أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ من المدينة الطاهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن الواضح جدّاً أنه لديك بعض الاستعداد للقلق، وربما يكون هذا هو الذي جعلك عرضة لأعراض الجهاز الهضمي الذي ذكرتها، وحتى التعب الذي تعانين منه وانقطاعك عن الناس والقلق النفسي الغير مبرر، هذه لا أعتقد أن لها علاقة بالهرمونات أبداً، هذه أعراض نفسية بسيطة، وأعراض ارتفاع هرمون الحليب لا تظهر في هذه الصورة النفسية الواضحة، إنما تكون الأعراض في شكل اضطراب في الدورة الشهرية أو شعور بتحقن في الثديين، وقد ينزل حليب في بعض الحالات، وهذا يكون أمراً محرجاً لكثير من الفتيات، وارتفاع هرمون الحليب علاجه سهل جدّاً، والتضخم الذي حدث في الغدة النخامية هو نتاج ثانوي لزيادة إفراز هذا الهرمون.

فأرجو أن تتواصلي مع الطبيبة، والطبيبة سوف تعطيك العلاج اللازم، وهنالك علاجات بسيطة جدّاً تخفض هرمون الحليب والذي يعرف بـ (برولاكتين) وهي سليمة جدّاً، وأنا شخصياً أتعاون هنا مع أطباء النساء والولادة لعلاج مثل هذه الحالات، وأتفق معك أن الكثير من الأدوية النفسية قد يؤدي إلى ارتفاع هذا الهرمون، ولكن هنالك أدوية نفسية لا علاقة لها مطلقاً بزيادة هذا الهرمون.

فأيتها الفاضلة الكريمة: تواصلي مرة أخرى مع الطبيبة، واذكري لها أنك في حاجة لدواء مضاد للقلق والمخاوف، وفي نفس الوقت هذا الدواء لن يؤثر أبداً على هرمون الحليب، والدواء الذي أرشحه يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram) وهو دواء متميز، مضاد للقلق، وللتوتر، وللمخاوف، ومحسن للمزاج، وأعتقد أنك في حاجة لهذا الدواء، وأنت في حاجة له بجرعة صغيرة، ابدئي بجرعة خمسة مليجرام يومياً – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – وبعد أسبوعين ارفعي الجرعة إلى عشرة مليجرام، واستمري عليها لمدة شهرين، ثم ارفعي الجرعة إلى عشرين مليجراماً، وهذه هي الجرعة العلاجية الصحيحة في مثل حالتك، وبعد مضي ثلاثة أشهر وأنت على جرعة العشرين مليجراماً خفضيها إلى عشرة مليجرام يومياً لمدة ستة أشهر، ثم إلى نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بالطبع إذا حدث حمل فهنا يجب أن يتم إيقاف الدواء، ولكن أؤكد لك أن هذا الدواء سليم، وهو لا يتداخل أبداً مع هرمون الحليب أو مع هرمون الغدة الدرقية، وارتفاع هرمون الغدة الدرقية يجب أن يعالج، وأنا أنصح في مثل هذه الحالات أن يعاد الفحص، وهذا أمر معروف لدى الأطباء، وإذا اتضح أن هنالك أي نوع من الارتفاع فأعتقد أن ذلك يجب أن يعالج؛ لأن أي ارتفاع في هرمون الغدة الدرقية يؤدي إلى الشعور بالقلق والتوتر، كما أنه لا يساعد أبداً في اكتساب أي زيادة في الوزن.

هذا هو الذي أنصحك به فيما يخص العلاج الدوائي لحالتك، وعليك بالطبع بالأسس العلاجية الأخرى والتي تقوم على التفكير الإيجابي وممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، وإدارة الوقت بصورة طيبة، وصحبة الصالحات من النساء، وتطوير المهارات الاجتماعية.. هذا كله أيتها الفاضلة الكريمة يضيف إضافات إيجابية جدّاً لصحتك النفسية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.