أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أعاني من التشاؤم والتفكير بأنني سأموت قريبا، فما علاج ذلك؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 21 ولست متزوجة، بل طالبة، دائماً يأتيني إحساس غريب أنني سوف أموت قريباً، ودائماً أفكر بالموت لدرجة أنني من كثرة التفكير أصبحت مجهولة الطباع .. لا أعرف ماذا أريد لأنه دائماً في مخيلتي أنني سوف أموت في أي وقت! ومنذ كنت صغيرة هذا الوسواس يطاردني، مع العلم أنني أصلي ولا أترك فرضاً، لكن لا أعرف لماذا أنا هكذا تفكيري!

وأخاف جداً من الخروج من المنزل وأن أخالط الناس، وإذا خرجت أكون على أعصابي، ومعدتي تؤلمني جداً لأنه لدي القولون العصبي من كثرة التفكير، وأحس أن شخصيتي جداً ضعيفة! تعبت من جميع هذه الأمور وأيضاً دائماً قبل النوم أحس بتأنيب الضمير على كل شي خاطئء مارسته أثناء يومي، وأبكي وأستغفر حتى أنام، وتكون هذه الأشياء جداً صغيرة مثل رفعي صوتي على أمي، أو ضربي أخي الأصغر.

وقبل النوم دائماً أقرأ الأذكار، لكن لا أعلم لماذا أحس بجميع هذه الأشياء؟! أريد حلاً لكي أعيش حياة جميلة بعيدة عن التشاؤم؛ لأنني حتى دراستي لا أفكر بها جيداً، والسبب هذا الوسواس. هل حياتي في المستقبل ستكون صحيحة عندما أتزوج؟ لقد فكرت أن أراجع طبيباً نفسياً لكن كنت أتردد.

أرجو الرد في أسرع وقت، وشكراً جزيلاً -وفقكم الله-.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعراضك إن شاء الله بسيطة حتى وإن كانت مزعجة لك، وأنت بالفعل تعانين من درجة بسيطة من قلق المخاوف الوسواسي، والخوف من الموت هو عرض مركزي، بمعنى أن الكثير من الناس يشتكون منه، وأعتقد أن ذلك مرده إلى أن موت الفجأة قد كثر في زماننا هذا، وكثرة الحوادث، والأمور الأخرى، والإنسان بطبعه قد يكون لديه شيء من الهشاشة والضعف حول أمر الموت.

في هذه الأحوال أيتها الفاضلة الكريمة: العملية يجب أن يتم التعامل معها كعملية فكرية معرفية وجدانية، وذلك بأن تصلي إلى قناعات أن الموت أمره أمر مختلف تمامًا، لا أحد يستطيع أن يتدخل في أمره أبدًا، لا أحد يستطيع أن يُدير أمر الموت، ولكن نستطيع أن نُدير أمر الحياة، لذا يجب أن نستثمر حياتنا بقوة وبإنتاجية وباستمتاع، وأن نعمل لما بعد الموت، ودائمًا نسأل الله أن يُحسن خاتمتنا.

هذا هو الأمر وليس أكثر من ذلك.

والخوف من الموت – أيتها الفاضلة الكريمة – كما هو معلوم لا يُقدم في عمر الإنسان ولا يزيد فيه لحظة واحدة، فاسألي الله تعالى أن يحفظك، وعيشي حياتك بقوة، وأنت قطعًا لديك شخصية طيبة وممتازة، لكن الجانب الوسواسي وجانب الحساسية، هو الذي جعلك تُكثرين من تأنيب الضمير حتى في أبسط الأشياء، وهذا دليل على أن نفسك اللوامة قوية ومتسلطة عليك، وطبعًا تسلط النفس اللوامة أفضل كثيرًا من تسلط النفس الأمّارة بالسوء.

فلا تنزعجي لهذا الأمر، وأعتقد أن مقابلتك لطبيب نفسي سيكون أمرًا جيدًا، لأنك بالفعل محتاجة لأحد الأدوية المضادة للوساوس مثل الفافرين أو البروزاك أو الزولفت، كلها أدوية طيبة وجيدة وممتازة، وأنا متأكد أنها سوف تساعدك كثيرًا.

فاتخذي هذه الخطوات، بجانب ما ذكرناه لك من إرشادات، وأنا أؤكد لك إن شاء الله تعالى مستقبلك مستقبل مشرق جدًّا، اجتهدي في دراستك، وكوني من المتميزين، واسألي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، وأنا أؤكد لك أن الأشخاص الذين لديهم بعض السمات الوسواسية والقلقية ينجحون جدًّا في حياتهم الزوجية، لأن الانطباع الإيجابي والمودة والانضباط دائمًا تهيمن على حياتهم، فلا تنزعجي أبدًا، مستقبلك إن شاء الله سيكون مستقبلاً مُشرقًا وناجحًا جدًّا.

وللفائدة راجعي علاج الخوف من الموت سلوكيا: (259342 - 265858 - 230225).

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ 2831 الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ 2757 الأحد 19-07-2020 07:11 صـ
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا 1033 الخميس 16-07-2020 02:42 صـ
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. 2083 الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ 1542 الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ