أرشيف المقالات

تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه سلم توضأ من بئر كأن ماءه نقاعة الحناء

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
تخريج حديث: أن النبي ﷺ توضأ من بئر كأنَّ ماءه نقاعة الحناء
 
قال ابن قدامة في المغني (1 / 24): يروى أن النبي ﷺ توضأ من بئر كأنَّ ماءه نقاعة الحناء.
 
تخريج الحديث:
لا أصل له.
 
قال ابن الملقن في «البدر المنير» (1/ 390)، أثناء كلامه عن بئر بضاعة: «ووقع في «الرافعي» أن ماء هذه البئر كان كنقاعة الحناء؛ وهذا غريب جدًّا، لم أره بعد البحث، وسؤال بعض الحفاظ عنه، وهذا الوصف لا أعلمه يُلقى إلا في صفة البئر التي سحر فيها رسول الله ﷺ؛ وهي: بئر ذروان.
 
وقال ابن الجوزي في «تلبيسه»: أنه ﷺ توضأ من غدير ماؤه كنقاعة الحناء.
وذكرها ابن الرفعة في «المطلب»، ولعله أخذها من «كتاب الرافعي».
قال بعضهم: إنها موجودة في «شرح السنة» للبغوي، وراجعته، فلم أجد ذلك فيه» اهـ.
 
وقال الحافظ ابن حجر في «التلخيص الحبير» (1/ 14، 15): «قوله: «وكان ماء هذه البئر كنقاعة الحناء؛ هذا الوصف لهذه البئر لم أجد له أصلًا.
قلت: ذكره ابن المنذر، فقال: ويروى أن النبي ﷺ توضأ من بئر كأن ماءه نقاعة الحناء؛ فلعل هذا معتمد الرافعي، فيُنظر إسناده من كتابه الكبير.
انتهى.
 
وقد ذكره ابن الجوزي في «تلبيسه» أنه ﷺ توضأ من غدير ماؤه كنقاعة الحناء، وكذا ذكره ابن دقيق العيد، فيما علقه على فروع ابن الحاجب، وفي الجملة لم يَرِد ذلك في بئر بضاعة» اهـ.
 
قلت: وقد وصف النبي ﷺ بئر «ذي أَرْوَانَ» بأن ماءها كأنه نقاعة الحناء، ولكن لم يثبت أنه توضأ منها ﷺ.
 
فقد روى البخاري (5763)، ومسلم (2189)، عن عائشة ڤ، قالَت: سَحَرَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ رَجُلٌ من بني زُرَيْقٍ، يقال له لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول اللَّه ﷺ يخيَّل إليه أنه كان يفعل الشيء، وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي، لكنه دعا ودعا، ثم قال: «يَا عَائِشَةُ، أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ؛ أَتَانِي رَجُلَانِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ، قَالَ: فِي أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ، وَجُفِّ طَلْعِ نَخْلَةٍ ذَكَرٍ، قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ»، فأتاها رسول اللَّه ﷺ في ناس من أصحابه، فجاء فقال: «يَا عَائِشَةُ، كَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الحِنَّاءِ، أَوْ كَأَنَّ رُءُوسَ نَخْلِهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ»، قلت: يا رسول اللَّه، أفلا استخرجته؟ قال: «قَدْ عَافَانِي اللَّهُ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ فِيهِ شَرًّا»، فأمر بها فدفنت.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢