أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيف أتخلص من الرهاب الاجتماعي المرافق لي منذ زمن؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم

أنا شاب عراقي، أعاني من نوع من الرهاب الاجتماعي، بدأت هذه الحالة معي في المدرسة، واستمرت بعدها في الكلية، وأصبحت أكثر وضوحا نظرا لأن الجامعة فيها تماس أكبر بالجنس الآخر، إضافة إلى المحاضرات، والتي تعتبر تجمعا كبيرا، وتزيد من قلقي، وبالتالي تؤدي إلى احمرار وجهي بأبسط المواقف، فعندما يوجه لي الدكتور سؤالا؛ يبدأ قلبي بالخفقان، وترتفع حرارة وجهي.

أيضا عندما أقف أمام مجموعة من الطلاب في المحاضرات أو خارجها كالمناسبات، أو عندما أواجه الجنس الآخر؛ تحدث لي نفس الأعراض.

بعد أن أكملت حياتي الجامعية ووجدت عملا؛ ظننت أني سوف أتخلص من هذه الحالة، إلا أنها ازدادت، وبدأ القلق يراودني أثناء عملي، وأخاف أن أتعرض لموقف يحمر فيه وجهي، وبالتالي أثناء العمل تجدني قلقا، وكثير التفكير، وفي بعض الأحيان من كثرة القلق تأتيني نوبة من الاحمرار من دون أي مواقف.

أرجو مساعدتي جزاكم الله خيرا، وإذا كان هناك نوع من الدواء؛ فأرجو أن يكون خاليا من الأعراض الجانبية، أو قليل الأعراض، وأيضا هل من الممكن أخذ دواء يساعد في نفس الوقت؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشكلتك بسيطة جدًّا، هذه التغيرات الفسيولوجية من احمرار للوجه، وعدم الشعور بالراحة عند المواجهات، وكذلك تسارع ضربات القلب، والشعور بالحرارة، هي مجرد تفاعلات فسيولوجية تحدث للإنسان؛ لأن الحق عز وجل حبانا بجهاز عصبي يُهيئ الإنسان للمواجهات، لكن في بعض الأحيان بعض الناس –ونسبة لحساسياتهم أو اكتسابهم لخبرات نفسية سلبية فيما مضى– يزيد هذا التفاعل لديهم إفراز مادة الأدرينالين مما يجعل تسارع ضربات القلب أكثر من اللزوم، ويشعر الإنسان بشيء من الاحمرار خاصة في الوجه، لأن الوجه به شعيرات دموية سطحية، وضخَّ الدم المتزايد من القلب يظهر في بعض الأحيان كاحمرار في الوجه.

لكن هذه الأعراض –أيها الفاضل الكريم – ليست بالشدة، وليست بالتكثيف أو الثبات الذي تتصوره، أنت حساس حول الأمر، ولذا نقول: إن التجاهل هو المبدأ العلاجي الرئيس، ولا تنظر لنفسك بسلبية، أنت لست أقل من الآخرين.

موضوع مواجهة النساء والتفاعل معهنَّ: هذا له ضوابطه، انظر إلى هذه الشابة التي هي زميلتك كأختك، انظر إليها كأحد محارمك، واجعل تعاملك في حدود الذوق، والذوق مهم جدًّا والاحترام والتقدير، لن يُصيبك أي نوع من التوجُّس أو التخوّف، وأريدك أن تظهر على طبيعتك أمام بني جنسك أو الجنس الآخر.

بعض الناس يُكلفون أنفسهم، ويحاول الإنسان أن يتلاطف ويظهر بصورة ليست صورته الحقيقية خاصة أمام البنات، لا، هذا أمر مرفوض.

وفيما يخصُّ العلاجات الأخرى فإنها تتمثل في المواجهات والإصرار عليها، صلاة الجماعة من أعظم أنواع المواجهة العظيمة، يُثاب الإنسان فيها -إن شاء الله تعالى- بأجرٍ عظيم، وتقوّي النفس، وتجعلها جَلِدة ولا تخاف أبدًا.

الأمر الثاني: الرياضة الجماعية مثل لعب كرة القدم مثلاً، والتواصل الاجتماعي، مهم جداً، ومشاركة الناس في مناسباتهم، والجلوس دائمًا في الصفوف الأمامية، في مكان العمل، وفي مكان الدراسة، وفي المناسبات، هذا مهم جدًّا.

أن تزوّد نفسك بالمعلومات، وأن تكون ذا اتساع فكري ومعرفي، هذا يجعلك عفويًّا جدًّا أمام الآخرين، ويساعدك كثيرًا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: هنالك أدوية بسيطة جدًّا مفيدة، عقار يعرف تجاريًا باسم (إندرال) ويسمى علميًا باسم (بروبرالانول) يكبح تمامًا التغيرات الفسيولوجية التي تؤدي إلى تسارع ضربات القلب والشعور باحمرار الوجه، لكن هذا الدواء لا يستعمل بالنسبة للذين يعانون من مرض الربو.

الجرعة التي تحتاجها بسيطة وصغيرة جدًّا، وهي عشرة مليجراما صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجراما صباحًا لمدة شهرٍ، ثم يتم التوقف عنه.

وبالمناسبة الإندرال هو نفس الدواء الذي يستعمله البعض عند اللزوم، أي عند المواجهات، من يُريد أن يُقدِّم عرضًا مثلاً، أو لديه امتحان، يمكن أن يتناول عشرين مليجرامًا من الإندرال ساعتين قبل المواجهة، هذا أيضًا وُجد مفيدًا.

الدواء الآخر والذي دائمًا أنصح به هو الزيروكسات أو الزولفت، هذه أدوية في المقام الأول مضادة للاكتئاب، لكن وجد أنها مضادة بفعالية عالية جدًّا للخوف والقلق خاصة الرهاب الاجتماعي، الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، وهي أن تبدأ في تناول الزيروكسات –والذي يعرف علميًا باسم باروكستين– تبدأ بعشرة مليجراما، تتناولها ليلاً لمدة شهرٍ، ثم تجعلها عشرين مليجرامًا –أي حبة واحدة– ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة لمدة شهرٍ، ثم عشرة مليجراما يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم عشرة مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء، هو دواء رائع وسليم وبهذه الجرعة -إن شاء الله تعالى- ليس له آثار سلبية، وفي ذات الوقت سوف يفيدك كثيرًا.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في استشارات إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ 1680 الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1255 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2339 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1667 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3567 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ