أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أشكو من ضيق تنفس وأشعر كأني سأموت..فما تشخيص حالتي وعلاجها؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أعاني من خوف شديد من الموت، وأشعر بضيق تنفس وصداع يزداد مع الخوف، وقلبي يؤلمني، وأخاف أن يكون في القلب شيء، وأحس بدوخة، ولا أشعر باستقرار نفسي، وأشعر بعدم اتزان في المشي، وحياتي جحيم.

ذهبت لأول طبيب وكتب (سبرا برو ورستولام وتوبمود )، لكن لم آخذ سوى (توبمود، ورستولام، وسبرا برو) وتعبت منها، والآن ذهبت لطبيب آخر، وكتب لي بوسبار، وتوبمود، واندولول، آخذ منهم ما عدا اندولول.

أشعر كأني سأموت، عملت تحاليل، وفحص دم ، وإشاعات على البطن، والحمد الله كلها سليمة، لكن حاولت وغيرت الأفكار فاختفى الصداع قليلا، وهذا نادراً ما يحدث، وأشعر بقلق في النوم، أرجو الرد سريعاً.

نسيت أن أخبركم بأنه يحدث لي نوبة من الخوف والهلع تستمر لفترة 10 دقائق أو20 دقيقة، مع العلم أني أعمل دبلوماً في علم النفس، والبعض نصحني في حالتي هذه أن لا أقرأ كتب علم النفس! فماذا أفعل؟ وعندي وهم بأنه سيحدث لي الأسوأ.

وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء يحي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبالفعل هذه النوبات التي تحدث لك هي نوبات قلق حاد، وهذا النوع من القلق يحمل سمات نوبات الهرع، ويظهر أن الأعراض النفسوجسدية هي الأكثر، ولذا تحسين بضيق التنفس والصداع والدوخة، والآلام التي تحسين بها هي ليست آلاماً جسدية حقيقية، إنما هي ناتجة من الانقباض النفسي، والذي يؤدي إلى انقباضات عضلية خاصة في منطقة الصدر والرأس، وهذه الانقباضات والانشدادات في العضلات هي التي تؤدي إلى هذا الألم.

قلة النوم لا شك أن لها ارتباطاً مباشراً بحالة القلق التي تعيشين فيه، وأنا أنصحك بأن تحاولي أن تتجاهلي هذه الأعراض بقدر المستطاع، أنا أعرف أنها كثيرًا ما تكون بالشدة والحدة التي يصعب مقاومتها، لكن بصفة عامة حين يتفهم الإنسان أن هذه الأعراض ليست خطيرة وإن كانت مزعجة هذا يساعد كثيرًا في التواؤم معها، بل التخلص منها في مرحلة لاحقة إن شاء الله تعالى.

ثانيًا: من الضروري جدًّا أن تصرفي انتباهك عن الأعراض، وذلك بأن لا تستسلمي لها، فإذا أتتك هذه الأعراض وأنت جالسة مثلاً فقومي من مكانك وقومي بفعل أي شيء محبب إلى نفسك، وهكذا. إذن صرف الانتباه هو آلية ضرورية جدًّا.

ثالثًا: التفكير الإيجابي، فحين يصاب الإنسان بالأعراض القلقية ينتابه أيضًا شيء كثير من التشاؤم. لا، أنت كوني على العكس تمامًا، قولي: (هذا قلق وتوتر بسيط، وأنا الحمد لله بخير، وأريد أن أوظف هذا القلق لأجعله قلقًا إيجابيًا، وذلك بأن أجتهد في دراستي، وأن أتواصل مع أسرتي، وأن أكون إنسانة فاعلة) هذه المخاطبات الداخلية لها قيمة نفسية كبيرة جدًّا، وتغيّر في نمط حياة الإنسان.

رابعًا: عليك بتمارين الاسترخاء. أنت الآن تحضري في الدراسات الاجتماعية، وكما تفضلت وذكرت لست بعيدة من علوم النفس، وعليك أن تتدربي على هذه التمارين، إما أن تجعلي أحد زميلاتك تقوم بتدريبك عليها، أو يمكنك أن تتحصلي على كتيب أو شريط أو تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية هذه التمارين.

خامسًا: بالنسبة للعلاج الدوائي، فأنا أعتقد أنك في حاجة إليه، وهنالك دواء واحد فقط هو الذي سوف يفيدك ويساعدك، بشرط أن تلتزمي إن شاء الله بجرعته ومدة العلاج، لأن هذه هي أسس النجاح الرئيسية التي يحصل الإنسان إن شاء الله تعالى من خلالها على النتائج الإيجابية لفعالية هذه الأدوية.

الدواء يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) واسمه العلمي هو (إستالوبرام) أنت محتاجة له بجرعة صغيرة جدًّا. ابدئي بخمسة مليجرام في اليوم – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – استمري عليها بانتظام لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعليها حبة كاملة (عشرة مليجرام) يوميًا، استمري عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضي الجرعة إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا من ناحية العلاج الدوائي، وأنا أركز كثيرًا على التفكير الإيجابي، التفكير الإيجابي يفيد الإنسان جدًّا، وكذلك استغلال الوقت وإدارته بصورة صحيحة، وأن لا تتركي مجالاً للفراغ.

الأنشطة الاجتماعية غير الأكاديمية أيضًا مهمة في حياة الإنسان، مثلاً: أن تذهبي إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن، أن تنضمي لأي عمل خيري أو ثقافي.

هذه طرق تأهيلية إيجابية جدًّا تُشعر الإنسان بقيمته، وفي نفس الوقت تؤدي إلى تقلص هذه الأعراض والشوائب النفسية السلبية.

بالنسبة لسؤالك الأخير حول دبلوم علم النفس: حقيقة لا توجد إجابة قاطعة هل تستمري في الدراسة أم لا؟ أنا لا أرى حقيقة سببًا يمنعك من مواصلة الدراسة، بشرط أن تعلمي أن هذه علوم فيها ما هو مُثبت تطبيقيًا وعمليًا وفيها ما هو نظري، وهي افتراضات ومدارس، وليس من الضروري أن ينطبق منها أي شيء عليك، هذا مهم جدّا.

يجب أن يكون هنالك فصل تام، وأن تضعي في تفكيرك أن دراسة العلوم السلوكية هي أمر مفيد، وإذا تعلمه الإنسان وتدرب عليه وأحسن تدريبه وأصبح حاذقًا في علمه سوف يساعد الآخرين.

أما إذا كنت تشعرين بهشاشة نفسية شديدة وأنك سريعة التأثر بما تدرسين، وإذا كنت من النوع الذي يوسوس حين تقرئي أو تسمعي عن أي نظرية في هذه العلوم النفسية وتقولي أن هذا ينطبق عليَّ، فهنا أنصحك بالابتعاد عن دراسة هذا العلم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ 2831 الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ 2756 الأحد 19-07-2020 07:11 صـ
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا 1032 الخميس 16-07-2020 02:42 صـ
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. 2083 الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ 1542 الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ