أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : مشكلة الرهاب الاجتماعي وعدم القدرة على التخلص من جفاف الحلق!

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: أدعو الله أن يسدد خطاكم لما فيه النفع والخير لجميع الناس.

بالنسبة لمشكلتي:
أنا شخص قد ابتليت بالخوف المرضي أو ما يسمى بالرهاب الاجتماعي، ولا يوجد من هو أفهم مني بجذور هذه المشكلة، وأعلم كل العلم أنها نابعة من تفكيري السلبي، لدرجة أنني عندما أكون وحدي وفي أبسط الأمور مجرد تذكري لتلك الأفكار السلبية، حاولت مراراً أن أتجنب هذه الأفكار، ولكن حينما أذكرها حتى في أبسط أمور حياتي تبدأ تظهر علي الأعراض، وكل ما يضايقني فيها.

علماً بأن لدي استطاعة على التحكم في جميع الأعراض، إلا عرضا واحدا وهو جفاف الحلق، فيخرج صوتي مبحوحاً وغصة في الكلام، ومن ذلك تنطلق بقية الأعراض، مثل ضياع التركيز، لخبطة الكلام، عدم المقدرة على إخراج الحروف أثناءها، وتأكدت -ولله الحمد- أنه لا توجد لدي مشكلات عضوية نهائياً.

أعرف كل المعرفة كيفية علاجي لنفسي باستخدام العلاج السلوكي، لكن ما يحول بيني وبين ذلك العلاج هو الأعراض التي ذكرتها، فتمنع علي أن أستفيد من العلاج السلوكي.

قررت -بإذن الله- أن أستعين بالأدوية ولكن احترت، وخفت منها ومن أعراضها، وسمعت عن ثلاثة أنواع من الأدوية وهي: كالتالي: بروزاك، زولفت، وسيروكسات.

ما هي آلية عمل تلك الأدوية؟ وهل تساعدني على التغلب بمشكلة الوسواس القهري، الذي بمجرد أن أدخل محلا مثلاً وأريد أن أطلب بشيء ما أتذكر أنني مصاب بالرهاب وجفاف الحلق، ثم أبدأ بفقدان التركيز ... الخ!

طبعاً: لا أتجرأ على التكلم أمام مجموعة كبيرة من الناس، وقد حاولت أمامهم مضطراً في مدارسي والجامعة، وما بدأت حتى جعلت من نفسي أضحوكة أمامهم، أنا شخص أملك في داخلي وفي عقليتي من الأفكار، أرى في نفسي أنه لو لم يصحبها أعراض لكنت من أفضل الناس تحدثاً ومقدرة على اتخاذ الآراء الجيدة.

بالنسبة لآلية الأدوية:
أيهما أخف الأضرار الجانبية وأفيدها وأكثرها أماناً من خلال خبرتكم، وحتى لو –لا قدر الله- توقفت عن الدواء فجأة؟ من خلال نظرتكم التقريبية كم تستمر فترة الأعراض الانسحابية؟ وهل تدفع للانتحار عافانا الله وإياكم؟

أستطيع أن أنتظم على الأدوية وذلك مرة واحدة أو حبة واحدة في اليوم، أما أكثر من حبة فقد أجد صعوبة في ذلك، وذلك للخبطة الوقت أحياناً، وهل يجب علي التقيد بجرعات الأدوية في أوقات محددة أو يمكن تأخيرها أو تقديمها مثلاً ساعتين إلى ثلاث؟ وهل يوجد دواء معين يكفيني عن جفاف الحلق؟

علماً -وفي اعتقادي الشخصي- لو لم يكن ذلك العرض يأتيني لتمكنت -بفضل الله- من التمكن بنفسي وتركيزي!

أخيراً وليس آخراً: أحد المشاكل أيضاً المصاحبة لي ضعف التركيز، وعدم تحمل الضوء الناتج من الشاشات يحدث لي سرعة رمش في العين، وصداع خفيف ومستمر خلف العينين، أحس بارتياح عندما أرش الماء البارد على وجهي!

وأخيرا: أتمنى أن تتسع صدوركم الطيبة لكثرة وتناثر كلامي، أسأل الله أن تدعوا لي وتدعوا لجميع المسلمين أن يمن الكريم بالشفاء علينا.

والله يوفقكم.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وعلى رسالتك الواضحة بذاتها، وأقول لك أنت بالفعل لديك درجة بسيطة إلى متوسطة من قلق المخاوف، والجزئية الرئيسية المكونة لقلقك هي ما يمكن أن نعتبره رهابًا اجتماعيًا، لكن الأمر الجوهري والضروري أنه لديك القلق الافتراضي أو القلق التوقعي، وهذا بالفعل يعطل الإنسان كثيرًا، لكن علاجه أيضًا ليس بالصعب - إن شاء الله تعالى -.

المفاهيم السلوكية مهمة جدًّا لعلاج المخاوف، وهذه المفاهيم بسيطة، منها (مثلاً) أن يحلل الإنسان هذا الخوف، ويحاول أن يخضعه للمنطق، وسوف تجد أنه غير منطقي، هذا يعني من خلال تصحيح المفاهيم تستطيع أن تقلل من وطأة هذا الخوف والقلق الذي يتأتى منه، وتذكر دائمًا أنك لست بأقل من الآخرين، والإنسان حين يلتزم بالضوابط الاجتماعية الطيبة والرصينة والحسنة يجد أن تواصله مع الناس سهل جدًّا، يعني أن يبدأ الإنسان بالسلام، وأن يكون هاشًّا باشًّا، وأن يتبسم في وجوه إخوانه، وأن يكون فعّالاً ومتواجدًا على جميع الأصعدة الاجتماعية، وأن يميل دائمًا للصحبة الطيبة... هذا يعطي مزاجًا ومحيطًا مسالمًا جدًّا للإنسان، يحس فيه براحة كبيرة، فكن حريصًا على ذلك.

كما أن الأنشطة الاجتماعية ذات الطابع الجماعي فيها خير كثير للإنسان ليتخطى العقبات التي تحدثت عنها، مثلاً ممارسة أي رياضة جماعية، الحرص على صلاة الجماعة في المسجد، وكما ذكرنا مشاركة الناس.. هذا كله يفيد، فأرجو أن تحرص عليه أخِي الكريم.

تمارين الاسترخاء وجد أنها ذات فائدة كبيرة جدًّا، وتمارين الاسترخاء لها عدة أنواع أفضلها تمارين التنفس المتدرج، وتمارين قبض العضلات وإطلاقها تدرجًا، هذه أيضًا مفيدة جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها، وإن شاء الله تعالى تجد فيها ما يفيدك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: العلاج الدوائي يعتبر ركيزة أساسية مهمة لعلاج قلق المخاوف، لأنه اتضح وبما لا يدع مجالاً للشك والأبحاث التي هي على درجة عالية من اليقين أثبتت بأن كيمياء الدماغ قد لا تكون في حالة استواء بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من القلق والوساوس والاكتئاب وكذلك الرهاب، هنالك مادة تسمى بالسيروتونين – على وجه الخصوص – تمركزت حولها الأبحاث، وأُثبت بالفعل أن الأدوية المختصة تساعد في تنظيمها، مما يؤدي إلى آثار علاجية إيجابية جدًّا، والأدوية بعد أن تبدأ فعاليتها تمهد كثيرًا لأن يطبق الإنسان الآليات السلوكية العلاجية.

الدواء حتى يكون نافعًا يجب أن يتناوله الإنسان مبكرًا – يعني في بداية علته – ويجب أن يكون هنالك التزام بالجرعة العلاجية، وأن تكون الجرعة صحيحة، وكذلك مدة العلاج.

عقار (زولفت) والذي يعرف علميًا باسم (سيرترالين) دواء جيد وبسيط وفاعل جدًّا. الجرعة المطلوبة في مثل حالتك هي حبتان في اليوم – أي مائة مليجرام – لكن ذكرتَ أنك لن تتحمل أو لا تريد أكثر من حبة، فأقول لك في مثل هذه الحالة: ابدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تناولها ليلاً بعد الأكل، استمر عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تناول حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم نصف حبة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة ثلاثة أسابيع، ثم توقف عن تناول الدواء.

بهذه الطريقة والتي أرجو أن تتبعها بالتزام حتى تجني الفائدة المرجوة، حيث إن هذه الطريقة هي الطريقة العلمية والصحيحة، وأنا أؤكد لك أن جرعة الدواء بسيطة وصغيرة، وإن شاء الله تعالى لن تحدث لك أي آثار انسحابية أو آثار جانبية أخرى.

التركيز سوف يتحسن، الخوف سوف يزول - إن شاء الله تعالى – وتجد أن أحوالك بالفعل قد تحسنت.

فعالية الدواء تبدأ بعد ثلاثة إلى أربعة أسابيع من استعماله، فأرجو أن تصبر عليه، وأنصحك مرة أخرى بالتطبيقات السلوكية البسيطة التي ذكرناها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...