أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : لم أقتنع بتشخيص حالتي.. أرجو إفادتكم.

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب متزوج أبلغ من العمر 35 عاماً، لدي طفلان والحمد لله، أعمل مدير مشاريع بالرياض (من أكبر وأضخم مشاريع الرياض حالياً).

قصتي بدأت قبل أربع سنوات عندما كنت في البيت، أحسست بخفقان غير طبيعي بالقلب، توترت وقلقت وأحسست أن هناك أمراً خطيراً جداً، بدأت أعرق وازدادت نبضات القلب توجهت فوراً للطوارئ، وجدوا ارتفاعا في ضغط الدم، بقيت على السرير حتى هدأت نفسيتي.

نصحني طبيب العيادة بمراجعة طبيب القلب، حجزت موعدا عند طبيب القلب، وأجريت جميع الفحوصات المتعلقة بصحة القلب، والحمد لله كلها سليمة، دام ارتفاع ضغط الدم شهرا من تاريخ الحادثة، مع استمراري بأخذ أقراص لمعادلة الضغط خلال هذه الفترة، بعدها عاد الضغط طبيعيا وبدون علاج والحمد لله.

بدأت أخاف وأقلق مما سيحدث لي؛ حيث إنني لم أثق برأي الطبيب، ويعود السبب إلى أن هذه النبضات غير الطبيعية ما زالت موجودة، دخلت بحالة خوف وهلع شديد جداً (من المرض والموت والمستقبل)، أحسست بعدم الارتياح وفقدت الطمأنينة، فقدت لذة الحياة واسودت الدنيا في وجهي، لم أعد أبتسم لشيء مع سيطرة الخوف والقلق على حياتي بشكل كامل.

الأعراض استمرت بازدياد؛ حيث ازدادت آلام الجسم بمختلف المناطق، وخاصة الصدر وبالتحديد عند منطقة الحجاب الحاجز، إحساس بعدم اتزان، وزغللة بالعيون، وتنميل بنصف اللسان، وشد بالنصف الأيسر من الجسم، وضعف التركيز مع نفضة بالجسم أحس بها من الداخل وغير مرئية لمن حولي، والبكاء من غير سبب.

بدأت أبحث عن سبب لكل هذه الأعراض بزيارتي لعشرات الأطباء من مختلف التخصصات، والنتائج دائماً سليمة والحمد لله، من خلال بحثي بالإنترنت وخبرتي مع الأطباء أيقنت أن حالتي تستدعي طبيبا نفسيا، فقمت بزيارة أشهر وأكبر مراكز العلاج النفسي بالرياض، ولكن للأسف لم أستفد من الذهاب للطبيب النفسي؛ حيث أنه قام بتشخيص الحالة بشكل معقد، وازدادت حالتي النفسية سوءا أكثر مما كانت عليه.

أرسلني الطبيب النفسي للعلاج السلوكي، مع وصف علاج دوائي لا أذكر ما اسمه، بصراحة لم أقتنع أبداً بعلاجهم السلوكي ولا بتحليل الطبيب لحالتي النفسية؛ لأنه حلل شخصيتي تحليلا خاطئا (من وجهة نظري)؛ حيث أن كثيرا من الصفات لا تنطبق على شخصيتي، مثال: (ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس) وهي صفة بعيدة كل البعد عني.

استمررت على العلاج الدوائي لمدة 3 أسابيع فقط، أكملت 4 إلى 5 جلسات علاج سلوكي فقط، ولم أعد للعيادة مرة أخرى.

بعد السنة الأولى من الحادثة انتابني شعور ودافع قوي بأن أخلص نفسي بنفسي من كل ما أنا فيه، والحمد لله وبفضل الله سبحانه وتعالى والدعاء استطعت أن أخرج من الاكتئاب والقلق والخوف، لم أعد أخاف من المستقبل ولا من المرض والخوف، شجاعتي الداخلية ازدادت وأصبحت قادراً على التحكم بنفسيتي وتفكيري، أصبحت مرحاً مقبلا على الحياة أحب كل ما فيها، أعشق بيتي وعملي وكل ما أملك.

وفي السنة الثانية تقدمت لاختبار شهادة PMP (إحترافي إدارة المشاريع) ونجحت بها والحمد لله بعد دراسة زادت عن أربعة أشهر، ولكن ما استدعاني للكتابة لكم هو أن بعض الأعراض المزعجة جداً بقيت معي لغاية الآن، وهي تؤثر سلبا على حياتي بشكل عام، وهي: الإحساس بعدم الاتزان، وشد وآلام بمختلف أنحاء الجسم، وضعف التركيز، والخمول والكسل، والإحساس بخفقان غير طبيعي، ونفضة داخلية بالجسم (حدتها أقل مما كنت عليه سابقاً).

فحصت نسبة فيتامين (د) وكان هناك نقص؛ حيث أن النسبة كانت 9 وحدات، وصف لي الطبيب جرعات أسبوعية، ومن ثم شهرية مدى الحياة، مع ازدياد النسبة بالجسم خفت الأوجاع بشكل نسبي، ولكن الأعراض المزعجة والتي ذكرتها سابقا مازالت موجودة.

أرجو التكرم بدراسة الحالة، والرد بالحل المناسب للتخلص من هذه الأعراض، ولكم جزيل الشكر.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohannad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: قطعاً النوبة التي أتتك هي نوبة هرع أو فزع، وهي بالفعل مخيفة حين وقوعها، ويترتب عليها أيضاً أن الإنسان قد يدخل في مخاوف ووساوس، ويبدأ في رحلة التنقل بين الأطباء، وهذه من وجهة نظري تؤدي في بعض الأحيان إلى ما يعرف بالمراق المرضي، وهو كثرة الشكوى وظهور الأعراض التجسيدية؛ أي الأعراض الجسدية التي لا أساس عضوي لها، وهذه تؤدي إلى المزيد من التوهمات.

عموماً أخي الفاضل: الصورة الآن بدت تتضح بالنسبة لك، أنت توليت علاج الجانب النفسي بنفسك وهذا أمراً إيجابي جداً أقره تماماً، وبالنسبة للعلاج السلوكي أخي مبادئه معروفة يمكنك أن تطبقها بنفسك، أهمها هو التفكير الإيجابي، وألا ينقاد الإنسان لمشاعره أو أفكاره السلبية وإنما ينقاد لأفعاله الإيجابية، والأفعال حتى نجعلها إيجابية لا بد أن ندير وقتنا بصورة صحيحة؛ لأن ذلك يؤهلنا لإدارة حياتنا، ومن ثم نتخلص تماماً من الفعل والتفكير السلبي وكذلك المشاعر السلبية.

أخي الكريم: أنا أعتقد أن ممارسة الرياضة أيضاً ضرورية بالنسبة لك، هذا التكاسل والشعور بالوهن والخفقان يعالج من خلال ممارسة الرياضة؛ لأن الرياضة في حد ذاتها تؤدي إلى توازن كيميائي داخلي بصورة ممتازة جداً، إفراز المركبات التي تعرف بالأفيونات الداخلية والتي تسمى علمياً إندورفين وإنكفلين وجد أنها مهمة جداً للصحة النفسية والجسدية، فأرجو أن تعد برنامجا رياضيا متدرجا تبدأ بدايات بسيطة، ثم بعد ذلك ترفع المعدل، وأنا متأكد أن ذلك سوف يفيدك كثيراً.

أخي الكريم: ضغوطات العمل بما أنك في موقع مهم جداً أرجو أن يكون أثرها إيجابياً على صحتك النفسية وليس سلبياً، وذلك من خلال التفكير الإيجابي وحسن إدارة الوقت، أعتقد أن الأعراض التي تعاني منها وهي الإحساس بعدم التوازن والشد والآلام وكذلك الخمول وضعف التركيز، قطعاً هي مرتبطة بحالة القلق التي أتتك والفزع والقلق هما صنوان ولا شك في ذلك، ما ذكرته لك من إرشاد أعتقد أنه يكفي تماماً للتخلص من هذه الأعراض.

وبالنسبة للعلاج الدوائي: أراه أيضاً سيضيف لك إضافة إيجابية، أحد محسنات المزاج ومزيلات القلق والتوتر أعتقد أنه سوف يفيدك، السبرالكس من الأدوية الممتازة جداً لكن إذا لم تره ذو جدوى بالنسبة لك يمكن أن تنتقل إلى دواء بسيطة جداً وهو الدوجمتيل والذي يسمى سلبرايد علمياً ويسمى تجارياً في المملكة العربية السعودية باسم جمبريد، دواء مفيد جداً للتوازن وإزالة القلق.

الجرعة هي 50 مليجرام كبسولة واحدة يتم تناولها ليلاً لمدة ثلاثة أيام، ثم بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم كبسولة مساء لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله، وإذا لم تستفد كثيراً من جمبريد أعتقد أن العلاج الدوائي الآخر سيكون السيرترالين والذي يعرف باسم زولفت.

بالنسبة لتعويض فيتامين (د): لا شك أن هذا الأمر ضروري، وقطعاً ذلك سوف يساهم في إزالة الآلام والأوجاع الجسدية، خاصة إذا قمت بممارسة الرياضة، وأنصحك أيضاً بالتعرض لشمس الصباح لمدة ربع ساعة إلى نصف ساعة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...