أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : توجيهات لفتاة تعاني قسوتها على أخواتها الصغيرات لقسوة أبيها عليها

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا أكبر ابنة لوالدي، وليس لدي إخوة، ووالدي رجل قاس جداً، كان يضربني ضرباً مبرحاً في صغري حتى يتحول لون جلدي ليس إلى الزرقة فحسب بل إلى السواد، وما زال إلى الآن يضربني كلما اعترضت على شيء، أو أبديت رأياً مخالفاً، وأنا الآن رغم كرهي للضرب والعنف فإنني بلا شعور أجدني أضرب أخواتي الصغيرات عندما يرفضن أوامري، وألوم نفسي لذلك جداً، وأقول: كيف أفعل بهمن أكثر شيء أمقته؟! وأعتذر منهن لكني أعود.
أريد التخلص من ذلك، فلا أريد أن أكون إنسانة قاسية؛ لأن والدي عاملني بقسوة شديدة، أرجوكم ساعدوني أن أتخلص من العنف الذي بداخلي والشعور بالغضب والرغبة في الانتقام؟ فأنا أكره والدي لأنه كان وما زال يضربني، لكنني أفعل نفس الشيء بأخواتي!

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة أمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فليت كل أب وأم أدركوا النتائج المرة للقسوة على الأبناء والبنات، فضلاً عن مخالفة تلك القسوة لهدي من بعث بالرفق والرحمات، ونحن نشكر لك مشاعرك الطيبات تجاه أخواتك الصغيرات، ومرحباً بك وبهن، ونسأل الله أن يرفعك عالي الدرجات، وأرجو أن تلتمسي لوالدك الأعذار؛ فإنه يريد الخير لكنه أخطأ الطريق، ونحن نتمنى أن تقابلي قسوته بالصبر والاحتساب، ولا تعطي الشيطان فرصة للدخول عليك من هذا الباب، فإنه سوف يظل والداً لك مهما كانت القسوة وكثرة العتاب، ونسأل الله أن يرده إلى الصواب.

ولم يتضح لي أعمار أخواتك ولا أسباب غضبك عليهن؟ ولكن أريد أن أقول لك: إن زيادة جرعة العطف والحنان والاهتمام تغني عن استخدام العصا واللوم والتوبيخ، فأشعري أخواتك بحبك لهن، واجتهدي في إدخال السرور عليهن، وإذا غضبت من إحداهن فابتعدي عن المكان وتعوذي من الشيطان، واذكري الرحمن، وغيري هيئتك واحفظي اللسان، فإذا كان الغضب أشد من ذلك فاسجدي للواحد الديان، فإذا ذهب الغضب فعالجي الأمر بهدوء، واعلمي أن كثرة الضرب تولد العناد، وتدمر مستقبل البنات والأولاد؛ لأنها تدمر فيهم الثقة وتدفعهم لتقبل الذل والهوان، واحمدي الله الذي حفظك وأعطاك هذا الوعي، ولا تحاكمي أخواتك لأجل تقصير والدك معك، ولن يضيع أجرك عند الله.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله والحرص على طاعته، وأرجو أن أعلن إعجابي بطريقتك وأكرر شكري لك على مشاعرك النبيلة، ونسأل الله أن يسددك، وأن ينفع بك، وأرجو أن تزيدي من برك لوالديك، وأبشري بتوفيق الله ونصره.

وبالله التوفيق والسداد.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف نفرق بين الأغاني المباحة والممنوعة؟ 1264 الثلاثاء 28-04-2020 05:08 صـ
ما علاج كثرة الفزع والخوف عند دخول أي أحد علي؟ 1565 الاثنين 20-04-2020 04:41 صـ
بفضل الله ثم بفضلكم عدت لحياتي، فشكراً لكم إسلام ويب 2731 الأحد 19-04-2020 03:56 صـ
كيف أنشغل بعيوبي وأسعى لإصلاحها؟ 986 الأربعاء 08-04-2020 04:04 صـ
كيف أصل لحب النبي صلى الله عليه وسلم؟ 894 الأربعاء 15-04-2020 02:28 صـ