أرشيف المقالات

{وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ}

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
 قال الله تعالى في سورة الرحمن: {وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ .
أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ .
وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ}
[الرحمن:7-9] صدق الله العظيم. إن الله تعالى خلق الكون {وَالسَّمَاء رَفَعَهَا}، وجعل فيه قوة الجاذبية لتحافظ عليه؛ فالتوسع الدائم في الكون كان من الممكن أن يشكل خطراً عظيماً لولا وجود الجاذبية {وَوَضَعَ الْمِيزَانَ} لتهدئ وتضبط هذا التوسع حتى لا ينفجر الكون كفقاعة صابون. وبالاستعانة بالجاذبية استطاع الإنسان أن يعلم الكم الذي تحتويه الأشياء من مادة وذلك عن طريق استخدام الميزان.
ويجب على الإنسان أن يكون أميناً في هذا {أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ .
وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ}
، فلنتقي الله في موازيننا كما أمرنا. والميزان هنا يمكن أن يُفهم بفهمٍ أعم وهو التوازن الطبيعي الذي خلقه الله تعالى في الكون والجاذبية الكونية ما هي إلا وسيلة من الوسائل العديدة التي خلقها الله تعالى لحفظ هذا التوازن. ويجب على الإنسان أن يحافظ على هذا التوازن حتى لا يفسد الكون من حوله ومن ضمن هذا التوازن هو العدل بين الناس.
فيجب على الإنسان إذا عرضت عليه قضية ما أن يعدل ولا يرجح ما هو ليس راجح {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ}، فسبحان الله الذي وضع الميزان لينتظم به الكون وتنتظم به حياة البشر سواءا بسواء! والله أعلم.
 


شارك الخبر

ساهم - قرآن ١