من مواقف أهل العزة
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
النبي صلى الله عليه وسلم كان أحرص الناس على سلامة أصحابه والعناية بهم وحسن إدارة شؤونهم.. لم يجبرهم على العزيمة التي ترهقهم، ولم يمنعهم عنها..
كان بهم رؤوفًا رحيمًا صلى الله عليه وسلم.والصحب الكرام كانوا أجاويد أعزة لا يرتضون الذلة والمهانة ويعلمون قيمة المنة التي منها الله عليهم بصحبتهم لرسوله صلى الله عليه وسلم ودخولهم في دينه.من مواقف العزة..
موقف يتجلى فيه حرص النبي صلى الله عليه وسلم على سلامة الصحابة وأمنهم ليعلم الحاكم كيف يكون حال الحاكم مع الرعية: فهو الوالد الحاني للجميع ولو تكلف ذلك ما تكلف.
وفي نفس الوقت يأبى الصحابة إلا رفع الرؤوس مختارين غير مجبرين؛ ذكر ابن حزم هذا الموقف العظيم في جامع السير:و"أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عُيينة بن حصن بن حذيفة، والحارث بن عوف بن أبى حارثة، رئيسي غَطَفَان، فأعطاهما ثلث ثمار المدينة، وجرت المراوَضةَ في ذلك، ولم يتمَّ الأمر، فذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بن معاذ وسعد بن عبادة، فقالا: يا رسول الله، أشيء أمرك الله به فلا بدَّ لنا منه؟ أم شيء تحبُّه فنصنعه، أم شيء تصنعه لنا؟ قال: بل شيء أصنعه لكم، والله ما أصنع ذلك إلا أنِّى رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة.
فقال سعد بن معاذ: يا رسول الله، قد كنَّا نحن وهؤلاء القوم على الشِّرك بالله وعبادة الأوثان، وهم لا يطيقون أن يأكلوا منها تمرة إلا قِرَى أو بَيْعًا، فحين أكرمنا الله تعالى بالإسلام، وهدانا له، وأعزَّنا بك وبه- نعطيهم أموالنا؟ والله لا نعطيهم إلَّا السَّيف.
فصوَّب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيه، وتمادوا على حالهم" ذكره ابن حزم في (جوامع السيرة:ص 188). ملخص الدرس: كن عزيزًا ولو كلفك ذلك حر مالك، وتعب بدنك.