أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا أشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

أخي الفاضل الكريم: ليس هنالك ما يدعو أبدا؛ لأن يسعى الإنسان؛ لأن يفقد ذاكرته من أجل أن يعالج الوساوس القهرية، فالذاكرة أخي الكريم هي نعمة من نعم الله تعالى علينا، وفي ذات الوقت النسيان التلقائي هو نعمة عظيمة أنعم الله تعالى بها علينا، لكن أن يفكر الإنسان بأن يحطم مركز الذاكرة لديه مثلا هذا أمر فضيع.

ولا يمكن للإنسان أن يلجأ إليه أبدا مهما كانت حالته مزعجة، كما أن الذاكرة لا يمكن أن تفقد لوحدها، ستفقد الشخصية، تفقد القدرة على الإدراك والتأمل المعرفي، تفقد التكاليف الشرعية، أمور كثيرة متعلقة بذاكرة الإنسان فهي نعمة عظيمة، كما أن الدماغ هو منظومة، ومتكاملة، ومترابطة هذه الاثنى عشر مليون خلية، وبما يميزها من سمات وصفات لكل منها حقيقة تحتاج، وتستحق دائما منا للتأمل، والتدبر، ويجب أن نحافظ عليها كنعمة عظيمة.

أخي الكريم الوساوس القهرية يمكن علاجها، نعم أتفق معك في السابق كان يصعب علاج الوساوس، لكن خلال العشرين سنة الأخيرة حدث تطور عظيم في تفهمنا للوساوس القهرية، ما هي كينونتها، ما هي طبيعتها ومسبباتها، وما هي العوامل المرسبة، والعوامل المهيئة، وكيف يستبدل الإنسان الفكر الوساوسي بفكر مخالف.

هنالك آليات سلوكية كثيرة، هنالك أدوية فعالة جدا، هنالك طرق لصرف الانتباه، فيا أخي الكريم: الأمر أصبح يمكن احتواؤه تماما، أنا أرى أن تقدم نفسك لأحد الإخوة الأطباء المعالجين هم كثر جدا في مصر، أي طبيب نفسي مقتدر سوف يوجه لك النصح الكامل، وسوف يطلع أكثر على طبيعة الوساوس، أنت ذكرت أنك تعاني من وساوس قهرية، لكن الوساوس القهرية أنواعها كثيرة، هنالك ما هو فكري، وما هو تصور دماغي، وما هو فعلي، وما هو نمطي طقوسي، وتختلف من إنسان لآخر، ودائما نحن نحب أن يكون هنالك استقصاء، واستبصار، ومناظرة مباشرة ما بين الشخص الذي يعاني من هذه الوساوس، والطبيب.

هنالك الكثير جدا من المفاهيم الخاطئة حول الوساوس البعض يعتبر حديث النفس وسواسا، وهذا غير صحيح، البعض يسمع أصواتا مثلا، فيعتقد أن هذا وساوس هذه ليست صحيحة قد تأتي أفكار للإنسان أفكار فصامية، أو اكتئابية يعتبرها البعض وساوس، هذا ليس صحيحا، فيا أخي التأكد من التشخيص مهم جدا، لذا أنصحك أن تذهب إلى الطبيب، وإن شاء الله سوف تجد كل التقدير، والعناية والرعاية، وأنا من جانبي على استعداد كامل أخي الكريم أن أتواصل معك متى ما شعرت أن ذلك ضروريا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وعافاك الله وشفاك.