مراتب القراءة التي ينبغي للقارئ أن يقرأ بها القرآن المجيد
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
مراتب القراءة التي ينبغي للقارئ أن يقرأ بها القرآن المجيدقال في شرح القول المفيد: اعلم أن قراءة القرآن المجيد تنقسم إلى أربعة أقسام: (تحقيق - ترتيل - حدر - تدوير).
• فأما التحقيق: فهو عبارة عن إعطاء الحروف حقها في إشباع المد وتحقيق الهمز وإتمام الحركات وتوفية الغنات والإتيان بالإظهار والإدغام على وجهه وهو الذي يستحب الأخذ به للمعلمين لكتاب الله من غير أن يتجاوز فيه إلى حد الإفراد مع تدبر المعاني ومراعاة الأحكام.
• وأما الترتيل: فهو الذي نزل به القرآن قال الله تعالى: ﴿ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾ وقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - فقال: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾[1] أي: تأن في قراءته وتمهل بها وذلك عوناً على تدبر القرآن وتفهمه.
• وأما الحدر: فهو إدراج القراءة وسرعتها مع مراعاة أحكام التجويد من إظهار وإدغام وقصر ومد ووقف ووصل وليحترز فيه عن بتر حروف المد وذهاب صوت الغنة واختلاس أكثر الحركات وعن التفريط إلى غاية لا تصح بها القراءة ولا توصف بها التلاوة[2].
• وأما التدوير: فهو عبارة عن التوسط بين مرتبتي الترتيل والحدر وهو الذي ورد عن أكثر الأئمة ممن روى مد المنفصل ولم يبلغ فيه حد الإشباع[3].
قال بعض شراح الجزرية: وما ذكر من تخصيص كل مرتبة ببعض القراء هو الغالب على قراءة القراء السبعة وإلا فكل القراء يجيز كلاً من المراتب المتقدمة[4] أ.
هـ.
وإليها أشار ابن صاحب كتاب لآلئ البيان بقوله:
حدر وتدوير وترتيل ترى
جميعها مراتباً لمن قرا
وقد أشار ابن الجزري في طيبته إلى ذلك بقوله:
ويقرأ القرآن بالتحقيق مع
حدر وتدوير وكل متبع
مع حسن صوت بلحون العرب
مرتلاً مجوداً بالعربي
[1] وهو مذهب ورش وحمزة - وعاصم في ذلك دون ورش وحمزة لأن الترتيل نوع من التحقيق.
[2] وهذا النوع وهو الحدر مذهب من قصر المنفصل كابن كثير وقالون وابي عمروا ويعقوب وأبي جعفر والأصبهاني عن ورش.
[3] كابن عامر والكسائي فقراءتهما بين الترتيل والحدر.
[4] نهاية القول المفيد ص18.