أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ gehad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا مجددا، فقد لاحظت كثرة كتابتك لهذا الموقع.

إن من تحديات الحياة أن نتعلم كيف نتعامل مع الناس، مع اختلاف طبائعهم وعاداتهم، وكذلك مع اختلاف طبائعنا نحن وعاداتنا وأمزجتنا.

تقولين كلاما عن ابنة خالك، ومن ثم تذكرين أن "كل الناس لا يحبون التعرف عليك"! فيبدو أن الموضوع لا يقتصر على ابنة الخال، طالما أنك ذكرت "كل الناس"!

طبعا لا يصح التعميم بهذا الشكل، وبأن "كل الناس" لا يحبون شيئا ما، وفي العادة أن التعميم بهذا الشكل غير دقيق وغير صحيح، ولاشك أن هناك من يحبك ويحب التعرف عليك، ولكن أحيانا عندما تغلب علينا مشاعر وعواطف سلبية فمن العادة أن يعمم الإنسان وبصورة سلبية.

وأمر آخر ستسغربينه وهو: أنه وفي أحيان كثيرة يكون لنا موقف من قبل شخص ما إلا أننا نسقط هذه المشاعر عليه، وكأنه هو الذي يحملها تجاهنا، بينما في الحقيقة نحن الذين نحملها تجاهه!

ولنفترض أن ابنة خالك وكما ذكرت لا تحبك، وأنها قد تخلت عنك، فالله تعالى يقول في سنة نفسية اجتماعية صحيحة ودقيقة "ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم".

حاولي أن تقتربي من ابنة خالك، وتعرفي عليها بشكل سليم، وقدمي إليها ما تشعر معه بالسعادة، كهدية كتاب أو أي شيء آخر، وستجدين أن أواصر القرابة والصداقة قد تجددت من جديد، وبأن الأمور عادت كما كانت وربما أقوى من قبل.

ها نحن ندخل شهر رمضان المبارك، فحاولي فتح صفحة جديدة في علاقاتك بابنة الخال، وستجدين كيف أن الأمور أفضل مما كنت تتوقعين.

وفقك الله ويسّر لك الخير.

وتقبل الله الصيام والقيام.