أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الخوف من الاختلاط والحديت مع الناس

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه هي المرة الأولى التي أرسل فيها فتوى إلى هذه الشبكة، ولقد سمعت عنها من كثير من الشباب، ولذلك قررت أن أدخل إليها، وعندما دخلت إلى هذا الموقع فعلاً تفاجأت بسبب وجود المجال للسؤال والرد، وبسبب المعلومات القيمة التي يحتويها هذا الموقع.

ولذلك قررت أن أطرح السؤال التالي راجياً من الله تعالى أن أحصل على الجواب بأسرع وقت ممكن، فسؤالي هو: أنا شاب ملتزم والحمد لله رب العالمين، أصلي كل وقت في المسجد والحمد لله رب العالمين، ولكنني أعاني من مشاكل تجعلني دائماً متوتراً، وتتركز جميعاً في علاقاتي الاجتماعية، فأنا أشعر بالخجل عندما أكون في مجلس، أي في جماعة، وأشعر بأن كل الناس يراقبونني، ولذلك أكون عاجزاً عن التكلم والمشاركة في الحديث، وأيضاً عندما أضطر وأجلس مع النساء فإنني أشعر بالخجل الشديد، والذي يجعلني أنزعج هو أنني عندما أريد أن أشرب القهوة أو الشاي أجد نفسي عاجزاً عن رفع كوب الشاي إلى فمي حيث تبدأ يدي بالارتعاش بشدة، وأيضاً أجد نفسي عاجزاً عن الوقوف أمام أصدقائي والتكلم بموضوع معين.

فمن خلال قراءتي للاستشارات قرأت عن مرض يسمى الرهاب الاجتماعي، فهل أنا مصاب بالرهاب الاجتماعي؟ وأيضاً قررت أن أتناول دواء الزيروكسات، ولكنني خائف جداً من هذا الدواء؛ لأنني سمعت بأن الدواء النفسي عندما يتناوله الإنسان ويتوقف عنه يصيبه انتكاس في الحالة المرضية أي يعود إليه المرض وبشدة أكبر من السابق، ولديّ تصور بأنني إذا تناولت هذا الدواء فسأكون إنساناً غير طبيعي ومريض بتصوري!

فسؤالي: هل هذا الدواء يعالج الحالة أم يخففها؟ أي عندما يتوقف المريض عن تناوله تعود إليه الحالة المرضية، ما هي آلية التأثير الدوائي للزيروكسات؟ أرجوكم أفيدوني، ولا تؤاخذوني لطول السؤال، وجزاكم الله عنا كل خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

ونشكرك جداً على تفهمك الإيجابي لرسالة الشبكة الإسلامية.

حقيقةً من فضل الله عليك أنك الحمد لله ملتزم بصلواتك في الجماعة، وملتزم بالذهاب إلى المسجد، وهذا في حد ذاته إن شاء الله فيه الكثير من الخير للتواصل الاجتماعي، والتفاعل والتواصل مع الناس.

أنت في الحقيقة لا تعاني من درجة عالية من الرهاب الاجتماعي، ربما تعاني من درجة بسيطة أو حقيقةً أنك لم توظف مهاراتك الاجتماعية بالصورة المطلوبة، ونعني بالمهارات الاجتماعية هي القدرة على التخاطب والقدرة على الحوار، فأرجو أن تجتهد في هذا الجانب، بمعنى أنك حين تقابل الناس لا شك من الضروري أن تنظر لهم في وجوههم، وأن تكون أنت المبادر بالتحية، وأن يكون لك الرد الكامل والقوي، ثم بعد ذلك تسترسل في سؤال محدثك عن أحواله وخلافه، هذه إن شاء الله تحسن جداً من التواصل الاجتماعي.

الشيء الآخر هو حقيقةً ممارسة النشاطات الجماعية مثل حلقات التلاوة، وكذلك الرياضة الجماعية تؤدي إن شاء الله إلى تفاعل إيجابي، فأرجو أن تداوم على ذلك.

بالنسبة لسؤالك عن الدواء، أولاً أرى أن الدواء سوف يفيدك جداً، وأنت لا تحتاجه لمدة طويلة، والزيروكسات من الأدوية الطيبة جداً، أرجو أن تبدأ تتناوله بنصف حبة في اليوم، لمدة أسبوعين، ثم ارفعها إلى حبة كاملة، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين، ثم خفضها للمرة الثانية، وتناولها بمعدل نصف حبة كل يومين لمدة أسبوعين.

حقيقةً ما يشاع عن الأدوية وأنه يصعب التوقف عنها، أتفق معك أن هنالك بعض الأدوية يصعب التوقف عنها، خاصةً إذا كانت من النوع الإدماني، ولكن الزيروكسات ليس من هذا النوع، والسبب الثاني للانتكاسة بعد التوقف، هو أن بعض الناس لا يتوقف عن الدواء بالتدريج، وحقيقةً الدواء يعالج الحالة، ولكن لابد للإنسان أن يطور من مهاراته، وأن يكون فعالاً وإيجابياً ومصمماً على الإنجاز؛ لأن ذلك هي السبل التي تحمي الإنسان نفسياً من الانتكاسة.

إذن: الدواء يعالج ويشفي إن شاء الله، ولكن الانتكاسة تحدث إذا لم يستفد الإنسان من مصادره النفسية الداخلية، ويسخرها من أجل استمرار التحسن، فنسأل الله لك العافية، ونشكرك كثيراً على سؤالك الجيد.

وبالله التوفيق.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ 1680 الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1254 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2339 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1666 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3566 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ