باب: الترغيب في الصدقة قبل ألا يوجد من يقبلها
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
باب: الترغيب في الصدقة قبل ألا يوجد من يقبلهاوعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ: «تَقِيءُ الأَرْضُ أَفْلاَذَ كَبِدِهَا.
أَمْثَالَ الأُسْطُوَانِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّة، فَيَجِيءُ الْقَاتِلُ فَيَقُولُ: فِي هذَا قَتَلْتُ، وَيَجِيءُ الْقَاطِعُ فَيَقُولُ: فِي هذَا قَطَعْتُ رَحِمِي، وَيَجِيءُ السَّارِقُ فَيَقُولُ: فِي هذَا قُطِعَتْ يَدِي، ثُمَّ يَدَعُونَهُ فَلاَ يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئًا»؛ رواه مسلم.
شرح ألفاظ الحديث:
((تَقِيءُ الأَرْضُ أَفْلاَذَ كَبِدِهَا)): التقيؤ: هو استخراج ما في الجوف تعمدًا، وتقيء الأرض: أي تخرج كنوزها وتطرحها على ظهرها؛ [انظر النهاية مادة (قيأ)].
(( أَفْلاَذَ)): جمع فِلذ والفلذ القطعة من كبد، وقيل: القطعة من اللحم، والمراد هنا التشبيه بذلك؛ أي تخرج ما في جوفها من القطع المدفونة فيها؛ [انظر شرح النووي المجلد السابع حديث (1013) وانظر النهاية مادة (فلذ)].
((أَمْثَالَ الأُسْطُوَانِ)): الأسطوان بضم الهمزة والطاء جمع أسطوانة وهي السارية والعمود، وشبَّهه بالأسطوانة لعظمة ما يخرج وكثرته، وقيل: تخرج على شكل الأسطوانات والسواري.
((ثُمَّ يَدَعُونَهُ فَلاَ يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئًا)): أي يتركونه.
من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: في الحديث دلالة على ما سيكون في آخر الزمان، ومن ذلك تخرج الأرض ما فيها من كنوز وخيرات وبركات على ظهرها، وهذا من أسباب كثرة المال في ذلك الوقت، وحينها لا يقبل الناس الصدقات لكثرة الخيرات كما دلت عليه الأحاديث السابقة.
الفائدة الثانية: في الحديث دلالة عدم حاجة الناس لتلك البركات، وذلك لكثرة ما بأيديهم من الخيرات، فيتذكر القاتل حينما يرى بعض الخيرات، فيقول من أجل هذا قتلت يعني فيما مضى، وكذا يقول قاطع الرحم والسارق، فيتركون هذه الكنوز في ذلك الوقت لعدم حاجتهم لها.
الفائدة الثالثة: في الحديث اعتراف بعض أصحاب الذنوب الذين قادهم المال إلى مخالفة أمر الله تعالى من قتل وقطيعة رحم وسرقة، وتسقط قيمة المال عندهم، ويدركون أنه ابتلاء واختبار.