أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohammad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمن أسوأ ما ينتج من الرهاب الاجتماعي أنه يجعل الإنسان يقلل من قيمته ومن مقدراته، ويُبنى لديه هذا الانطباع السلبي، وهذا يجب أن يتغير من خلال تصحيح المفاهيم، فالرهاب الاجتماعي ليس ضعفًا في الشخصية، وليس قلة في الإيمان، هي ظاهرة نفسية مكتسبة، والمفاهيم يجب أن تتغير أيضًا حول أن ما يظهر للإنسان من عجز وضعف ليس حقيقيًا أبدًا، أنا متأكد أن أداءك جيد، وأن إخراجك للكلمات ممتاز، وأن مقدراتك المعرفية معقولة جدًّا، وتستطيع أن تتواصل.

فإذن -أخِي الكريم –: تصحيح المفاهيم مهم وضروري جدًّا، هذا بالطبع ندعمه من خلال تغيير نمط الحياة، وأن نكون متفائلين، وأن نكون إيجابيين، وأن نكون في المقدمة دائمًا، وأن نشارك الناس في مناسباتهم، وأن نُكثر من الاطلاع والمعرفة، وأن تكون صحبتنا ورفقتنا للصالحين وأهل العلم والمعرفة..هذا كله -حقيقة- يحصن الإنسان من شعوره بالعجز.

النقطة الثانية: يجب ألا تخاف من الفشل، فأنت لست فاشلاً حقيقة؛ لأن الرهاب الاجتماعي والخوف الاجتماعي يعطي صاحبه هذا الشعور: أنه محدود الإمكانات، أنه ضعيف، أنه فاشل، لا، أنت لست كذلك أبدًا.

فحوصاتك مطمئنة جدًّا -الحمد لله تعالى–، وبالنسبة للعلاج الدوائي، فالزيروكسات دواء جيد وفاعل، والجرعة الصحيحة هي أن تبدأ بعشرة مليجرام، تتناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين.

الزيروكسات أقل من أربعين مليجرامًا لا أعتقد أنه ذو جدوى حقيقية لعلاج الرهاب الاجتماعي، لأن الجرعة الوسطية هي المطلوبة، وليست الجرعة القليلة، وليست الجرعة الكبيرة المطلقة.

استمر على جرعة الحبتين لمدة ثلاثة أشهر على الأٌقل، وبعد ذلك يمكن أن تخفض إلى حبة واحدة لمدة ستة أشهر مثلاً، ثم إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم يتم التوقف عن الدواء.

أما بالنسبة للإندرال والذي يعرف علميًا باسم (بروبرالانول): أولاً هذا الدواء لا يستعمل بالنسبة للذين يعانون من مرض الربو، هذا ممنوع تمامًا، والجرعة التي تستعمل لعلاج الرهاب جرعة صغيرة، وهي عشرة مليجرام صباحًا ومساءً، يمكن أن يتناولها الإنسان لمدة شهر، ثم تخفض إلى عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عنه.

وقبل المناسبات التي تتطلب الدفع أو المواجهة الاجتماعية لا مانع أن يتناول الإنسان الإندرال بجرعة عشرين مليجرامًا -مثلاً- ساعتين قبل المواجهة، لكن بصفة عامة: الذين يطبقون الإرشادات السلوكية التي تحدثنا عنها ويتناولون الزيروكسات بصورة صحيحة، وكذلك الإندرال لا أعتقد أنهم يحتاجون لهذه الجرعات الإسعافية.

وأود أيضًا أن أذكرك بأهمية تمارين الاسترخاء، فلها فائدة عظيمة، -وإن شاء الله تعالى- حين تذهب إلى الطبيب سوف يقوم بتدريبك عليها، وعليك أيضًا أن ترجع إلى استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) فيها الكثير من التوجيهات التي توضح لك كيفية ممارسة هذه التمارين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.