أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الوسواس القهري أثر علي وعلى حياتي بشكل كبير

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مريض بالوسواس القهري، وقد أثر المرض علي بشدة، حيث أعاني من الوساوس في كل شيء، مثل الذات الإلهية، وفي الكيمياء نفسها، مثل هل الذرة موجودة أو غير موجودة؟ وقد وصف لي طبيب نفسي الفافرين وريسبردال، ولكن الريسبردال سبب لي احتقاناً شديداً في الأنف، فراجعت الطبيب وقال لي استمر على الفافرين فقط لمدة ستة شهور، فاستمرت عليه وتحسنت حالتي، حيث صرت آكل وأشرب وأنام بشكل جيد، ولكن لازلت أعاني من أعراض المرض، راجعت الطبيب وقال لي الفافرين لا يكفي وحده، فوصف لي مع الفافرين دواء آخر -لا أذكر اسمه- فسبب لي خمولاً شديداً، والنعاس أثر على وظيفتي، فراجعت الطبيب ورفض تغيير الدواء، فاضطررت لترك الدواء، فهل يوجد دواء أفضل ويكون رخيص الثمن ولا يسبب أعراضاً جانبية مع الفافرين؟ وخاصة أن راتبي متواضع، وأنا كذلك أعاني من عدم التركيز والانطوائية والوساوس، وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالعزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أود أن أوضح لك بصورة جلية، أن الوساوس القهرية -وبفضل من الله تعالى- علاجها متوفر ومتيسر، ويعتبر الفافرين من الأدوية الممتازة جداً، أنت لم تذكر الجرعة التي تتناولها من الفافرين، فتحديد الجرعة مهم جداً؛ لأن الوساوس القهرية لا تستجيب إلا للجرعات العالية نسبياً، وهي (300 ) مليجرام في اليوم، فإن كنت تتناول الفافرين بجرعة أقل من (200) مليجرام، فيجب أن ترفع الجرعة إلى (200) مليجرام يومياً، والتي يمكن تناولها كجرعة واحدة مساءً، أو بمعدل (100) مليجرام صباحاً و (100) مليجرام مساء، أما إذا كنت تتناول الفافرين بجرعة (200) مليجرام الآن، فأرجو أن ترفع الجرعة إلى (250) مليجرام يومياً، تناول (150) ليلاً، و (100) مليجرام صباحاً، وهذه هي الجرعة العلاجية التي تستمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها (300) مليجرام يومياً، تناول (100) مليجرام صباحاً، و (200) مليجرام ليلاً، واستمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى (200) مليجرام يومياً، وهذا لابد أن تستمر عليه لمدة ستة أشهر على الأقل، بعد ذلك يمكن تكون على الجرعة الوقائية فقط، وهي (100) إلى (150) مليجرام يومياً لمدة عام على الأقل، أو حسبما يقول له لك الطبيب.

فإذن أخي الفاضل الكريم: تعديل جرعة الفافرين يعتبر شيئاً جوهرياً لتحسين فعالية هذا الدواء، ويعرف عنه أنه دواء سليم جداً ولا يسبب أي إدمان.

يمكنك تدعيم الفافرين حتى بعد رفع الجرعة بعقار الدوقماتيل، والذي يعرف باسم سلبرايد، وهو دواء بسيط جداً، تناول هذا الدواء بجرعة (50) مليجرام، أي كبسولة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تجعلها كبسولة صباحاً ومساء لمدة شهرين، ثم كبسولة في المساء لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدوقماتيل، واستمر على الفافرين حسب الجرعة الموصوفة والمدة المطلوبة.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أريدك أن تركز كثيراً على العلاجات السلوكية، وأهمها ما يعرف بالتحسن المتدرج، وهو يتلخص في أن تكتب كل هذه الوساوس في ورقة، وابدأ بأقلها حدة وازعاجاً لك، ثم بعد ذلك اكتب التي تليها ثم اختم بأكثرها شدة، وتأمل في كل نوع من الوساوس، وبعد ذلك حاول أن تحقره وتفكر تفكيراً مضاداً له وتجاهله تماماً، ثم بعد ذلك انتقل إلى الفكرة التي تليها وهكذا.

صرف الانتباه عن الوساوس مهم جداً، وعدم اتباعها يعتبر طريقة علاجية ممتازة، ولاشك أنك ملم إلماماً تاماً بكل ما يتعلق بالوسواس، من حيث أنه مرض مراوغ، يأتي للإنسان من هنا وهناك، ولكن الإنسان حين يستبصر استبصاراً كاملاً حول طبيعة هذا المرض ويرفضه ويحقره ويجاهله ويستبدله بفعل وفكر مخالف -إن شاء الله تعالى- تسير الأمور إلى خير.

بالنسبة للانطوائية يجب أن تتواصل اجتماعياً، التواصل الاجتماعي علاج طبي وصحي ونفسي وتأهيلي مهم جداً، والتواصل الاجتماعي فيه خير كثير، صل أرحامك وأصدقاءك، وكن باراً بوالديك، هذا -إن شاء الله تعالى- فيه سعادة الدنيا وثواب الآخرة، وسوف تحس فعلاً بالرضى من خلال هذا التواصل.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تعبت من الوسواس القهري الذي ينتابني وتظلم حياتي بسببه. 3336 الأربعاء 15-07-2020 04:30 صـ
كيف أصرف الوساوس عن نفسي وأحاربها؟ 1922 الأحد 28-06-2020 02:49 مـ
كيف أتخلص من وسواس الخوف والمرض بدون أدوية؟ 1897 الخميس 25-06-2020 05:38 صـ
أريد السيطرة على الوساوس والأفكار السيئة التي تهاجمني 2356 الخميس 25-06-2020 02:58 صـ
بسبب التشكيك في ديني في بلاد الغرب أتتني وساوس بالكفر، ما علاج ذلك؟ 1563 الأربعاء 24-06-2020 04:38 صـ