أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الميل للعزلة وأحلام اليقظة

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم.
لا أعرف من أين أبدأ في شرح معاناتي وضياعي.
أيها الإخوة! إنني مدمر كلياً وأحس بالفشل في حياتي وأحس بالضياع والتعب والهم والكدر، والسبب هو أنني لا أستطيع أن أعيش ولا لحظة بالواقع، لا أستطيع التفكير مطلقاً حتى في أشد الأوقات صعوبة وحساسية.
أيها الإخوة! لقد تعودت العيش في أحلام اليقظة البعيدة جداً من الواقع لا أساس لها من الحقيقة إنما هي من بحور الخيال! حيث إنني قد تعودتها منذ أن كان عمري 13 عاماً، واليوم عمري 23 عاماً، ولقد أثرت في تأثيراً كبيراً جداً حيث إنه يوجد فرق كبير بالمستوى الثقافي والمعرفي بيني وبين زملائي، حيث إنني الآن جاهل في كل شيء، لا أعرف حتى الواقع والبيئة المحيطة بي فضلاً عن الأمور الثقافية والمعرفية الأخرى، والتي تتطلب بحثاً!
كما أثرت في علاقاتي الاجتماعية حيث إنني أميل إلى العزلة للعيش في هذه الأحلام، وأيضاً أثرت في مستواي الدراسي حيث تخرجت بصعوبة بالغة جداً بتسلسل الأخير في كلية الهندسة، مع العلم أني ذكي والجميع يعرف ذلك ولكن اليوم حتى الذكاء والعقل الذي كنت أحس أنه يميزني عن الآخرين قد فقدته بسبب هذه! إني لا أستطيع التفكير، صدقوني! إن حياتي اليوم هي جحيم أقضيها بين الأحلام والنوم الكثير والعزلة عن الناس حتى لا يشعروا بجهلي! أرجوكم ساعدوني في الخلاص منها، وهل من الممكن أن أتخلص منها؟ وهل من الممكن أن أتدارك ما مضى وأن أصبح شخصية مميزة علمياً وثقافياً؟ وكيف ذلك؟
علماً أن عمري الآن 23 عاماً، أنا في الحقيقة أحس أن القطار فاتني، ولا يمكن اللحاق به، كيف اللحاق به وأنا أجهل مهنتي، ولا أتكلم أي لغة أجنبية، ولا أعرف استخدام الحاسوب!؟ صدقني لا أجيد سوى فتح وغلق الجهاز ومعلومات سطحية عنه، بالإضافة إلى جهل بكل أمور الشريعة والثقافة من تاريخ وغيره من العلوم والفنون الأخرى! أرجوكم ساعدوني وأنقذوني من حياة الضياع والتيه والجهل والملل.


مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لا شك أن التقييم السلبي للذات هو الذي يُسيطر على كيانك وتصرفاتك، وهذا شيءٌ غير محمود، فالإنسان مُطالب بأن يعرف قيمة ذاته، ويقبلها، ثم يسعى لتطويرها، ولا يمكن أن نطور من ذواتنا إذا لم نضع هدفاً معقولاً لذلك .

الأشياء التي تذكرها من سلبياتٍ -يا أخي- علاجها بيدك، وهو أن تضع هدفاً معقولاً ومقبولاً ووسطياً، ثم تأخذ بالأسباب والسُبل التي يمكن أن توصلك لذلك، فمثلاً إذا أردت أن تعرف عن الشريعة وعن الدين، فالوسائل كثيرةٌ جداً ومتوفرة، وبسهولةٍ شديدة، فيمكن لك أن تجالس العلماء، وتتحصل على الكتب والأشرطة، وتصلي مع الجماعة، ويكون لك وردك القرآني، هذه كلها سبل .

الشيء الآخر، أنت ما دمت قد تخرجت بفضل الله من كلية الهندسة، مهما كان معدلك، فهذا الإنجاز في حد ذاته شيءٌ عظيم وشيءٌ إيجابي يمكن على ضوءه أن تطور من مهاراتك، وتبحث عن العمل الذي من خلاله تستطيع أن تفجّر طاقاتك الجديدة فيه.

عليك -يا أخي- أن لا تركن لنفسك وتتكاسل، فاجتهد وابدأ في التدرج، وسوف تصل إلى هدفك إن شاء الله .

ربما يكون أنك أيضاً مصاب بشيء من الإحباط أو الاكتئاب البسيط، وهنا أود أن أنصح لك بدواء يعرف باسم بروزاك، تتناوله بمعدل كبسولة واحدة في اليوم، لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى كبسولةٍ واحدة لمدة شهرين أخريين، وسوف تجد بإذن الله تعالى أن هذا الدواء قد حسّن لديك الدافعية والإقدام على فعل الأمور، وقلل أيضاً إن شاء الله من أحلام اليقظة، فقط عليك أن تنهض بنفسك .

وبالله التوفيق.



أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
طموحاتي كثيرة وأحلامي متعددة، فكيف أثبت على واحد منها؟ 1234 الاثنين 27-07-2020 02:30 صـ
خيالاتي في عالم الزواج تسيطر علي فهل أنا مريضة؟ 967 الثلاثاء 14-07-2020 04:24 صـ
تفكير زائد يشتت تركيزي ويرهق عقلي، فكيف أتخلص منه؟ 2122 السبت 16-05-2020 11:40 مـ
أحلام اليقظة المرضية تعاودني بعد ترك العلاج! 3030 الخميس 26-03-2020 02:48 صـ
أعاني من أحلام اليقظة واضطرابات في الشخصية، فما الحل؟ 2733 الاثنين 23-03-2020 01:20 صـ