أرشيف المقالات

حول انهيار فرنسا

مدة قراءة المادة : 17 دقائق .
8 3 - حول انهيار فرنسا لأستاذ عربي كبير تتمة ما نشر في العددين السابقين هذا، وفي آخر الأمر يجب علينا أن نشير - حينما نبحث عن أسباب انهيار فرنسا - إلى سبب آخر، سبب يجب أن يعطي الموقع الأول بين سلسلة الأسباب، بل يجب أن يعتبر السبب الأصلي، بل هو علة العلل.
هذا السبب هو علائم بلبلة الآراء وفوضى النزعات التي كانت تسود فرنسا إزاء مظاهر وحدة الكلمة وتراصّ الصفوف التي كانت تميز ألمانيا.
لقد دخلت ألمانيا الحرب، وهي متحدة الكلمة، تسير وراء زعيم واحد تثق به ثقة لا حد لها، وتتجه نحو هدف عام يعرفه الكل ويقدسه الجميع.

في حين أن فرنسا كانت منقسمة على نفسها في معظم أمورها، وقد بلغت فيها الشهوات الحزبية درجة تكاد تتغلب على الفكرة الوطنية، وتعددت الأحزاب تعدداً لا مثيل له في التاريخ، فلم يبق حزب قوي يستطيع أن يضمن الأكثرية ويدعم الحكومة، حتى بالاتفاق مع حزب ثان، فأصبح من المحتم علي كل حكومة تسعى إلى تسيير دفة الأمور أن تتفنن في إجراء ترتيبات معقدة بين عدة أحزاب متخالفة.
وبما أن مثل هذه الترتيبات المعقدة تكون عرضة للتغيير السريع بتقلب الظروف، أصبح التوازن الحكومي شبيهاً بالأعمال البهلوانية التي يقوم بها اللاعبون على الحبال ولا حاجة لبيان تعدد الأحزاب وتنازعها على هذا الوجه كان يفسح مجالاً واسعاً لدسائس النفعيين، ويزعزع ثقة الشعب بالحكومات ويسئ إلى سمعتها إلى حد كبير وإذا كان تسيير دفة الشؤون بين هذه النزعات المتخالفة من الأمور الممكنة في الأحوال الاعتيادية فلا شك في أنه يصبح من رابع المستحيلات خلال الأزمات الحربية، لأن الحرب تحتاج إلى أعمال منسقة تنسقاً تاماً، ولا سيما في هذا العهد الذي أصبحت فيه الأعمال الحربية غير مقتصرة على الجيوش المحاربة وحدها وغير منحصرة في ساحات القتال وحدها، بل شاملة جميع أبناء الوطن وجميع أقسام البلاد.

فالبلبلة في الآراء والفوضى في الأعمال من الأمور التي لا يمكن أن تلتئم مع ضرورات الحرب بوجه م الوجوه، فإذا أقدمت أمة ما على الحرب وهي مبلبلة الآراء، فلا بد من أن تتعرض إلى كوارث ونكبات وهذا ما حدث فعلا في فرنسا، لأن البلبلة التي كانت تضطرب في نفوس أبنائها حين بدء الحرب، ازدادت يوماً فيوماً من جراء سير الوقائع من جهة وبتأثير إذاعات الألمان من جهة أخرى، ولا شك في أنها كانت علة العلل في أمر الانهيار وهنا مسألة هامة تتطلب التفكير والاهتمام: إن تعدد الأحزاب وبلبلة الآراء لم تكن من الأمور الشاذة في فرنسا، بل هي من الأمراض الاجتماعية المزمنة التي كانت تنخر عظم فرنسا منذ غير يسيرة، ومع هذا فأنها لم تؤد في الماضي إلى انكسار وانهيار، لأن الأحزاب كانت تنبذ عادة منازعاتها عندما تشعر بالخطر الخارجي، وتسرع إلى الاتحاد والتكتل عندما يدعوها إلى ذلك داعي الوطن، كما حدث فعلا في الحرب العالمية فلماذا لم يحدث مثل ذلك في هذه المرة؟ لماذا لم تتحد الأحزاب أمام الخطر الهائل الذي أحدق بفرنسا منذ نشوء الحرب الحالية؟ لا شك في أن ذلك لا يمكن أن يعلل إلا بأن نقول: إن داء الحزبية كان قد أشتد إلى درجة أصبح معها لا يتأثر من ضرورات الحرب، وإن روح الفردية كانت قد قويت إلى درجة تحولت معها إلى أنانية مفرطة تتغلب على الروح الاجتماعية والروح الوطنية. غير أن هذا التعليل لا يحل المسألة حلا مرضياً، فيجب علينا أن نتساءل بعد هذا التعليل أيضاً: لماذا اشتدت روح الحزبية إلى هذه الدرجة، ولماذا تقوت فكرة الفردية إلى هذا الحد؟ إنني أعتقد أن الدعايات الشديدة المستمرة التي قامت في طول فرنسا وعرضها منذ سنوات ضد النظام النازي والفاشي لم تخل من التأثير الشديد في هذا الباب.
إن تلك الدعايات كانت تستهدف - في حقيقة الأمر - تبغيض ألمانيا وإيطاليا، غير أنها كانت تهاجم قبل كل شيء النظام الجديد الذي اختارته لنفسها كل واحدة من هاتين الدولتين مهاجمة عنيفة، وذلك من وجهة تأثيرها على الحرية الفردية في الدرجة الأولى، ولذلك أخذت الدعايات المذكورة تستمد قوتها من (فكرة الحرية) و (نزعة الفردانية) المنتشرة في البلاد، فصارت تزدري حتى ب ـ (روح التكاتف والتراص) و (دعوة التوحيد والتضحية) التي يتضمنها هذان النظامان، فإن الكتاب والخطباء كلما تزييف النازية ومهاجمتها لوحوا أمامها بعلم (الحرية المطلقة والفردية التامة) دون أن ينتبهوا إلى التأثيرات والأضرار التي قد يحدثها ذلك في داخلية البلاد ونفسية الناس.
على هذا الوجه تقوىّ الداء وتأصل، وصار الناس يمجدون (الحرية) تمجيداً مطلقاً ولو أدت إلى الفوضى، وينفرون من (التوحد) ولو أصبح ضرورياً لحياة الأمة، ويسترسلون في (الفردية) ولو تحولت إلى أنانية فتاكة.

وفي الواقع أن مخاطر هذه الأمور لم تبق خافية على أنظار جميع الفرنسيين بطبيعة الحال؛ فقد ظهر بين رجال الفكر والسياسة مَن شَعَر بالأخطار التي ستنجم عن استمرار هذه الأحوال، ومن أخذ يعارض الإفراط في فكرة الحرية فيدعو إلى جمع الصفوف وتوحيد الكلمة، حتى ظهر من يحمل بعض الحملات على روح الفردية والأنانية.

غير أن الدعايات التي ذكرناها آنفاً، كانت أثرت في النفوس تأثيراً عميقاً حتى صار الناس ينظرون إلى كل محاولة من هذا القبيل كضرب من ضروب النازية أو الفاشية، كما أخذوا يتهمون معتنقي مثل هذه الآراء بخدمة الأعداء وخياطة الوطن وعبثاً حاول بعض الكتاب والمفكرين أن يرشدوا الناس إلى سواء السبيل بقولهم: (يجب أن نكره النازية من حيث سياستها الخارجية وحدها، ولم يشمل كرهنا لها جميع أعمالها وجميع خصائصها.

ومهما كرهنا النازية من وجهة سياستها الخارجية فيجب ألا ننكر بأنها قامت بأعمال هامة في سبيل الإصلاحات الداخلية والتنظيمات الشعبية، وإن بعض تلك الأعمال الداخلية جدير بالأعمال وحري بالاقتداء.
) غير أن أصوات هؤلاء المفكرين ضاعت بين صرخات الصارخين الذين ظلوا يهاجمون النازية من جميع الوجوه باسم الحرية.

ويستخفون بجميع مبادئها وأعمالها باسم الفردية.
ولذلك استمرت في فرنسا الأمراض والنزعات السياسية والأخلاقية النفسية التي شرحناها آنفاً، خلال الحرب أيضاً.

ولا شك في أن هذا الاستمرار كان أهم الأسباب التي أدت إلى الانهيار. ومن الغريب أن دعايات (الحرية والفردية) المفرطة التي كانت انتشرت في فرنسا فأدت بها إلى الانهيار كما أسلفنا أثرت تأثيراً عميقاً في آراء عدد غير قليل من كتاب العرب.
فراح بعضهم يردد تلك الدعايات بحماس شديد، حتى بعد ظهور أضرارها الفادحة للعيان في الويلات والنكبات التي جرتها على فرنسا نفسها.
فقد نشر أحد الكتاب المشهورين، في إحدى المجلات المصرية الشهيرة، سلسلة مقالات حول فرنسا، بعد انهيارها، أبدى فيها من الآراء ما يستوقف النظر ويتطلب النقاش.
فقد وصف الكاتب المحترم، في مقالاته هذه (الحالة النفسية التي كانت وصلت إليها فرنسا قبل الحرب الحالية بكلمات صريحة) فكتب - في جملة ما كتبه في الأقسام المختلفة من مقالاته المذكورة - الكلمات التالية: (كانت شهوة السياسة الحزبية في فرنسا أقوى من الفكرة الوطنية) (امتلأ الفرنسي بنفسه، واصبح الفرد كل شيء، يؤثر نفسه بكل شيء، يؤثرها بأعظم حظ ممكن من اللذة، ويجبنها أعظم حظ ممكن من الألم.
) (استجاب الفرنسي لداعي العقل الفردي، أكثر مما استجاب لداعي العقل الاجتماعي). (وقد رأى الفرنسي أن الحياة لم تمنح للناس ليذلوها في الجهود المضنية التي تنتهي إلى الفناء، إنما منحت للناس لتكون عليهم نعمة ليستمتعوا بلذاتها وليتجنبوا آلامها.
) (فرنسا آثرت نفسها بالعافية واللذة ونعيم الحياة.
) أنا لا آخذ على نفسي مسؤولية هذه الكلمات القاطعة، ولا أشترك في إطلاقها وتعميمها على هذا المنوال.
ومع هذا، أرى من الضروري أن ننعم النظر فيها قليلا.
إن هذه الصفات الأخلاقية، وهذه النزعات النفسية، هذه الفردية المفرطة التي لا تفكر في شيء غير نفسها.

والتي تتجنب الجهود المضنية على اختلاف أنواعها، فتحاول أن تنال أعظم حظ ممكن من اللذة.

والتي تؤثر نفسها على الدوام بالعافية واللذة ونعيم الحياة.

كل من ينعم النظر في هذه الصفات، يضطر إلى التسليم معي بأنها تدل على شيء واحد، هو (التفسخ الأخلاقي) وتؤدي بطبيعة الحال إلى نتيجة واحدة، وهي (الانحلال الاجتماعي).
غير أن الكاتب المحترم، لا يقول بذلك، بل بالعكس يرى في كل هذه الصفات والحالات أثراً من آثار التحضر والتثقف، ونتيجة من نتائج الإمعان في الحضارة والثقافة.
إنه يعلل كل واحدة منها بقوله: (إن الفرنسي قد تحضر وأمعن في الحضارة) و (ومضت فرنسا في الحضارة إلى أقصى غاياتها) ويكرر ذلك مرات عديدة، ويعتبر كل ذلك من نتائج (الحضارة والثقافة) الطبيعية، حتى إنه يقول بكل صراحة ما يأتي. (إن أية أمة من الأمم تبلغ من الثقافة ما بلغته فرنسا وتسلك بالثقافة الطريق التي سلكتها فرنسا منتهية من غير شك إلى مثل ما انتهت إليه فرنسا.
ويزيد على ذلك قائلاً.
(نحن بين طريقين) إما أن نستقبل الثقافة أحراراً (يريد مثل ما تفعل فرنسا) وإما أن نستقبلها مقيدين (يريد مثل ما تفعل ألمانيا) كما يقول أخيراً (أما أنا فاختار الطريق الأولى وأقبل أن أتعرض لما تتعرض له الأمم الحرة من ألوان الخير والشر ومن اختلاف الخطوب) ويعلل اختياره هذا بنزوعه إلى الحرية حيث يقول: (إن الحياة الحرة.

خليقة بأن نشتريها بأغلى الأثمان).
أنا لا أستطيع أن أشارك الكاتب المحترم في آرائه هذه.

ولا اسلم بأن الأحوال والصفات التي ذكرها (نتيجة طبيعية) للإمعان في الحضارة والثقافة، كما لا اسلم بصحة رأيه في انحصار الأمر بين طريقين لا ثالث لهما؛ غير أن حديثي قد طال ولكن من الضروري ألا أنهي حديثي دون أن أناقش الكاتب المحترم قليلاً في كلمته الأخيرة. (إن الحياة الحرة.

خليقة أن تشتري بأغلى الأثمان.
)؛ إن سياق الكلام - في المقالات المذكورة - يدل دلالة صريحة على أن التمني هنا هو (كيان الدولة) و (حياة المجتمع).

فهل يجب علينا أن نسلم بهذا القول؟ هل يجوز لنا أن نقدم (الحياة الحرة) على كيان الدولة (وعلى مصالح المجتمع الحيوية)؟ وهل يمكننا أن نضحي (الحياة الحرة) بتضحية حياة الدولة وكيانها؟.
أنا لا أرى لزوماً إطالة الحديث في الإجابة على هذه الأسئلة، ومع هذا أرى من المفيد أن اذكر كلمة قالها قبل الحرب العالمية أحد عظماء السياسة في فرنسا، وكلمة أخرى كتبها أحد كبار الأدباء.
في عهد وزارة بريان أستعد الاشتراكيون لحمل الناس على إضراب عام يشمل عمال وموظفي السكك الحديدية، ليشلوا جميع الأعمال والحركات في طول البلاد وعرضها.
فلما أطلعت الحكومة على أخبار هذه الاستعدادات اعتقدت بأن ذلك قد يؤدي إلى كارثة كبرى، نظراً لما كانت تعرفه عن استعداد ألمانيا نظراً لاحتمال إقدامها على انتهاز فرصة هذا الاضطراب العام للاستيلاء على البلاد استيلاء فجائياً.

فقررت الحكومة الفرنسية أن تتخذ تدبيراً حاسماً في هذا المضمار، والتجأت إلى طريقة التجنيد.
جندت عمال السكك الحديدية قبل يوم الإضراب، وأمرتهم بتسيير القطارات بصفتهم جنوداً وضباطا.
ومن المعلوم أن العامل حر في العمل أو الإضراب غير أنه يفقد هذه الحرية - بطبيعة الحال - عندما يصبح جندياً.

وبهذا التدبير استطاعت الحكومة أن تفسد على الاشتراكيين ترتيباتهم في هذا الباب وأن تحول دون تحقيق الإضراب العام الذي كانوا يستعدون له منذ مدة. هذا التدبير سبب هياجا عظيما على الحكومة، فأخذ المعارضون يقولون هذا إخلال بأحكام الدستور، وإنه تعد على حق الحرية.
.
غير أن رئيس الحكومة رد على هذه الاعتراضات قائلاً: (إن العمل الذي قمت به لا يخالف الدستور ولا يكون تعدياً على حرية الأفراد ومع هذا أود أن أصرح من على هذا المنبر بأنني لو كنت أعلم بأنه مخالف للدستور ولحق الحرية.
.
لما أحجمت عن القيام به.
.
لأني أعتقد أن حياة فرنسا أغلى من الدستور، واثمن من حرية الأفراد.
) إن ساسة فرنسا الذين كانوا يحملون مثل هذا الاعتقاد قادوا بلادهم إلى النصر في الحرب العالمية المنصرمة.
.
وأما رجال فرنسا الجدد الذين فقدوا هذا الاعتقاد وصاروا يعتبرون هذه الأعمال ضرباً من ضروب النازية.

فقد أوصلوا بلادهم إلى وادي الاندحار.
هذا وأذكر أنني حضرت رواية في باريس قبيل الحرب العالمية عنوانها (الغرب) يصور فيها مؤلفها ضابطاً من كبار ضباط البحرية الفرنسية يعيش مع راقصة مغربية تنحدر من عشيرة مراكشية، وللضابط أخر شاب مأخوذ بالآراء والنظريات المعارضة للخدمة العسكرية.
يفر هذا الشاب من الجندية، غير أن أخاه الضابط يتمكن - بعد سلسلة وقائع - من إقناعه وإعادته إلى حظيرة الخدمة الوطنية.
تقف المرأة المغربية دهشة أمام خضوع الشاب لكمات أخيه هذا الخضوع، فتتساءل: ألم يكن هذا الشاب حراً؟ فكيف يخضع لأوامر الضابط كأنه كلب مطوق بالأغلال أو عبد يمتثل أوامر سيده الذي اشتراه بماله الخاص؟؟ أما الضابط فيبتسم لأقوال خليلته المغربية، وعندما يختلي بها يقول لها ما مؤداه (إن الحرية في نظرنا نحن الغربيين، هي غير الحرية التي تفهمونها وتطلبونها أنتم الشرقيين.
الحرية في نظركم هي أن يرتدي المرء برنسه ويعتلي صهوة جواده فينطلق في الصحراء حيث شاء.

أما نحن فلا نطلب حرية مثل تلك الحرية، فإن كلاً منا يحمل في عنقه أغلالاً وأصفاداً.

أغلالاً وأصفاداً مصنوعة من ذهب معنوي.

من ذهب العنعنات والتاريخ والواجبات.

نحن نحب تلك الأصفاد بكل جوانحنا، ونحمل تلك الأغلال بكل سرور.

نحن نبجل تلك الأصفاد والأغلال، بل نقدسها كل التقديس.
). إن الجيل الذي يقول مثل هذه الأقوال قد قاد فرنسا إلى المجد والنصر، وإن الجيل الذي عدل عن تقديس الأغلال الاجتماعية فأخذ يتمسك بالحرية المطلقة.

الجيل الذي ترك التساند الاجتماعي جانبا، فأخذ يقدس تلك الفردية.

هذا الجيل.

قد أوصل فرنسا إلى هذه النكبات.
إنني أعتقد أن هذه النتيجة يجب أن تكون درساً ثميناً لجميع شبان العرب.
فأنا أود أن يعرف الكل أن الحرية لم تكن غاية قائمة بنفسها، بل هي واسطة من وسائط الحياة العالية.

والمصالح الوطنية التي تتطلب من المرء أحياناً تضحية الحرية أيضاً في بعض الظروف.
إن كل من لا يضحي بحريته الشخصية في سبيل حرية أمته - عندما تقتضيه الحال - قد يفقد حريته الشخصية مع حرية قومه ووطنه.
وكل من لا يرضى أن (يفني) نفسه في الأمة التي ينتسب إليها - في بعض الأحوال - قد يضطر إلى (الفناء) في أمة من ألمم الأجنبية التي قد تستولي على وطنه في يوم من الأيام.
ولذلك فأنني أقول بلا تردد وعلى الدوام.
الوطنية والقومية قبل كل شيء، وفوق كل شيء.
حتى فوق الحرية، وقبل الحرية.
(س)

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢