أرشيف المقالات

حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند بعض نسائه

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند بعض نسائه
 
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين مع خادم لها بقصعة فيها طعام، فضربت بيدها، فكسرت القصعة، فضمَّها وجعل فيها الطعام، وقال: كلوا، ودفع القصعة الصحيحة للرسول وحبس المكسورة، رواه البخاري والترمذي، وسمى الضاربة عائشة وزاد: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: طعام بطعام وإناء بإناء، وصحَّحه.
 
المفردات:
عند بعض نسائه: هي عائشة رضي الله عنها؛ كما في رواية الترمذي، ولأن الهدايا إنما كانت تُهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتها.
 
إحدى أمهات المؤمنين: هي زينب بنت جحش رضي الله عنها.
 
بقصعة: هي بفتح القاف إناء من خشب، وفي رواية للبخاري في كتاب النكاح: «بصحفة»، وهي قصعة مبسوطة، وتكون من غير الخشب.
 
فيها طعام: كان حيسًا أو ثريدًا، والحيس تمر يخلط بسمن وأقط، فيعجن شديدًا، ثم يُندر منه نواه، وربما جعل فيه سويق، والثريد هو الخبز المفتوت المأدوم باللحم.
 
فضمها: أي فجمع النبي صلى الله عليه وسلم، فلق القصعة وشدَّها حتى تماسكت.
 
وجعل فيها الطعام: أي جمع الطعام الذي تناثر منها ووضعه فيها.
 
وقال: كلوا: أي: وطلب ممن كان معه أن يأكلوا منها.
 
ودفع القصعة الصحيحة للرسول: أي وسلَّم للخادم القصعة السليمة المأخوذة من بيت التي كسَرت.
 
وحبس المكسورة: أي أبقاها عند التي هو في بيتها.
 
وسمى الضاربة عائشة: أي وسمى الترمذي في روايته أم المؤمنين التي كسرت القصعة بأنها عائشة رضي الله عنها.
وزاد: أي الترمذي.
 
طعام بطعام: أي وضع في القصعة الصحيحة طعامًا وأرسله للتي كُسرت قصعتها مع خادمها، وقال: هذا طعام بدل طعامها، وفعل ذلك صلى الله عليه وسلم تطييبًا لخاطرها.
 
وإناء بإناء: أي وهذه قصعة بدل القصعة التي كُسرت.
 
البحث:
أورد البخاري رحمه الله هذا الحديث في كتاب المظالم في باب: إذا كسر قصعة أو شيئًا لغيره، من طريق يحيى بن سعيد عن حميد عن أنس رضي الله عنه بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين مع خادم بقصعة فيها طعام، فضربت بيدها فكسرت القصعة، فضمها، وجعل فيها الطعام، وقال: كلوا، وحبس الرسول والقصعة حتى فرغُوا، فدفع القصعة الصحيحة وحبس المكسورة، وأورده في كتاب النكاح في باب الغيرة من طريق ابن عُلية عن حميد عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يدَ الخادم، فسقطت الصحفة فانفلقت، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصحفة، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة، ويقول: غارت أمكم، ثم حبس الخادم حتى أُتي بصحفة من عند التي هو في بيتها، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كُسرت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت، وقد أورد الترمذي هذا الحديث في أبواب الأحكام في باب: ما جاء فيمن يكسر له الشيء ما يحكم له من مال الكاسر، قال: حدثنا محمود بن غيلان ثنا أبو داود الحفري عن سفيان عن حميد عن أنس قال: أهدت بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم طعامًا في قصعة، فضربت عائشة القصعة بيدها، فألقت ما فيها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: طعام بطعام وإناء بإناء، هذا حديث حسن صحيح؛ اهـ.
 
ما يفيده الحديث:
1- أن من كسر لغيره شيئًا كان مضمونًا بمثله إن أمكن حصول المثل.
2- أن الغضب الذي لا يزول معه الإدراك لا يُعفى صاحبه من المسؤولية.
3- التلطف في معاملة النساء.
4- أن على الزوج أن يعالج ما قد يحدث من إحدى زوجاته على الأخرى بما يطيب خاطرهما.

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن