أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ loma22 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أتفق معك أن الأفكار الوسواسية في بعض الأحيان قد تكون شنيعة جدا ومؤلمة لنفسك, خاصة حين يكون محتواها حول العقيدة, أو حول أمور جنسية, أو التفكير بالاعتداء على الأخرين، هذه الأفكار تمزق النفس، وتؤثر على الإنسان وجدانيا, لكن أود أن أحمل لك بشرى كبيرة, وهي أن الفكر الوسواسي مهما تسلط على الإنسان فالإنسان لن يقوم بفعل الأوامر الوسواسية وما يحتويه الفكر الوسواسي، بل على العكس تماما نجد أن الذين يعانون من الوسواس في معظمهم من أفضل الناس, ومن أرق الناس, تجد أن الانضباط والفضيلة لديهم قوية جدا, فأرجو أن تطمئني من هذه الناحية.

بالنسبة للعلاج الدوائي لاشك أنه مفيد, والبروزاك ممتاز جدا, لكن الجرعة يجب أن تكون (40) مليجراما, الجرعة المضادة للوساوس لا تقل عن كبسولتين، أنت الآن تتناولين الدواء لمدة شهر فأرجو أن ترفعي الجرعة إلى كبسولتين وتستمري على هذه لمدة أربعة أشهر على الأقل, بعد ذلك يمكن أن تنتقل الجرعة الوقائية وهي كبسولة واحدة لمدة ستة أشهر أخرى, وإن استطعت أن تتواصلي مع الطبيب فهذا أيضا جيدا.

العلاجات السلوكية الأخرى هي أن تفهمي طبيعة الوساوس, ولذا كنت حريصا أن أبدأ بهذه المعلومة، والأمر الثاني هو تحقير الوسواس وعدم مناقشته، البعض يحاول أن يحلل وساوسه خاصة الوساوس ذات الطابع الديني والجنسي، هنا تحليل الوساوس ومحاولة تشريحها وردها من خلال المنطق قد يقوي ويعضد من هذه الوساوس, لذا نحن نقول حقري هذه الفكرة, خاطبي الفكرة مباشرة...أنت فكرة حقيرة وسواسية، وحاولي مثلا أن تربطي الفكرة ببعض المقززات أو الأشياء المؤلمة في الحياة, مثلاً أن تتفكري في حدث سيء قد حدث واربطي هذا بفكرة الوسواس هذا سوف يضعف الوسواس.

تمرين آخر بسيط ننصح به وهو مجرد بالرغم من أنه مضحك في ظاهره إلا أنه مفيد ... اجلسي على كرسي وأنت في حالة استرخاء تام، فكري في هذا الفكر الوسواسي, وفي نفس الوقت قومي بالضرب على يديك بقوة وشدة حتى تحسي بالألم، الهدف هو أن يربط ما بين الفكر الوسواسي المقزز أو المنفر وإيقاع الألم على النفس والجسد، هذا الربط يؤدي إلى ما يعرف بفك الارتباط الشرطي، وهذا يعني أن الوسواس سوف يضعف جدا, لكن التمرين يتطلب الجدية والتركيز وأن يكرر عشرة مرات على الأقل يوميا لمدة أسبوعين إلى ثلاثة.

أيتها الفاضلة الكريمة: أصرفي انتباهك عن الوساوس, وهذا يكون من خلال الانخراط في الأنشطة المختلفة وإدارة الوقت بصورة جيدة.

أيتها الفاضلة الكريمة، سؤالك الأخير: لماذا أشعر برغبة حقيقية واندفاع للإيذاء مع أن طول فترة الحياة لم أفكر في إيذاء أحد، هذا من صميم الوسواس، الوساوس تأتي هكذا نجد كثيرا من الإخوة الذين نحسبهم من الصالحين والمتعبدين تأتيهم أفكار سخيفة جدا حول الذات الإلهية مثلا، هنالك من الشرفاء والأبرياء والعفيفين تأتيهم أفكار سخيفة حول الجنس، فإذن هذا من طبيعة الوساوس يظهر أن نفسيتك مسالمة طبية فاضلة, لذا حاول الوسواس أن يفترسك من خلال إشعارك بالاندفاع نحو الأذى, وهذا لن يحدث ولن تؤذ أحدا أبدا بإذن الله تعالى, فأرجو أن تطمئني.

نصيحة أخيرة: لدينا في الشبكة الإسلامية إرشادات حول تطبيق تمارين الاسترخاء، الاسترخاء وجد أنه مفيد جدا للتخفيف من وطأة الوساوس لأن الوساوس فيها مكون قلقي كبير, فأرجو أيتها الفاضلة الكريمة أن تطبقي هذه التمارين: ( 2136015 ), وفي نفس الوقت إن استطعت أن تقابلي مختصا نفسيا لمزيد من العلاجات السلوكية والتدرب على تمارين الاسترخاء، وهذا أيضا سوف يكون جيدا.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
------
ملاحظة: لم تصلنا أي رسالة قبل ذلك من طرفك، وبالبحث في النظام لم نعثر على شيء، فيرجى التكرم بمراسلتنا بإيميل واحد؛ حفاظا على استشاراتك من الضياع، ولأن ذلك يعطي الطبيب فكرة جيدة عن استشاراتك السابقة، فيبني عليها حين الرد.

والله الموفق.