أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ثقتي في نفسي مهزوزة جدا، هل من نصيحة؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 27 سنة، عندي مشكلة أعاني منها، وهي ثقتي في نفسي جداً مهزوزة، أخاف أقول لا، لأي أحد، أجامل الناس على حساب نفسي!

عندي مشكلة القلق من كل شيء، أخاف أسافر، أتخيل أن يصير معي شيء مؤذي مثل سرقة أو أضيع، أروح المستشفى وأتخيل أن الطبيب سيقول لي: فيك شيء مؤذي! أروح أراجع دائرة حكومية لأنهي أي إجراء لي وأول فكرة تجيئني سترفض المعاملة!

دائماً أفكر بالشيء، وأبدأ أخاف منه، وتجيئني أفكار تذبحني، أهلي يروحون أي مكان أخاف يصير لهم حادث، أو أحد يتحرش فيهم، وأنا قاعد في البيت أتوقع أي اتصال يجيئني فيه خبر مؤذي!

أعيش في قلق، والله وحده العالم بي، فأنا منطوي ومنعزل، ما أحب أخرج من البيت، أحب أقعد لوحدي، مكتئب طول الوقت، وطفشان، مزاجي يتقلب بسرعة ويتعكر، وأقل كلمة تغضبني أني إنسان حساس لأبعد حدود، وأقل شيء يعصبني.

أخاف أدخل في عراك مع أي أحد، قلبي يدق بسرعة وجسمي يرتعش.

أخدت (سيروكسات) من 10 سنوات، وأرى أني غير مستفيد منه، كأني أبلع حلاوة، جرعة 25 كل يوم حبة.

أسألكم بالله انظروا لي حلاً، دخلت الموقع وحصلت أكثر من دواء (زولفت فافرين سبريلكس بروزاك) ما أعرف .. الله يجزيكم خيراً ساعدوني، وأهم شيء دواء يكون مفيداً لحالتي، ويساعدني وما يؤثر ولا يسبب لي الفشل الكلوي أو الكبدي أو عقم.

وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أنا لا أعتقد أنه لديك مشكلة ثقة في النفس، فما وصفته من اهتزاز في ثقتك النفسية هو ناتج بالفعل عن مخاوفك وتضخيمك وتجسيدك للأشياء الصغيرة، والفكر التشاؤمي الوسواسي الذي يسيطر عليك.

أخي الكريم: مقدراتك موجودة، لا تشوبها أي شائبة، والثقة بالنفس يُحكم عليها من خلال المقدرات والأفعال وليس المشاعر.

إذن القلق التوتري والمخاوف الوسواسية والفكر المعرفي التشاؤمي هو الذي جعلك تحكم على نفسك بصورة سلبية.

هنالك علاجات بسيطة جدًّا، لكنها مفيدة جدًّا: فيما يخص هذا القلق التوقعي الوسواسي، من أبسط علاجاته أن يُحقّر، وأن يعرف الإنسان دائمًا أنه في كنف الله وفي معية الله.

أخِي الكريم: حين تخرج من بيتك وتقول: (بسم الله، توكلت على الله، حسبي الله ونعم الوكيل) إذا قالها الإنسان بتمعن وتدبر لا شك أنه سوف تنزل عليه طمأنينة عظيمة، ويهون أمامه كل شيء، وتنحسر أمامه كل المخاوف.

هذا مثال بسيط ضربته لك، لأنه ناتج حقيقة من تجربة شخصية، طالما خرجنا بهموم ومشاكل مجسدة ومضخمة، لكن حين نسترجع ونرجع ونتذكر أشياء بسيطة نعرف أنها منقذات ومفيدات للإنسان، عندها تتلاشى تلك المشاكل والهموم.

أخِي الكريم: اجعل هذا نهجًا لك وسوف تجد فيه خيراً كثيراً.

ثانيًا: الفكر التخوفي يُحقر من خلال فكر تخوف آخر، وهو أن تخوفي هذا أو الأشياء التي تزعجني إن تحققت فما هو الشيء الذي يمكنني القيام به؟ لا شيء، إن كان سيقع فسوف يقع، هذا أيضًا فكر بالرغم من أنه قد يبعث الخوف في الإنسان، لكنه مفيد جدًّا ويؤدي إلى نوع من التعادل في المزاج التفكيري المعرفي الذي كوّنه لديك قلق المخاوف الوسواسي.

ثالثًا: تمارين الاسترخاء نحن نطالب الناس بأن تطبقها، لأنها مفيدة ومعروفة وتقوم على أسس علمية، أضف إليها قراءة كتاب لديل كارنيجي (كيف تتخلص من القلق وتبدأ حياتك) كتاب قديم لكن مشهود له، بيع منه أكثر من سبعة ملايين نسخة، فهذه الأمور أو هذه الوسائل كلها يمكن أن تلجأ إليها وهي بسيطة جدًّا.

رابعًا: إدارة الوقت بصورة حسنة وصرف الانتباه، أيضًا نحن نركز على هذا، بل نركز عليه للدرجة التي قد تكون سببت الملل لبعض الإخوة والأخوات، لكن سبب تركيزنا واهتمامنا به لأننا نعرف قيمته العلمية، ومن يُدير وقته بصورة صحيحة يصرف انتباهه عن كل ما هو سلبي، وينجح في إدارة حياته، فكن على هذا النهج أخِي الكريم.

خامسًا: بالنسبة للدواء العلاجي، أنت تتناول الزيروكسات منذ عشر سنوات، ولا شك أن الزيروكسات دواء جيد، لكن ليس من الضروري أن تكون فعالية هذه الأدوية ممتازة لجميع الناس، فهنالك تفاوتات، وأعتقد أنه أتى الوقت الذي تستبدل فيه الزيروكسات بعقار آخر.

السبرالكس أنا أرى أنه دواء جيد لأنه يعمل بخصوصية ودقة أكثر، قد يُعاب عليه أن آثاره الانسحابية قد تكون شديدة إذا لم يتوقف عنه الإنسان بكياسة وتدرج، لكن هذا يجب ألا يهمك كثيرًا، لأنك تحتاج للدواء بالفعل لمدة طويلة نسبيًا.

أنا أرى أن تخفض جرعة الزيروكسات وتجعلها 12.5 مليجرام يوميًا، وتبدأ في نفس الوقت بتناول السبرالكس بجرعة عشرة مليجرام يوميًا، استمر على هذا الترتيب والنسق – أي الدواءين مع بعضهما البعض بالجرعة المذكورة – لمدة أسبوعين، بعد ذلك ارفع جرعة السبرالكس واجعلها عشرين مليجرامًا.

أما بالنسبة للزيروكسات فاجعله 12.5 مليجرام يومًا بعد يوم لمدة أسبوع، ثم 12.5 مليجرام كل ثلاثة أيام لمدة تسعة أيام، ثم توقف عنه واستمر على السبرالكس بالجرعة المذكورة، وأريدك بعد أن تتوقف عن الزيروكسات أن تبدأ في تناول عقار (بسبارون) والذي يعرف تجاريًا (بسبار) كدواء ممتاز جدًّا في علاج القلق التوقعي، يعاب عليه أنه بطيء بعض الشيء، لكن - إن شاء الله تعالى – نحن لسنا في عجلة، وسوف تتحصل على نتائج باهرة منه، بجانب تناولك للسبرالكس - إذن بإذن الله تعالى - البسبار سيفيد كعلاج داعم، وله خصوصية وفعالية أيضًا.

جرعة السبرالكس ستكون عشرين مليجرامًا، هذه تتناولها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة واجعلها خمسة عشر مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها عشرة مليجرام يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم نفس الجرعة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما بالنسبة لجرعة البسبار - والذي يعرف بسبارون - ابدأ بخمسة مليجرام صباحًا ومساءً، واستمر عليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى خمسة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء، لكن استمر على السبرالكس بنفس الكيفية التي ذكرناها لك.

هذه أدوية سليمة، وكل الآثار الجانبية التي تتخوف منها وغيرها من الآثار إن شاء الله تعالى لن تحدث لك أبدًا، هذا أدوية سليمة وفاعلة، ونحن نهتم كثيرًا بسلامتها وإمكان فعاليتها.

ولمزيد الفائدة يراجع وسائل زيادة الثقة بالنفس سلوكيا: (265851 - 259418 - 269678 - 254892).

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، نشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما تشخيص حالة التفكير المستمر بالمرض؟ 801 الاثنين 10-08-2020 03:57 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3862 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
أفضل الجلوس في الظلام وحيدا بدون أي سبب. 1652 الخميس 23-07-2020 05:51 صـ
أعاني من ضيق في التنفس، وضغط في الأنف والصدر. 1657 الأحد 19-07-2020 09:12 مـ
كيف أتوقف عن استحضار المواقف السلبية الماضية؟ 1659 الأحد 12-07-2020 03:14 صـ