أرشيف المقالات

شرح حديث أم سلمة: كان إذا خرج من بيته قال: بسم الله توكلت على الله

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2شرح حديث أم سلمة: كان إذا خرج من بيته قال: بسم الله توكلت على الله   عَنْ أمِ المؤمنين أمِّ سلمةَ، واسمُها هندُ بنتُ آبي أُميَّةَ حُذيْفةَ المخزومية، رضي الله عنها أنَّ النبيَّ صلي الله عليه وسلم كان إذا خرَج من بيتِهِ قال: بسمِ اللهِ، توَكَّلتُ علي اللهِ، اللَّهمَّ إني أعوذُ بك أنْ أَضِلَّ أو أُضَلَّ، أو أَزِلَّ أوْ أُزَلَّ، أو أظْلِمَ أو أظْلَمَ، أو أجْهلَ أو يُجهَلَ عليَّ».
حديثٌ صحيح رواه أبو داودَ، والترْمذيُّ وغيرُهما بأسانيدَ صحيحةٍ.
قالَ الترمذيُّ: حديثٌ حسَنٌ صحيحٌ وهذا لفظُ آبي داودَ.   وعَنْ أنسٍ رضْي اللهُ عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ - يعنِي إذا خرَجَ مِنْ بيْتِه -: بسمِ اللهِ تَوكَّلتُ علي اللهِ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ، يُقالُ له: هُدِيتَ وكُفيتَ ووُقِيتَ، وتنَّحَّي عنه الشَّيطانُ».
رواه أبو داودَ والترمذيُّ، والنسائيُّ وغيرُهم.
وقال الترمذي: حديثٌ حسَنٌ، زاد أبو داودَ: «فيقول - يعني الشيْطانُ لشيطانٍ آخرَ -: كيف لك برجلٍ قدْ هُدِي وكُفِي ووُقِي؟».   قال العلامةُ ابن عثيمين - رحمه الله -: الشَّاهدُ من هذا الحديثِ قولُه: « بسم الله توكَّلتُ علي اللهِ» فإنَّ في هذا دليلًا علي أنَّ الإنسانَ ينبغي له إذا خرج من بيتِه، أن يقول هذا الذِّكْرَ، الذي منه التوكلُّ علي اللهِ والاعتصامِ به، لأنَّ الإنسانَ إذا خرج من بيتِه فهو عُرْضةٌ لأن يصيبَه شيءٌ، أو يعتدي عليه حيوان؛ من عقرب أو حيَّة أو ما أشبه ذلك، فيقولَ: «بسم الله توكَّلتُ على اللهِ» وسبق لنا أنَّ التَّوكُّل علي الله، والاعتمادِ عليه من الثقة به وحُسْنِ الظنِّ.   وقوله: «اللهم إنِّي أعوذُ بك أنْ أضِلَّ»؛ أي: أَضِلَّ في نَفْسِي، «أو أُضَلَّ»؛ أي: يُضلَّني أحدٌ.
«أو أزِلَّ» من الزلل: وهو الخطأ.
«أو أزَل»؛ أي: أحدٌ يتوصل لفعل الخطأ يصدر مني.   «أو أَظْلمَ» أي: أظلم َغيري.
«أو أُظْلم»: يظلِمني غيري.
«أو أجْهلَ»: أسْفَه.
«أو يُجهلَ عليَّ»: يَسْفه عليَّ أحدٌ، ويعتدي عليَّ أحدٌ.
فهذا الذكرُ ينبغِي أن يقولَه الإنسانُ إذا خرج من بيتِه، لما فيه من اللجوء إلي الله - سبحانه وتعالى - والاعتصامِ به.
واللهُ والموَفِّق.   المصدر: «شرح رياض الصالحين» (1 / 563 - 565)



شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢