أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل يمكن أن تتغير صفات الإنسان بتغير الجينات بعد تكوينه؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل يمكن أن تتغير الجينات بعد تكوين الإنسان؟ بمعنى أن الإنسان عادي وطبيعي بعد أن يولد، فهل يمكن أن تتغير صفاته؟

كنت أنظر برنامجاً في التليفزيون في موضوع الجينات والجنس، وما إلى هذا، وخطر في بالي سؤال، وهو: يقال إن هناك أمراضاً تنتقل بالاتصال الجنسي وأمراض جينات، فهل من الاتصال الجنسي يتغير من حالات الفردين؟ مثل نقل أمراض،وهي جينات (مثلاً جينات لون، جينات ذكاء، جينات شعر )، وهكذا..، هل ينتقل هذا أيضاً.

ماذا لو كان الاتصال بين رجل ورجل؟ -والعياذ بالله- طبعاً لا يحدث حمل وبالتأكيد نفس الموضوع في المرض، ولكن ماذا عن الصفات؟ وهنا لا يحدث حمل فأين تذهب الحيوانات المنوية بصفاتها؟ هل تظهر في أحد الطرفين، أم أن جينات الإنسان لا تتغير من ذلك النوع من الاتصال الجنسي، هل ممكن أن تتغير صفات الإنسان الشكلية والجسمية تحت ظروف معينة؟

إذا كان الجواب نعم، فما هي العوامل التي تغير صفات الإنسان الشكلية والجسمية؟

عندما يحدث اتصال جنسي وأحد الطرفين مريض بمرض أعتقد أنه ينتقل إلى الآخر، وتنتقل معه حيوانات منوية تحمل جينات، أريد أن أعرف هل الحيوانات المنوية هذه تغير من الصفات؟

مثلاً في الأنثى يظهر الحمل وتظهر الصفات في المولود، ولكن هل تظهر في الانثى ذاتها باعتبار أنها إذا كان مثلاً الرجل مريضاً وانتقل إليها المرض فانتقل إليها بجينات أخرى! هل تتغير صفاتها بهذا؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hasan mustafa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن سؤالك حقيقة سؤال جيد، لكنه يتطلب شرحاً دقيقاً، وقد لا يتسع المجال هنا في إسلام ويب لأسباب فنية، لكن أقول لك بصفة عامة إن الصفات الجينية للبشر ثابتة لدرجة كبيرة، لكن من خلال ما يسمى بالـ (Modulation) يمكن للصفات الجينية للإنسان أن ترتقي أو تنحط، يعني مثلاً إذا أنجب رجل ابنًا وكان عمره عشرين عامًا وأنجب ابناً آخر بعد أن بلغ ستين عامًا، بالطبع لابد أن توجد بعض الاختلافات ما بين الابنين، والسبب في ذلك أن خبرات الإنسان ومهاراته وما اكتسبه أو افتقده في خلال تطوره الحياتي قد ينعكس على أبنائه.

هذا من المستكشفات الحديثة، لا نقول إن هذا نقل جِيني مباشر، لكنه تأثير جيني تراكمي، وحتى الآن لم يُفسر هذا الأمر بصفة كاملة.

الأمراض التي تُنقل من خلال الاتصال الجنسي كثيرة، وهي معروفة، وهي أمراض وليست حقيقة نقلات جينية، وأهم مثال لها الـ (HIE) أو مرض فقدان المناعة المكتسبة.

الجينات: نعم هي مركبات مختلفة تحمل مميزات الإنسان الشكلية، وكذلك تكوين شخصياته، وربما مقدراته المعرفية لدرجة كبيرة، وإن كانت ذكاء لا يعتمد فقط على المقدرات المعرفية الوراثية، إنما هنالك جانب مكتسب يمكننا أن ننكره.

بالنسبة للاتصال بين الرجل والرجل: الحيوانات المنوية تموت، وهي لا تؤثر على أي صفة جينية، والحيوانات المنوي بصفة عامة عمرها الافتراضي ليس بالطويل.

صفات الإنسان الشكلية والجسمية لا تتغير إلا حسب المرحلة العمرية، وهنالك قد تكون بعض التغيرات الظرفية – أي العابرة – تحدث.

مثلاً مريض الاكتئاب تجده دائمًا نظرته نظرة يتجنب فيها مواجهة الآخرين، وتجد أن الخطوط التي على جبهته تأخذ وضعاً خاصاً مثلاً.

أمراض الغدد: مثلاً اضطراب الغدة الدرقية قد يؤدي إلى ظهور الوجه بصورة معينة، وهكذا، إذن هنالك بعض التغيرات ذات المنشأ المرضي وليست تغيرات طبيعية.

إذا كان الإنسان يعتقد أنه حين يتصل جنسيًا بشخص مريض وتنقل منه حيوانات منوية: هذا لا أعتقد أنه له تأثيرا إلا من الناحية المرضية، إلا أن ينقل مرضًا، لكن لا نستطيع أن نقول إن هناك صفات حميدة أو صفات سيئة سوف تظهر، لكن قطعًا إذا كان نتيجة هذا الاتصال الجنسي نتج عنه حمل فالصفات الجينية للطرفين سوف تظهر على المولود.

هذا هو الذي أستطيع أن أفيد به، وحتى إن كان مقتضبًا أرجو أيها الفاضل الكريم أن يكون مفيدًا لك، ويمكن أن تتطلع على بعض الكتب المكتوبة في علوم الجينات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...