أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : يريد الزواج من قريبته الشيعية

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخوتي في الله, لدي مشكلتان وأرجو من الله أن أجد لهما حلاً عندكم، الأولى: إني -والحمد لله- أتبع المنهج السلفي منهج أهل السنة والجماعة، وأمي وإخوتي يتبعون مذهب أهل السنة، ولكن أبي يتبع المذهب الشيعي، وهو متعصب لهذا المذهب، وأهل أبي جميعهم يتبعون المذهب الشيعي, وحاولت كثيراً أن أبين له ولكنه لا يستمع إلى ما أقول، وهو عنده والعياذ بالله بعض العادات الشركية من الدعاء عند القبور ودعاء الصالحين مثلا: أجرك على أبي عبد الله، أو اسأل فاطمة الزهراء كذا وكذا، وهو لا يقتنع مني.

وكم أتمنى من الله أن يهديه إلى الصراط المستقيم, وإني والحمد لله معفي اللحية ومقصر الإزار، وهو يعترض على هذا ويقول: "مستوي مثل الوهابية"، ولكني لا أكترث لما يقول فهذا ما أمرنا به خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم.

والمشكلة الثانية أني كنت أريد الزواج من ابنة عمتي - وهي شيعية - وأحاول أن أهديها إلى مذهب أهل السنة بعد ذلك لأنني تربيت معهم، وهي تحبني حباً شديداً إلى درجة أني لا أعتقد بأنها ستتزوج غيري، ولكن استشرت أحد الإخوة فقال لي: لا أنصحك بهذا فإن الأم هي المربية، وهي التي ستربي أطفالك.

وتخوفت من أني لا أستطيع إقناعها بالعدول عن المذهب الشيعي، وبصراحة أخاف عليها إن تزوجت غيرها, وفي بعض الأحيان تراودني أفكار أني لا أتزوج أبداً لخوفي عليها, وهاتان المسألتان لا أعلم ما أفعل بهما، فأرجو منكم الإفادة وجزاكم الله خيراً على هذه الجهود الطيبة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيــوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يبلغك منازل رضاه، وأن يرزقك السداد والرشاد، وأن ينفع بك أهلك والعباد، وأن يرزقنا جميعاً الثبات على الحق حتى الممات.

فزادك الله حرصاً ورغبة في الخير، وكثر الله من الصابرين على الحق والداعين إلى الهدى.

بداية، أرجو أن تجتهد في بر هذا الوالد ومواصلة النصح معه بلطف وأدب، كما فعل الخليل – عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام -، وأكثر اللجوء إلى الله فإنه يجيب من دعاه، والصواب أن ندعو لأهلنا بالليل وندعوهم إلى الله في الليل والنهار، وفي السر والجهار؛ مع ضرورة أن نقدم بين يدي ذلك النصح ألواناً من البر وصنوفاً من الإحسان، ونختار لنصائحنا الأوقات المناسبة والكلمات اللطيفة، ونراعي حالة من ندعوه؛ فإن كان أباً احترمناه ووقَّرناه، وإن كان وجيهاً – مسؤولاً – أنزلناه منزلته، وإن كان صغيراً أظهرنا له الرحمة والشفقة، وإن كان زميلاً أظهرنا له الاحترام والحرص على نصحه.

أما بالنسبة للزواج من بنت العم فأرجو أن تتأكد أن الوفاق التام والسعادة الزوجية يصعب تحققها إن كان هناك خلاف فكري أو عقدي أو مذهبي خاصة إذا كان كل فريق يتحمس لطريقته ونحلته، أما إذا حصل الإقناع قبل الزواج فذلك خير كثير.

ولا شك أن الأم هي صاحبة التأثير الأكبر والمبكر على الأطفال، فهي التي ترضع وتطعم وتربي، وأطفالنا يحتاجون إلى بيوت مستقرة، وإلى نصح موحد للتربية، ويتأثرون سلباً بالتناقضات والخصومات بين الآباء والأمهات.

وإذا كانت بنت العم كما ذكرت، وشعرت بإصرارك على أن تكون زوجتك على منهج سليم؛ فإنها سوف تضحي بأشياء كثيرة من أجل أن تفوز برضاك، كما أرجو أن تسلط السبل الممكنة لنصحها، ويفضل أن يكون ذلك عن طريق شقيقاتك أو عماتك؛ فالمرأة تتأثر بالمرأة.

ولا نؤيد ترك الزواج؛ فالصالحات كثيرات ولله الحمد، ولكن الصواب أن تعطيها فرصا كافية وتبذل محاولات جادة قبل أن تفكر في الزواج من غيرها.
والله الموفق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
التمادي في العواطف دون إمكانية الزواج 3382 الثلاثاء 19-08-2008 11:08 صـ