مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - و زخرفاً
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
{وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ} :لطفاً من الله على عباده المؤمنين وحتى لا يفتنوا أو يغتر المؤمن بمتاع الدنيا وزينتها التي لدى الكافر , لمنح الله تعالى الكفار من متاع الدنيا ما تذهل له العقول وتحار وتهتز الأفئدة , وفي المقابل ليس لهم في الآخرة إلا نار جهنم بينما يتنعم المؤمنون المتقون في جنات ونعيم خالد سرمدي.
وهذا الأمر يوضح حقيقة الدنيا وكونها لا تساوي شيئاً عند الله , كما يوضح الفارق بين الدنيا بما فيها من زخرف زائل وبين ما ينتظر أحباب الله من نعيم لا تتخيله العقول.
قال تعالى: { {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ *وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} } [الزخرف 33-35]
قال السعدي في تفسيره:
يخبر تعالى بأن الدنيا لا تسوى عنده شيئا، وأنه لولا لطفه ورحمته بعباده، التي لا يقدم عليها شيئا، لوسَّع الدنيا على الذين كفروا توسيعا عظيما، ولجعل { {لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ } } أي: درجا من فضة { {عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ} } على سطوحهم.
{ { وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ} } من فضة، ولجعل لهم { {زخرفا} }
أي: لزخرف لهم دنياهم بأنواع الزخارف، وأعطاهم ما يشتهون، ولكن منعه من ذلك رحمته بعباده خوفا عليهم من التسارع في الكفر وكثرة المعاصي بسبب حب الدنيا، ففي هذا دليل على أنه يمنع العباد بعض أمور الدنيا منعا عاما أو خاصا لمصالحهم، وأن الدنيا لا تزن عند اللّه جناح بعوضة، وأن كل هذه المذكورات متاع الحياة الدنيا، منغصة، مكدرة، فانية، وأن الآخرة عند اللّه تعالى خير للمتقين لربهم بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، لأن نعيمها تام كامل من كل وجه، وفي الجنة ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، وهم فيها خالدون، فما أشد الفرق بين الدارين".
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن