أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل الشخص غير الاجتماعي هو إنسان غير سوي نفسياً أو سلوكياً؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله

أشكركم كثيراً على موقعكم المتميز والمفضل لدي، واسمحوا لي أن أطرح مشكلتي.

أنا إنسانة متعلمة وواعية ومتزنة، وعلى قدر من الجمال، أقدر هذا وأعرفه جيداً، ما يؤرقني جداً هو إحساسي بأن شخصيتي غير قوية، لكن ليس بالحد الذي يمكن أن أطلق على نفسي بأني ضعيفة الشخصية، أعلم أن شخصيتي ليست ضعيفة، لكن ما أعانيه حقاً هو في بيئة العمل، حيث زميلاتي مقربات جداً لبعضهن وهن صديقات، يفطرن مع بعضهن ويتحدثن، ولديهن مشاريع يقمن بها بعد الدوام، ولا يطلبن مني المجيء معهن، هل هذا يدل على أنهن لا يرغبن بي؟ رغم أن علاقتي طيبة مع الجميع، وأسلم عليهن وأسألهن عن أحوالهن، وأحاول أن أتقرب منهن، لدرجة أحس أني غير مهمة، فلا يسألن عني إن غبت، أو تأخرت عن الدوام، لكن علاقتهن مع بعضهن مختلفة تماما، ماذا أفعل كي أصبح واحدة منهن؟

أحياناً أقول بنفسي لا يهمني، ولا أبالي بهن، وأنا أفضل منهن، رغم أني عندما تطرح علي مشكلة أو قضية لإبداء الرأي، أحس نفسي قادرة على التحدث، وإبداء الرأي أفضل منهن، أحس نفسي متزنة وواقعية، لا أحب التفاهات من الأمور، وأعترف بأني خجولة نوعاً ما، وخاصة من الجنس الآخر، وبأني لست اجتماعية كثيراً، ولكن السؤال الذي يخطر ببالي: هل الشخص غير الاجتماعي هو إنسان غير سوي نفسياً أو سلوكياً؟ إذا كانت الإجابة بلا، فلماذا مجتمعنا ينتقده؟ علماً أني لست منطوية على نفسي، ولا أحب العزلة، لكنني متحفظة نسبياً، ولا أتحدث مع الجميع، ولا أتمازج مع جميع الناس، هل هذا خلل في شخصيتي يجب علاجه؟ طرقت جميع الأبواب، وطبقت كل ما قرأت في هذا الموقع من نصائح، كالمبادرة وإلقاء التحية، والابتسامة، والمواجهة، لكن أحسن نفسي بحاجة لأكثر.

آسفة جداً على الإطالة، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله تعالى على السمات الطيبة التي أنعم بها عليك، والذي حصل لك ناتج من عدم تواؤمك مع ذاتك ومع الآخرين، وهذا ليس عيبًا وليس ضعفًا، وليس علة في الشخصية، إنما لكل إنسان سجاياه وسماته خاصة فيما يتعلق بالتواصل الاجتماعي.

هنالك علم الآن يسمى (الذكاء العاطفي) لا بد وأن تكوني قد اطلعت عليه، أول كتاب كتبه دانيل جولمان سنة 1995، وهذا الكتاب أوضح وبصورة جلية جدًّا أن الإنسان فعلاً يحتاج في بعض الأحيان أن يتواءم مع نفسه، وأن يوجهها حتى يتواءم مع الآخرين، الإنسان قد يكون على درجة من الوعي والذكاء الأكاديمي، لكنه ربما لا يكون على درجة ووعي كافٍ من الذكاء العاطفي، وبفضل من الله تعالى الذكاء العاطفي يمكن تطويره، بعكس الذكاء الأكاديمي الذي ربما لا يستطيع الإنسان أن يطوره بسرعة.

يجب أن تبني مشاعر إيجابية حول نفسك، وبالنسبة للتعامل مع زميلاتك، لا تكوني حساسة حول هذا الأمر، كوني على طبيعتك، ما دامت علاقتك تقوم على التقدير والاحترام، ليس من الضروري أن يكون هنالك تلاق وتمازج في كل شيء، أنت ذكرت أنك ربما تكون لديك صفات الجدية في العلاقات، وهذه قد تنفّر منك البعض، لكنها حقيقة صفة جيدة، وقد يكون لديك شيء من الحياء، وهذه سمة عظيمة، وقد يكون هناك شيء من الخجل، وهذه حاولي أن تتخطيها من خلال المزيد من الثقة في نفسك، وأن يكون لك حضور في مجتمعك الصغير، في أسرتك، وسط أرحامك، وهذا يساعدك كثيرًا.

أرجو أن تقرئي كتاب دانيل جولمان عن الذكاء العاطفي، وهنالك عدة كتب أخرى، أعتقد أن هذا هو الذي تحتاجين إليه، وأيضًا أرجو أن تحصلي على كتاب للدكتور أيمن عبده ويسمى (التغيير من الداخل)، فيه إرشادات عظيمة جدًّا على منهج إسلامي طيب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا أشعر بالسعادة وأكره لقاء الناس، أرجو تشخيص الحالة. 1840 الأربعاء 15-07-2020 03:33 صـ
كيف أتخلص من رغبة الانعزال في البيت وأصبح اجتماعيًا؟ 1741 الأربعاء 15-07-2020 01:10 صـ
نوبات الهلع جعلتني أنعزل عن الناس 1538 الثلاثاء 16-06-2020 01:06 صـ
أشعر بالدونية والخوف، وأحب العزلة والانطواء، ما العلاج؟ 4378 الاثنين 11-05-2020 03:36 صـ
لا أستطيع الاندماج مع أصدقائي بسهولة.. أريد حلا 2318 الثلاثاء 28-04-2020 06:06 صـ