أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : بعد دوام الطاعة والعبادة في رمضان عدت للعادة السرية.. ساعدوني

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم

أنا شاب في الـ 15 من عمري، أرجو منك أن تقرأ إلى نهاية كلامي لحل مشكلتي، وهي أني في البداية تربيت في أسرة متدينة وملتزمة، وكنت ملتزمًا، وحفظت القرآن كاملاً منذ صغري، وبدأت أعتكف في المسجد، وذقت حلاوة الإيمان، ورزقت لذة البكاء حتى جاء ساعة بلوغي التي هي من أسوأ أيام حياتي حيث أني كنت أفعل العادة السرية دون علم ما هي، ولكني كنت أشعر أنها حرام حتى جاءت تلك السنة وبعد ممارستها لمدة سنتين، وعرفت أنها حرام وصعقت حين ذلك، وقمت واغتسلت بعد ما عرفت أيضا أنه يجب الغسل بعدها، وتبت إلى الله، ولكني كنت مدمن لها فظللت أتوب وأرجع، وأتوب وأرجع، ثم جاء رمضان، وأنا لم أفعلها أبدًا طوال الشهر، وعبدت الله جيدًا -والحمد لله-.

بعد انتهاء هذا الشهر لم أمكث سوى أيام طبعًا حتى عدت إلى العادة، وقد قرأت أن من علامات قبول العمل بعد رمضان الطاعة بعدها، ولكني قد عصيته، فهل أنا كذلك لم تقبل أعمالي في رمضان؟ وأيضًا كيف أترك هذه العادة بعدما أيضًا بدأت تظهر أضرارها عليّ الآن، من صغر العضو التناسلي ولونه الأسود بالرغم من أن بشرتي بيضاء، وأيضًا ضعف الانتصاب، وألم في الخصية، علمًا أني أيضا سوف أتزوج من بنت معلمتي التي أعرفها وأحبها، فهل سوف أظلمها في المستقبل؟ وأهم شيء كيف أتخلص من العادة؟

وأسألكم الدعاء، وجزاكم الله خيرًا، وأرجو الرد بالله عليكم.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا يا ولدي أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكما يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونحن في الموقع سعداء بك رغم أنك وقعت في هذه المعصية القبيحة الذميمة المدمرة إلا أنك ما زلت تبحث عن الحق، وتتمنى رضى الرب جل جلاله، وهذا من أثر التربية الطيبة التي أكرمك الله تبارك وتعالى بها في بيتك وببركة حفظك للقرآن الكريم وقيامك وصيامك في شهر رمضان، فإن الله جل جلاله يحبك رغم أنك لست رجلاً في كلامك، فكم من مرة وعدت وأخلفت إلا أن الله تبارك وتعالى ما زال يحبك ولذلك لم يطفئ نور الإيمان من قلبك، والدليل على ذلك أنك ما زلت تبحث عن حل وتريد مخرجًا من هذه المعصية الصعبة التي أثرت على نفسيتك وأثرت على بدنك.

ولكني أقول لك يا ولدي أعلم أن عمر وحده هو القادر على إنقاذ عمر من هذه المعصية؛ لأن هذه المعصية من معاصي السر التي لا يطلع عليها إلا الذي يعلم السر وأخفى، فأنت رجل صاحب قرآن، وصاحب قيام وعبادة، فالأولى منك أن تستحي من جبار السماوات والأرض أن يراك وأنت على معصيته.

ولدي عمر أسألك بالله تعالى هل تستطيع أن تفعل ذلك أمام أصغر طفل من إخوانك؟ هل تستطيع أن تفعل ذلك أمام أخ من إخوانك الكبار؟ هل تستطيع أن تفعل ذلك أمام أمك أو أمام والدك؟ قطعاً ستقول لا، إذاً لماذا يا ولدي تجعل الله أحقر الناظرين في عينيك لماذا لا تستحي من مولاك الذي أكرمك هذا الكرم كله وأنعم عليك بهذه النعم العظيمة، لماذا جعلت الله أحقر الناظرين في عينيك يا ولدي هذا خطر عظيم جداً ولدي عمر، وأنا أخشى عليك أن تموت على سوء خاتمة، وعلى عمل ليس من أعمال أهل الإسلام، ولذلك أنت الوحيد القادر على التخلص من هذه المعصية، بأخذ قرار بالتوقف عنها من الآن وعدم الاستجابة لأي داع من دواعي النفس أو الشيطان، ابحث عن العوامل التي تثيرك يا ولدي وحاول إغلاقها والتوقف عنها نهائياً فإذا كنت تدخل بعض المواقع المحرمة لا تدخل، إذا كنت تنظر إلى بعض الصور العارية المثيرة فتثيرك فلا تنظر، إذا كنت تجلس وحدك فلا تجلس وحدك، إذا كنت تطيل الجلوس في الحمام فلا تجلس كثيراً في الحمام، وإنما عليك أن تقضي حاجاتك، وأن تخرج فورا،ً ولا تدخل إلى فراشك إلا عند الحاجة الشديدة إلى النوم وهناك استشارات كثيرة موجودة بكيفية التخلص من هذه العادة والإقلاع عنها بإذن الله تعالى.

ولكن صدقني يا ولدي ومن قلبي أنا حزين عليك جداً بعد صيام رمضان هذه العبادة العظيمة والقيام والتلذذ بمحبة الله تبارك وتعالى والبكاء من خشي الله ترجع فتكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، يا ولدي بالله عليك تقيم بناءً شاهقاً وعمارة رائعة، ثم تأتي فتهدمها في لحظة ما بين عشية وضحاها، أنا أقول لك مما لا شك فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وأتبع السيئة الحسنة تمحها)، فالحسنة إذا جاءت بعد السيئة فإنها تمحوها، أما السيئة إذا جاءت بعد الحسنة، فهذا من الشؤم، ومن علامات الخطورة أن الحسنة لم تمنعك من الوقوع في المعصية أن الحسنة لم تزد في إيمانك شيئًا، معنى ذلك أن إيمانك لم يزداد رغم أنك أديت عبادات رائعة ،وكنت ممتازاً في رمضان.

ولذلك عليك أن تحافظ على هذا العمل العظيم، وهذه العبادة الرائعة بأن تتوقف عن المعاصي، وإن كنت قد ضعفت خلال هذه الفترة، ولكنك إن قمت بالتوبة النصوح الآن فاعلم أن الله تبارك وتعالى سيغفر لك ويتجاوز عنك ويقبل منك هذه التوبة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن: (من تاب تاب الله عليه).

وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن: (الندم توبة)، أيضاً ومن علامات التوبة النصوحة الصادقة الإقلاع عن الذنب حياء من الله، وابتغاء مرضاة الله، خاصة وأنك بدأت تشعر بعض الأعراض الظاهرة، فالذي ذكرته الآن من هذه العلامات المحسوسة هذا قد يؤثر في مستقبلك بل أنك قد تتزوج، ولا تستطيع أن تأتي زوجتك، وبذلك إما أن تتخلى عنك، وإما أن تلتف إلى غيرك لتقع في الحرام؛ لأنك لا تشبعها هل ترضى ذلك ولدي عمر، إذاً انتبه وأفق وعد إلى الله تبارك وتعالى، وخذ قراراً بالتوقف مهما كانت التضحيات، لا تقل أنا لا أستطيع فأنت تستطيع أن تفعل فكما تستطيع أن تفعل الحرام تستطيع أن تترك الحرام؛ لأن الله تبارك وتعالى ما أمرك بترك الحرام إلا لعلمه أنك قادر على ذلك.

وللفائدة راجع أضرار العادة السرية: (2404 - 38582428424312 - 260343)، وكيفية التخلص منها: (227041 - 1371 - 24284 - 55119)، وحكمها الشرعي: (469- 261023 - 24312)، زوال آثار العادة السرية: 24284 - 17390 - 287073.

قف على قدميك، وتوجه إلى ربك بالدعاء، واسأله أن يغفر لك وأبشر بفرج من الله قريب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...