أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أعاني من الرهاب الذي أضعف ثقتي بنفسي، فكيف أتخلص من ذلك؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم..

وفقكم الله، وجزاكم كل خير على هذا العمل الراقي، فقراءتي للاستشارات والإجابات العديدة التي في موقعكم شجعتني لأن أطرح معاناتي الطويلة..

عمري 31 سنة، ملتزمة دينيا، عندي عشرة إخوة أنا الوسطى بينهم, مستواي العلمي جيد إلى جيد جدا، في طفولتي كنت أقضي وقتي بين البيت والمدرسة، كنت أحب العزلة كثيرا لأستمتع بأحلام اليقظة وحدي، بقيت على هذه الحال لفترة طويلة حتى دخلت الجامعة، لم أكن أتواصل كثيرا مع أخواتي، لأني مختبئة دائما في غرفة أو زاوية ما، وإذا تكلمت معهم يعتبرون تفكيري غريبا وغير واقعي، وأحيانا يكون خارجا عن الموضوع بسبب عدم تركيزي معهم، فيسخرون مني، مما يجعلني أغضب، فأعاقب نفسي بعدم الكلام، وقد كان لذلك تأثيرا سلبيا علي، لأنني للأسف تعودت ألا أشارك في الأحاديث، وألا أبدي رأيي في أي موضوع.

ابتليت بالعادة السرية منذ سن صغيرة جدا، تقريبا بعمر الخمس سنوات، ثم نسيتها لعدة سنوات، لكن تذكرتها فيما بعد وعدت لممارستها.

في الصف الثامن (13سنة) بدأت تظهر عندي أعراض فوبيا المجتمع، كالرجفة في اليدين، والرجفة في الصوت عند التسميع، وخفقان القلب بسرعة كبيرة، ومع ذلك بقيت أجلس في الصفوف الأمامية، وعندما يطرح الأستاذ أي سؤال أكون أول من يرفع يده، وطالما كنت في مكاني فأنا مرتاحة، ولكن بمجرد المثول أمام رفاقي؛ تظهر الأعراض التي ذكرتها، فأحاول الإسراع في الإجابة حتى أخفي الرجفة في صوتي، ولا يظهر خجلي أمامهم.

بعد فترة اختفت الرجفة في اليدين، ولكن ظهرت عندي رجفة ظاهرة حول الفم، عندما أنظر في وجه أحدهم وهو يخاطبني عن قرب، خاصة إذا كان شابا، فكنت أحاول التهرب من النظر مباشرة في وجهه أثناء المحادثة مما علها تخفّ كثيرا – والحمد لله -، ولكن ما زلت أتفاجأ بها في العديد من المواقف.

أنا الآن أدرس مادة العلوم للصف الثامن والتاسع في مدرسة خاصة, وهذه الأعراض تضايقني كثيرا, لأن المدرسة تنظم ورش عمل بشكل دائم، وتتطلب مني الصعود إلى اللوح، والتكلم أمام الزملاء، فأحاول اختصار أجوبتي دائما، وأتكلم بسرعة وأتوقف قبل أن تصبح الرجفة في صوتي، فتكون إجابتي متقطعة وغير واضحة، ومع ذلك لا أتهرب، وما زلت أبادر في الإجابة، إلا أنني أحيانا أتغيب عن هذه الورش بسبب التوتر الكبير الذي يصيبني خلال هذا اليوم.

هذه الحالة تضعف ثقتي بنفسي كثيرا، وتمنعني من تطوير نفسي، واستلام مهام أكبر، وتشعرني بأنني ليس لي الحق بالتواجد في المكان الذي أنا فيه.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ iffatmokdad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على الكتابة إلينا.

بغض النظر عما جرى في طفولتك، فمن الواضح أنك تدركين بأن ما عندك هي حالة من الرهاب، أو الفوبيا، أو الخوف الاجتماعي، حيث ترتبكين من لقاء الناس، والنظر في وجوههم، أو الكلام أمامهم، والاجتماع بهم في بعض الظروف الاجتماعية، سواء في ورش التدريب أو غيره، حيث تجدين صعوبة في الحديث مع الناس، وخاصة أمام الجمع منهم، مع ما يرافق هذا الخوف من الارتباك والأعراض الجسدية: كالقلق، ورجفة اليدين، وربما التعرق، والارتعاش، وضعف التركيز والانتباه، وبالتالي فقد تشعرين بعدم الرغبة في حضور الورشات التدريبية وغيرها، أو الاختلاط بالناس، وربما هذا قد سبب عندك بعض الحزن والانطواء الذي كتبت عنه، حيث تجدين مزيدا من صعوبة مواجهة الناس، مما يقلل عندك من الفرص الطبيعة للحياة الاجتماعية.

وبسبب كل ذلك فأنت لا تشعرين بالثقة الكبيرة في نفسك بالرغم من الإمكانات الممتازة التي وردت في سؤالك، مما يجعلك لا ترتاحين للاجتماع والتعامل مع الآخرين، وربما تهربين من مواجهة الزملاء ببعض الحجج التي تقدميها لهم.

فما العمل الآن؟

إن تجنب لقاء الناس، وعدم حضور الفعاليات والورش التدريبية، لا يحل المشكلة، وإنما يجعلها تتفاقم وتشتد، وتزيد في ضعف الثقة بالنفس، ولذلك عليك العودة للقاء الناس والاختلاط بهم، وعدم تجنبهم بالرغم من الصعوبات، وستجدين من خلال الزمن أن ثقتك في نفسك أفضل وأفضل، وستجدين مقابلة الناس والحديث معهم، من زملاء أو طلاب، أسهل بكثير مما كنت عليه في السابق.

وهكذا فالعلاج الفعال لهذه الحال هو العلاج السلوكي، والذي هو ببساطة اقتحام اللقاءات بالناس، وتحمل ما تشعرين به من الانزعاج، وعدم الانسحاب من هذه المواجهة، حتى تعتادين على ذلك، وتزداد ثقتك في نفسك، وبحيث يمكن أن تصلي إلى حالة تستطيعين معها الحديث أمام الناس وبكل ثقة وارتياح.

وبالإضافة للعلاج السابق، وخاصة إذا لم تتمكني من التغيير المطلوب، فهناك حالات نصف فيها أحد الأدوية التي تساعد على هذا، وخاصة إن وجد مع الرهاب شيء من الاكتئاب، والذي يحدث بسبب الانسحاب من الأنشطة والمجتمع، وبسبب الهمّ النفسي لضعف الحياة الاجتماعية.

أنصحك إذا حاولتِ مع نفسك الخروج من عزلتك، والإقدام على مقابلة الناس، ولم تنجحي كثيرا، بأن لا تتأخري في زيارة طبيب نفسي أو أخصائي نفسي فهذا قد يختصر لك الزمن.

حماك الله من كل سوء، ويسّر لك أمورك كلها.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا أشعر بالسعادة وأكره لقاء الناس، أرجو تشخيص الحالة. 1842 الأربعاء 15-07-2020 03:33 صـ
كيف أتخلص من رغبة الانعزال في البيت وأصبح اجتماعيًا؟ 1741 الأربعاء 15-07-2020 01:10 صـ
نوبات الهلع جعلتني أنعزل عن الناس 1538 الثلاثاء 16-06-2020 01:06 صـ
أشعر بالدونية والخوف، وأحب العزلة والانطواء، ما العلاج؟ 4379 الاثنين 11-05-2020 03:36 صـ
لا أستطيع الاندماج مع أصدقائي بسهولة.. أريد حلا 2318 الثلاثاء 28-04-2020 06:06 صـ