التي ذكرناها هو من الوسائل المعروفة جدّاً لعلاج الاكتئاب وضمان بأن هذا الاكتئاب لن يعود، والأدوية جيدة وممتازة ولكن لوحدها لا تكفي، ففي كثير من الحالات حين يتوقف الإنسان ربما تؤدي إلى انتكاسة.
إذن التأهيل النفسي يعتبر وسيلة علاجية فعّالة، وكذلك من ناحية الوقاية أيضاً تعتبر وسيلة علاجية جدّاً.
وبالنسبة للوزن وتحسين الوزن، فأولاً السمنة ليست أمراً مطلوباً، ولكن النحافة الشديدة أيضاً بالطبع ليست مرغوبة، فالوزن الوسطي الطبي هو الذي يفضل، وحقيقة أنا لا أفضل أن تكون زيادة الوزن عن طريق الأدوية، بل زيادة الوزن تأتي حين تمارس نوعا من الرياضة المعقولة؛ لأن ذلك سوف يؤدي إلى فعالية الدورة الدموية، والتنظيم الغذائي يعتبر أيضاً وسيلة طيبة جدّاً، ولا مانع بالطبع من استعمال الأدوية التي تحسن الشهية للطعام، وأنا لابد أن أعترف لك بأن الاكتئاب النفسي يؤدي إلى نقص في الوزن، ولكن ليس الاكتئاب النفسي البسيط، بل الاكتئاب النفسي الشديد هو الذي يؤدي إلى نقصان الوزن.
بالنسبة للدواء الذي وصفه لك الطبيب -وهو الزيروكسات- يؤدي إلى زيادة في الوزن، ويعرف عنه هذا تماماً وهو فاتح للشهية، ولكن بالطبع الريمانون أكثر فعالية في إنعاش الرغبة للطعام لدى الإنسان.

الذي أراه هو أن تخفض جرعة الزيروكسات إلى حبة واحدة، ولا مانع أن تتناول 15 مليجرام (نصف حبة) من الريمانون ولا تزيد الجرعة عن ذلك، إذن: حبة واحدة من الزيروكسات مع نصف حبة من الريمانون كافية جدّاً بالنسبة لك في علاج الاكتئاب.

أؤكد وأحتم مرة أخرى على موضوع الرياضة، فالرياضة يستعملها الناس لإنقاص الوزن، ولكن يعرف أن الرياضة بالنسبة يعانون من النحافة تحسن أوزانهم وذلك بتحسين الدورة الدموية، كما أنها تؤدي إلى زيادة الرغبة في تناول الطعام وذلك عن طريق إحراق السعرات الحرارية، وفي حالتك سوف تكون الرياضة مطلوبة جدّاً؛ لأن الأدوية حين تؤدي إلى زيادة الوزن دون تقوية العضلات فهذا يعتبر شيئاً غير مرغوب فيه.
إذن أرجو أن تتناول الدواء وفي نفس الوقت تعمل على ممارسة الرياضة فهي في رأيي ضرورية جدّاً بالنسبة لصحتك الجسدية وكذلك لصحتك النفسية.

وربما يكون أيضاً من الأفضل أن تجري فحوصات بسيطة – وربما تكون قد أجريتها في وقت سابق ولكن دائماً أنا أحتم على إجراء فحص للغدة الدرقية، فالإخوة والأخوات الذين يعانون من نقصان الوزن أو يعانون من النحافة لابد أيضاً أن يتأكدوا من الغدة الدرقية ووظائفها؛ لأن زيادة أو نقصان إفراز هرمون الغدة الدرقية يؤدي في بعض الحالات إلى نقصان الوزن، وربما يكون أيضاً سبباً في القلق والاكتئاب.
وددت أن أشير لهذه النقطة فقط من أجل الاطمئنان على صحتك، وأرجو ألا يكون ذلك سبباً في إزعاجك حيث إن احتمال أن يكون لديك عجز أو زيادة في إفراز الغدة الدرقية هو احتمال بسيط، وحتى إن وجد فهو يخضع للعلاج، وعلاجه سهل جدّاً، ونتائج العلاج فيه مضمونة بإذن الله تعالى.
أسأل الله لك التوفيق والسداد.