أرشيف المقالات

وحي الطبيعة الغربية

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
8 الجبل الأبيض بشاموني - فرنسا (مهداة إلى الدكتور بشر فارس تذكاراً لزيارة ممتعة) للأستاذ محمد عبد الغني حسن يُطلُ على الكونِ من شاهقِِ ...
كنسرٍ يُرفرفُ مِنْ حالق وتلمعُ فوقَ ذَراهُ الثلوجُ ...
وتَبرقُ كالأمل البارقِ له قِمَّةٌ كلَّلَت بالمشيب ...
على ظهرِه الأدكنِ الغامق وشابَ.

ولكنَّه لم يَزَلْ ...
فَتِيَّ الغوا رب والعاتق فما قوَّسَتْهُ همومُ السنينَ ...
ولا ضَرْبةُ الزمنِ الصاعق تَسامَى إلى جَنباتِ السماء ...
وطال على رأسِها السامِق يلوحُ عليه اتَّزانُ الوَقورِ ...
وتَبدو به ثقةُ الواثق تمرُّ عليه تَوالي العُصورِ ...
ثِقالَ المؤخرِ والسابق وتطرقه حادثاتُ السنين ...
فيهزأ بالقَدَرِ الطارق.
هُناك صعدنا إلى مَتْنه ...
وطُفنا على نَبْعه الدافق وقد ثار جدولُه ثورةً ...
تذكرني غَضبةَ الحانق صعدنا هناك إلى عالَمٍ ...
لذيذِ المنى خالصٍ رائِق تَخَلَّصَ من صَرَخات الحياةِ ...
ومن إنْسها الناعبِ الناعِق! وَمِنْ زَفْرة الحِقْدِ بين القلوبِ ...
ومن دُخْنَة النَفَسِ الخانق.
هناك رأيتُ شعاعَ الغروب ...
يَدبُ على الثلج كالسارق وقد طالَ وجهُ النهار الضَّحوك ...
كما طال ليلٌ على العاشق.
وسار بياضُ الثلوج الكثيفِ ...
على حُمرة الشفَقِ الغاسقِِ وقامت على مَزْج ألوانِه ...
يَدُ الصانعِ الماهرِ الحاذق تُصَورُ كل طريفِ الجمالِ ...
وكلَّ بديعِ الحلي شائِقِِ محمد عبد الغني حسن

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣