أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الجازي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كان سرطان الدم في الماضي مرضاً مميتاً يصعب الشفاء منه، إلا أنه خلال الثلاثين سنة الماضية تطور علاج هذا المرض بشكل كبير جداً، نتيجة لتطور فهمنا للمرض، وتطور أساليب العلاج، ففي الوقت الحاضر تتجاوز نسبة الشفاء من سرطان الدم لدى الأطفال 70%.

وعلاج سرطان الدم معقد وطويل، ويمتد من سنتين إلى ثلاث سنوات، ويحتاج إلى فريق متكامل من الأطباء المتخصصين والصيادلة وأخصائي التغذية، والأخصائي الاجتماعي، وغيرهم.

لذا فإن علاج هؤلاء المرضى يتم فور تشخيص المرض، للتخلص من الخلايا السرطانية، ويأخذ العلاج فترة طويلة لمنع عودة المرض.

ويتركز العلاج بشكل أساسي على الأدوية الكيماوية، والتي تعطى على مراحل، وفق بروتوكول خاص لكل نوع مختلف من سرطانات الدم، بطريقة جرعات، مع فترة من الراحة بينها، ولذلك لإعطاء خلايا الجسم الطبيعية فرصة للتعافي.

والأدوية الكيماوية تعطى في عدة أشكال، منها:
- فمنها ما يعطى عن طريق الفم.
- ومنها ما يعطى عن طريق الوريد.
- أو في العضل.
- أو تحت الجلد.
- أو على شكل حقن في الظهر.

أما زراعة نخاع العظم أو زراعة الخلايا الجذعية، فهي علاجات معقدة ومكلفة جداً، وتتطور باستمرار، إما في تقنياتها، أوالأدوية الضرورية لها، ومنها زرع من متبرع، أو من قريب، أو حديث الزرع الذاتي، حيث يتم جمع الخلايا السليمة من المريض نفسه خلال الفترة التي يتضاءل فيها المرض، أو يختفي من الجسم، ومن ثم إعادتها لنفس المريض فيما بعد، وقد رفعت هذه العلاجات من نسبة الشفاء إلى 70%.

ولذلك -أختي الفاضلة-:
فإن نسبة النجاح وطول فترة الشفاء تعتمد على العوامل المتعددة من نوع النقي المختار للمريض، ومدى توافق النسج HLA، وعدم حدوث أختلاطات التهابية خلال عملية الزرع، وتحقق حالة عدم ظهور الرفض بين النقي الجديد وجسم المريض بعد الزرع، وكل ذلك يحسن من نسبة الشفاء وطول عمر المريض -بإذن الله-.

ورقم70% شفاء لسرطانات الدم هو حدث عظيم، وهو تتويج لكافة التطورات الجديدة في فهم آلية سرطانات الدم، وتحسن نوع الأدوية، وتطور زرع نقي العظم المستمر.

فعليك بالاتكال على الله عز وجل، فما الشفاء إلا بأمره تعالى، والتقوي بالدعاء، فهو الشافي والمعافي برحمته، وما أنزل الله من داء إلا وأنزل له الدواء.

مع تمنياتي بالشفاء العاجل والكامل لزوجك -بإذن الله-.