أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أشعر بالخوف والجُبن المسيطر على حياتي، ما نصيحتكم؟

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

السلام عليكم
جزاكم الله خيراً على ما تقدمون، والله يكرمكم.

أنا شاب بعمر 24 سنة، معي دبلوم زراعة وأعزب. وسأخلص مشاكلي بعدة نقاط للتيسير لكم ولي.

مشكلتي دائما خائف، وأشعر بالجُبن والرهاب، حتى لو لم تكن هناك مشاكل، فقط أتخيل نفسي بمشاكل مع أشخاص أعرفهم بلطجية، ولا يحلون حلالا ولا يحرمون حراماً.

دائما أفكر فيهم وأشعر بالخوف تجاههم، وأقول لو حدثت مشكلة معهم كيف سأتصرف؟ حتى إني أحلم كثيرا بهم، ولا أرد أذاهم عن نفسي، وأظل ساكتاً.

أنا لا أبادر بمشاكل، وأتخيل لو أن ابن أخي جاء إلي وقال لي: إنهم اعتدوا عليه ماذا أفعل؟! دائما أفكر بهذا، وأنا لا أعيش في سلام مطلقاً، أحلم دائما أن هناك كلبًا أسود يأكل في رجلي اليسرى وأنا أشاهده ولا أبعده حتي عن نفسي.
في صغري في المرحلة الابتدائة تجمع علي أشخاص أكبر مني وقاموا بضربي، وأنا أبكي فقط، ولا أتكلم، وكأني صنم! ودائما أفكر بأهلي وأخواتي، حتى لا يمسهم ضرر منهم، وأقول: لو أني وحيد ما خفت منهم، لكن المشكلة تتضمنهم أيضاً، فدائما خائف مرتجف، ودائما أخشي المواجهة وأرتعب منها، ماذا أفعل؟ كرهت حياتي.

أشكو من عدم الثقة بنفسي، لا أقدر على مواجهة أحد، حتى لو تكلم صاحب العمل معي بطريقة أغيظ نفسي ولا أتكلم، وأنفعل جدا لكن بدون حراك، ويأتي هذا عندما أفكر بالمستقبل لا يوجد عندي طموح، أتمني ولكني لا أفعل! ودائما عندي إحساس بالفشل، كيف أعزز ثقتي بنفسي.

أخشى الزواج كثيرا دائما أقول لنفسي إني سأفشل فيه من حيث المسئولية، أخشي المسئولية هذه من تربية أطفال، وكيف سأعلم ابني؟ وماذا سأقول له إن تعرض للإهانة؟ وأنا أعجز عن الدفاع عن نفسي بالأصل، هل سأقول له كن في حالك وابتعد عن الناس أم أعزز أنه لا يترك حقه، ويقوم بأخذ حقه من أي أحد يتعرض له ويضايقه؟ كيف وأنا لا أفعل هذا بل وأخشى ذلك؟! كيف إن تعرضت زوجتي للتحرش مثلا أو أي اعتداء؟ كيف سأحميها وأدافع عنها؟

أرى أمامي دائما كلمة لشاعر يقول فيها:
كيف تنظر في عيني امرأة وأنت لا تستطيع حمايتها ** كيف أرى مستقبلي منعدما قبل أن أبدأه.

حدث لي أني عرفت فتاة وكنت معجبا بها، وكنت أرى أنها تشبهني في كل شيء، وكنت أنوي أن أتقدم لها ولكني كنت مترددا بشكل كبير، والسبب هو أني دائما أفكر بتوفير الحماية لها، والمسئولية تجاهها وتجاه أولادي.

تقدم لها شخص آخر بعد أن علمت أني لن أتقدم، وبعدها عشت في حزن وإحباط وندم أنها ضاعت من يدي، وفكرت أنها لو فسخت تلك الخطوبة ماذا أفعل؟ رأيت أني سأصمت وأني سأفعل فعلتي الأولي، وأتردد من جديد.


كذلك أعاني من الكسل، أتكاسل بشكل فظيع عن الصلاة والعمل، حتى في دخولي إلى الخلاء أعزكم الله أتكاسل، نعم أتكاسل حتى في ذلك! لا أدري ماذا أفعل؟! أعمل شهرا وأترك العمل شهورا وأجلس بالبيت، حتى أفكر أني لو تزوجت كيف سأنفق على بيتي؟

أنام أكثر من 16 ساعة باليوم، أرى نفسي أني أستيقظ من النوم لأنام مرة أخرى ولا أفارق فراشي الدفيء.
أرجوكم اهتموا بتوجيهي.

جزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال.

لسبب أو لعدة أسباب فإن لديك نوعا من القلق، وهو نوع خاص نسميه القلق من المستقبل، هي طبيعة التربية في طفولتك، وهل مثلا فقدت أحدا من أهلك أو أقربائك أو مرضت وأنت في الطفولة؟ أو هي تجارب الحياة المختلفة التي مررت بها، والتي جعلت عندك هذا القلق العام من المستقبل؟

من عنده مثل هذا القلق نجده منشغل البال بأمور كثيرة من باب -وماذا لو- وهي كلها افتراضات ربما لم ولن تحصل، إلا أنها تأتي للذهن من باب هذا القلق.

هو واقع حياتك الآن، هل عندك ما ينغّص عليك حياتك من مشكلة مزمنة أو مرض أو شخص مريض في أسرتك أم أنه لا توجد كل هذه الأمور، وإنما هو قلق عام من سبب غير واضح؟ وإن كنت أرجح وجود شيء ولو في الطفولة المبكرة، ومن الواضح أيضا أنك شديد الحساسية، وهذا ما قد يفسر هذه الحالة التي أنت عليها.

لابد أيضا أن نستبعد وجود حالة من الاكتئاب، ولو الخفيف حيث من أعراضه ذهاب الشعور بالفرحة والمتعة، وفقدان الرغبة بالأعمال والاهتمامات التي كنت ترتاح لها وتسرّ من القيام بها، وهذا ما يمكن أن يفسر ما أسميته "الكسل" ويا ترى كيف هو نومك وشهيتك للطعام؟

كلها أمور يفيد أن نعرفها.
ما يمكنك فعله هو محاولة إعادة ترتيب نمط حياتك اليومية، من العبادات والتي أنت حريص عليها، ونظام التغذية المتوازنة، وساعات النوم المناسبة، وربما بعض الأنشطة الرياضية.

أنصحك إن طالت هذه المعاناة ولم تشعر بالتحسن بأن لا تتردد في مراجعة طبيب نفسي، وعندكم في مصر عدد من هؤلاء وفي عدد من المراكز الصحية في المدن المختلفة، وبحيث يمكن للطبيب أن يأخذ كامل القصة، ويقوم بفحص الحالة النفسية، ويصل معك للتشخيص الدقيق، ومن ثم يمكن أن يضع معك خطة العلاج المناسبة بناء على التشخيص الدقيق.

وفقك الله، ويسر لك الخير والراحة والبهجة، والتقدم في الدراسة.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...