أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : آثار الشعور الداخلي بالفراغ ومشكلة زيادة الوزن

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

بصراحة لا أعلم ما هي مشكلتي، ولكنني أشعر دائماً بأنني لا أستوعب ما يحصل حولي، أو بالأحرى: لا أشعر بأنني على قيد الحياة، لا يوجد مشاكل حولي سوى زيادة قليلة في وزني، أحاول إنقاصها منذ زمن ولكنني لا أنجح مما سبب لي أزمة نفسية.
وأيضاً: فأنا دائماً أستمع لمشاكل الآخرين لكن ليس هناك من يستمع لمشاكلي، أحاول دائماً أن أتكلم عن مشاكلي لكن لا أحد يستطيع مساعدتي فأشعر دائماً بالوحدة.
أنا متفوقة في المدرسة ولكن علاماتي بدأت تتأثر بما أشعر به وما أمر به، فهل تساعدونني في معرفة لماذا أمر بهذه الحالة؟ وأنا لا يوجد لدي مشاكل سوى وزني، وكذلك أرجو مساعدتي في إنقاصه.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رندة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حسب ما ورد في الرسالة، فأنت لديك الشعور بالفراغ الداخلي، وأنك تعانين من زيادةٍ في الوزن، وهذا الشعور الذي يتمثل في ضعف الاستيعاب لما يحدث حولك، وأنك غير موجودة يسمى بـ (Depersonlization)، أي أن الإنسان لا يستطيع أن يحدد المعالم بالنسبة لنفسه ووجدانه وجسده، وحقيقةً هذه نشاهدها في بعض حالات الاكتئاب النفسي والتي يميل البعض بأن يسميها بالاكتئاب المقنّع؛ حيث أنه لا يظهر بصورة عسر في المزاج أو كآبة أو إحباطٍ شديد، كما أنه في الغالب لا توجد اضطرابات في الشهية للطعام أو النوم، ولكن العلماء أجمعوا أنه يأتي تحت الاكتئاب النفسي.
ومن الأشياء الأخرى التي هي مرتبطة بالاكتئاب النفسي زيادة الوزن، خاصةً لدى اليافعين، فإذن تكون زيادة الوزن في مثل حالتك ذات أهمية من الناحية النفسية.
إذن: نحن نستطيع أن نقول أن حالتك هي حالة اكتئابية من النوع البسيط إلى المتوسط، وليس من الضروري مطلقاً أن تكون هنالك أي نوع من المشاكل في حياتك.
أنت أيضاً لديك مشاعر سلبية، نستطيع أن نقول إنك لا تقدري القيمة الخاصة لنفسك بالصورة المطلوبة، ومن الأشياء التي نوصي بها دائماً أن الإنسان يجب أن لا يحقر ذاته، وأن يقيمها التقييم الصحيح، ويجب أن لا تلتفتي لتقييم الآخرين أو تفاعلهم معك في كل الأحوال.
على العموم هذه المشاعر أيضاً ربما تكون مرتبطة بحالة الاكتئاب التي أنت تعاني منها، ومن هنا أرى أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، والتي تساعد في نفس الوقت في تخفيف الوزن، على الأقل في الأيام الأولى لتناول العلاج، والدواء الذي أود وصفه يعرف باسم بروزاك، والجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة أي 20 مليجرام في اليوم، تؤخذ بانتظام يومياً لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة كل يومين لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر.
أما بالنسبة للأساليب الأخرى لتخفيف الوزن، فالشيء الهام والذي لابد أن نبدأ به هو أن على الإنسان أن يكون له الإرادة والعزيمة والقوة التي من خلالها سوف يجد الطاقات التي تساعده في تخفيض وزنه، ولابد أيضاً أن يضع الإنسان وزناً معيناً كهدف لابد أن يصل إليه، ونحن لا نطالب أبداً بالاستعجال أو السرعة في تخفيف الوزن، إنما الذي نطالب به أن يكون الإنسان متيقناً لأهمية أن يخفف وزنه، وأن يتخذ الخطوات العملية، وأن يكون ذلك بالتدرج، ومن أفضل المناهج هو ممارسة الرياضة البدنية بصورة مستمرة، ومن الأفضل وأفضل أنواع الرياضة هي المشي، خاصةً مع الشعور بالجوع؛ لأن الإنسان حين يكون لديه شعور بالجوع، معنى ذلك أن كمية السكّر في دمه أصبحت منخفضة، وفي هذه الحالة حين يمشي أو يمارس أي رياضة سوف يكون محتاجاً إلى طاقاتٍ أخرى، وهذه الطاقات سوف يتحصل عليها من الشحوم والدهنيات المخزونة.
بجانب الرياضة بالتأكيد يعتبر التنظيم الغذائي مهم جداً، وبالرغم من أن هنالك الكثير من برامج الحمية الغذائية التي يمكن اتباعها، ولكني شخصياً أوصي بأن يبدأ الإنسان ببرامج معقولة ومتوسطة، أما البرامج التي تدعو إلى تخفيف الوزن في ظرف أسبوع إلى أسبوعين فلا نرى أنها فعالة أو مجدية .

ربما يكون أيضاً من الأفضل الاستعانة بأخصائية في التغذية، أو على الأقل الحصول على أحد الكتيبات أو الأشرطة التي توضح السعرات الحرارية المتوفرة في الأطعمة المختلفة .
أرجو أخيراً الالتزام بأي برنامج يمكن أن يكون مفيداً في إنقاص الوزن والالتزام به والمحافظة عليه؛ لأن الكثير من الذين يُعانون من السمنة ربما تحدث لهم انتكاسات بعد افتقاد الوزن، وذلك نسبةً لضعف الإرادة أو الاستعجال أو عدم تغيير النمط الحياتي لديهم .
أرجو التفكير نحو المستقبل بإيجابية، خاصةً أنك متفوقة والحمد لله في الدراسة، ولديك المقدرة العقلية والمعرفية، وحتى إن كانت علاماتك قد بدأت تتأثر سلبياً إلا أن الأمور سوف تعود إن شاء الله إلى وضعها الطبيعي، ونسأل الله لك التوفيق .

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...