أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ماذا يمكن أن يحدث لو تبرع شخص بدم فاسد أو مختلف الفصيلة؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

سؤالي: هل يوجد أي فوائد أو أضرار عموما للشخص الذي يقوم بالتبرع بالدم؟ وماذا يحدث إذا تبرع شخص فصيلة دمه A أو B أو AB مثلا لشخص فصيلة دمة O؟

وهل شرط أساسي أن فصيلة الدم O لا تعطي إلا فصيلة الدم O؟ وهل شرط أساسي أن يكونان نفس الأشارة أي أن فصيلة الدم O الموجبة لا تعطي إلا فصيلة الدم O الموجبة؟ وأن O السالبة لا تعطي إلا O السالبة؟ ولكن O الموجبة لا تعطي O السالبة و O السالبة لا تعطي O الموجبة؟ وماذا يمكن أن يحدث إذا حدث تبرع شخص بالدم، وكان فاسدًا مثلًا؟ أو كان سليمًا، ولكن فصيلة الدم للمتبرع غير مناسبة لفصيلة دم المتبرع له مثلًا؟

وما هي الإجراءات التي يمكن أن تتخذ في هذه الحالة لإنقاذ الأرواح؟ وهل يمكن أن يتبرع ذكر لأنثى، أو العكس؟ وهل يمكن التبرع من وإلى كل من الإنسان والحيوان والطير؟ وهل فصيلة دم الإنسان تختلف عن فصيلة دم الطير، أو الحيوان؟

أتمنى الرد من السادة المتخصصين، وشكرًا لكم أجمعين.

مدة قراءة الإجابة : 8 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

العمر الافتراضي لكرات الدم الحمراء 120 يوما، وبعدها يقوم الجسم بإعادة تدويرها إلى مواد خام، ومعاودة تصنيعها مرة أخرى بخلايا طازجة تقوم بالعمل على أكمل وجه، ولذلك عند التبرع بالدم، فإن الجسم يعجل عملية تصنيع دم جديد، وبالتالي فإن التبرع بالدم له فائدة للمتبرع كما أنه يفيد الشخص الذي تم نقل الدم إليه فائدة كبرى، وقد ينقذ حياته.

ولا يمكن للمستشفيات نقل دم لمريض حتى ولو من نفس الفصيلة قبل إجراء عملية توافق للدم؛ لأن هناك حوالي 100 نوع من الفصائل، ولكن المعروف طبيا هو نظام ABO وهناك أربع احتمالات لفصائل الدم هي ( A - B - AB - O )، وهناك نظام Rh وهناك له احتمالان:
1 ( + ) 2 ( - ) وفصيلة O تسمى معطيا عاما؛ لأن دم هذه الفصيلة لا يحتوي على انتجين للفصائل الأخرى قد تؤدي إلى تكسير الدم، والتجلط، ولكن كما قلنا لا يتم نقل الدم بدون عمل توافق في المختبر قبل نقل الدم حتى ولو كان من نفس الفصيلة.

وكلمة الموجب تشير إلى عامل ريسس RH Factor وهذه لها أهمية قصوى للسيدات أثناء الحمل الأول، وأثناء الولادة حتى لا ينتقل النتيجين إلى دم الطفل التالي؛ حيث إن نظام Rh أو عامل ريسس يعطي احتمالان: ( + ) و( - )، ونقول بأن فصيلة دم فلان هي +O أو -O إذا كانت فصيلته O موجب لعامل ريسس، وقد تم اكتشاف ذلك العامل في نوع من القردة يسمى ريسس rhesus monkeys ، وسمي لذلك السبب وقد تم اكتشاف أن هذا العامل نفسه موجود عند الإنسان أيضا، وهو نوع من البروتين الموجود على سطح خلايا كرات الدم الحمراء، وفي حالة وجوده تسمى الفصيلة موجبة العامل (Rh+)، وفي حالة عدم وجوده تسمى سالبة العامل (Rh-)، وكونها موجبة أو سالبة، فذلك لا يعني أي مشكلة بالنسبة للصحة، ولكن قد تحدث المشكلة عند الحمل للسيدات وهذا موضوع يطول شرحه.

ولكن لماذا لا تتوافق فصيلة الدم +A مع +B مثلاً؟ لأن هناك جزيئات تسمى أنتيجين (Antigen) – (معنى الأنتيجين: هو جزيء أشبه ببطاقة هوية تحملها الخلية)! ولكل جسم أنتيجينات خاصة به تختلف عن أي شخص، فإذا نقلنا دماً من شخص لآخر من فصيلتين مختلفتين، فإن الجهاز المناعي لجسم المتلقي يتعرف على كريات الدم الحمراء في دم المتبرع على أنها أجسام غريبة، فيكون ضدها أجساماً مضادة (Antibodies) تؤدي إلى حدوث تجلطات تسد الأوعية الدموية فيموت المتلقي!

فإذا احتوت الخلايا الدم الحمراء في دم الإنسان على الأنتيجين ("A")، كان فصيلة الدم من مجموعة (" A")، وإذا احتوت الخلايا الدم الحمراء في دم الإنسان على الأنتيجين ("B") كان فصيلة الدم من مجموعة ("B") وإذا احتوت خلايا الدم الحمراء في دم الإنسان على الأنتيجين ("AB") معا ً كان فصيلة الدم من مجموعة ("AB")، وإذا خلت خلايا الدم الحمراء في جسم الإنسان من هذين الأنتيجين (" A ــ B ") كان فصيلة الدم من مجموعة (" O").

ونظرياً فإن فصيلة -O من الممكن أن تعطي كل الفصائل الأخرى، ويسمى حاملها (Universal Donor) إلا أن حاملها لا يمكن أن يستقبل أي دم من فصيلة أخرى! وفصيلة +AB من الممكن أن تستقبل من جميع الفصائل الأخرى ويسمى حاملها (Universal Recepient) إلا أنها لا تعطي لأي فصيلة أخرى إلا الفصيلة نفسها! لذلك فإن فصيلة الدم -O تعتبر من الفصائل المحببة في بنوك الدم كونها تفيد الجميع، وأيضاً فصيلة +O تفيد جميع فصائل الدم الموجبة.

ولا يمكن نقل دم فاسد، أو غير متوافق، وإلا مات المتلقي من فوره، وطالما الدم متوافق فلا مانع من تبرع ذكر لأنثى، وبالعكس ولا يمكن بالقطع تبرع دم حيوان، أو طير للإنسان لنفس السبب، ولاختلاف حجم وتركيب خلايا الدم في الحالتين، وبالتالي تختلف فصائل الدم بين الإنسان والطير والحيوان.

وعليه يمكن القول أن بلازما الدم لأي شخص لا تحتوي مطلقاً على الأجسام المضادة للأنتيجينات لفصيلة دمه الموجودة في خلايا الدم الحمراء، فلو وجدت الأجسام المضادة لهذه الانتيجينات عند أي شخص فإن ذلك يؤدي إلى تجمع خلايا دمه الحمراء، مما يسبب انسداد أحد الأوعية الدموية الهامة فيحدث الموت، إذا صاحب -O لا يستقبل إلا من نفس الفصيلة، ويجعل من الأمر أصعب مما لو كان يحمل +AB الذي لا مشكلة لديه مع أي فصيلة أخرى ( نظرياً، فقد يرفض الجسم أي دم حتى لو كان من نفس الفصيلة نتيجة أنتيجينات أخرى غير المذكورة في هذا الموضوع ).

على أي حال فصيلة +O لا مشكلة لديها مع -O ، والعكس صحيح ، فـ -O لا تعترف إلا بـ -O ! إن فصيلة الدم (O) هي أكرم فصيله تعطي الجميع، ولا تأخذ من أحد غير فصيلتها، أما فصيلة الدم (A) تعطي لنفس فصيلتها، وفصيلة (AB)، ولا تأخذ إلا من فصيلتها، أو فصيلة( O).

أما فصيلة الدم (B ) تعطي لفصيلتها، وفصيلة (AB)، ولا تأخذ الا من فصيلتها، او من ( O)، أما (AB) فيأخذ من كل الفصائل، ولا يعطي إلا لفصيلته فقط.

وفقك الله لما فيه الخير.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...