أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : تحسنت حالتي كثيرا لكني أخشى الانتكاس

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جمعة مباركة على الجميع

الدكتور محمد عبدالعليم أتمنى لك الصحة والعافية, وأن يطيل الله في عمرك, أرسلت لكم هذه الاستشارة (2135532) ووصفتم حالتي بأنها قلق المخاوف, وبعدها ذهبت للطبيب النفسي وقال لي بأن حالتك هي نوبات الهلع, ووصف لي نفس العلاج السيبراليكس.

الآن بعد أكثر من شهر من بداية العلاج أحس بتحسن والله الحمد, فلم تأتني نوبة هلع إلى الآن, وضيق الصدر خف ولله الحمد, لكن مشكلتي الآن إحساس بأن قلبي مقبوض, وأحس بالملل والطفش, ومتردد كثير في سفري إلى البلد الذي أدرس فيه.

لدي مخاوف بأن تزداد حالتي سوء, أو بأن أصبح مهملا, وهكذا أضع الاحتمالات السيئة, أقول في نفسي لو تأتيني الحالة وأنا في المحاضرة ماذا سأفعل؟
أو إن استمرت هذه الحالة فلا أستطيع القراءة والمذاكرة, تفكيري في هذه الأيام وكل الأيام متى سأتخلص من هذه الحالة؟

بداية الحالة منذ أكثر من 3 شهور لكني في تحسن ولله الحمد, فقد خف الضيق كثيرا والشعور بشيء عالق في الحلق, أصبحت آكل طبيبعا لكن بعض الأحيان يأتيني إحساس بأني -لا قدر الله- أفقد عقلي أو أموت هناك؛ لأني في هذه الأيام وسط أهلي في مسقط إقامتنا, وأقول في نفسي يحصل لي كل هذا هنا ولا يحصل هناك في بلد الغربة.

علما بأن دراستي بدأت منذ أكثر من شهر, وأنا إلى هذه اللحظة متردد ومتخوف من السفر.

ساعدوني يا دكتور بماذا تنصحني لأن هذا آخر فصل دراسي لي في الجامعة وبعدها سأتخرج بإذن الله وتوفيقه؟ أريد أن أسافر لكني محتار ومتردد.

جزى الله القائمين على هذا الموقع خير الجزاء ونفع الله بكم الأمة.

ابنكم / أسامة عزيز الحق.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة عزيز الحق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكرك على كلماتك الطيبة، وأود أن أعبر عن سعادتي بمعرفتي أنك قد ذهبت وقابلت الطبيب, وأن العلاج قد وصف لك, وأن حالتك قد بدأت في التحسن، فلله الحمد والفضل والمنة، وأسأل الله تعالى أن يديم علينا وعليك نعمة الصحة والعافية والشكر على العافية.

بالنسبة للتشخيص أعتقد أن هنالك اتفاقا فيما بيننا وبين الأخ الطبيب الزميل الذي وصف أنك تعاني من نوبات هلع، فهي كلها متداخلة، نوبات القلق والمخاوف وكذلك الهلع وقلق الأداء الذي أشرنا إليها؛ كلها حقيقة تنتمي إلى شجرة واحدة وأساس واحد, فقط هي جزئيات تظهر في شكل أعراض هنا وهناك.

الحمد لله تعالى استجابتك كانت ممتازة جدًّا للعلاج، وأعتقد أنه وبفضل من الله تعالى لديك أيضًا إرادة التحسن، فإرادة التحسن مفيدة جدًّا للإنسان، فأرجو أن تستمر على هذا المنوال.

الذي تعاني منه الآن وقد بقي لك شيء من الوسوسة وما نسميه بالقلق التوقعي، أما الشعور بالملل والضيق في الصدر فهو ناتج من انقباضات قلقية بسيطة.

أنا أود أن أوضح لك شيئا مهما جدًّا، وهو أن الأعراض النفسية تكون موجودة في شكل حزم متدرجة, تكون الحزمة الأولى قوية, بعدها تأتي الحزمة الثانية وتكون أقل في حدتها، ثم الثالثة فالرابعة وهكذا، ويعرف أن الإنسان حين يبدأ في العلاج ويبدأ الحصول على الفائدة من الآليات العلاجية قد تختفي الأعراض الحادة – أي أعراض الحزمة الأولى – لكن تبقى بعد ذلك أو تظهر على السطح أعراض الحزمة الثانية أو الثالثة أو هكذا. فهذا هو الذي حدث لك بالفعل، اختفت الأعراض الحادة، اختفت المكونات الأساسية للأعراض، وما بقي أعتقد أنه شيء يجب ألا يكون مزعجًا لأنها أعراض ثانوية في الأصل، وسوف تختفي كما اختفت الأعراض الحادة.

فاجعل التحسن الذي حدث لك منطلقًا للحصول على المزيد من التحسن، وكل المخاوف التي ذكرتها حول المستقبل هي مخاوف وسواسية، وما هو وسواسي يجب أن نتعامل معه بأنه أمر سخيف ولا نهتم به، على العكس تمامًا دائمًا عش تحت نبراس الأمل، وهذا التحسن الذي استشعرته لابد أن يكون دافعًا إيجابيًا لك.

حتى أكون أنا أكثر اطمئنانًا وتكون أنت كذلك أرجو أن تضيف عقارا بسيط جدًّا يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) ويعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول) بجرعة بسيطة، هذا الدواء ينتمي لمجموعة تعرف بالمطمئنات الصغرى، دواء فعال جدًّا حقيقة حين يعطى مع السبرالكس، وفي ذات الوقت هو بسيط وسليم ولا يتطلب وصفة طبية، تناوله بجرعة نصف مليجراما – حبة واحدة يوميًا، لمدة ثلاثة أيام، ثم اجعلها حبة صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبة واحدة يوميًا لمدة أسبوعين، واستمر على السبرالكس بنفس المستوى.

إذن تصحيح أفكارك وجعلها أكثر إيجابية للتخلص من القلق التوقعي والوساوس هو ما أنصحك به في هذه المرحلة، وكذلك تناول الفلوبنتكسول، وأنا على ثقة تامة - بإذن الله تعالى – أنك سوف تُبدع في الامتحانات وسوف تتحصل على أعلى الدرجات، وهذا القلق البسيط الذي انتابك أرجو أن تحوله إلى أمر إيجابي يحفزك للإبداع ولتحسين الدافعية وللحصول على مبتغاك - إن شاء الله تعالى - .

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1565 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3864 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2483 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1234 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2202 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ