أرشيف المقالات

آداب يوم الجمعة

مدة قراءة المادة : 20 دقائق .
2آداب يوم الجمعة   1 - الإكثار من الصلاة والسلام على النبي: روى أبو داود - بسند صحيح - عن أَوْس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن مِن أفضل أيامِكم يومَ الجمعة؛ فيه خُلق آدم وفيه قُبِض، وفيه النفخة وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضةٌ عليَّ))، قال: قالوا: يا رسول الله، وكيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أرِمْتَ - يقولون: بَلِيتَ - فقال: ((إن الله عز وجل حرَّم على الأرض أجسادَ الأنبياء))[1].   2 - الاغتسال يوم الجمعة: ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الغُسل يوم الجمعة واجبٌ على كل مُحتَلِم))[2].   روى البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا جاء أحدُكم الجمعةَ فليغتَسِلْ))[3].   3 - وضع الطيب، والتنفُّل قبل الجمعة: روى البخاري في صحيحه عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يغتَسِل رجلٌ يوم الجمعة، ويتطهَّر ما استطاع من طُهر، ويدَّهن من دهنه، أو يمَس من طِيب بيته، ثم يخرج، فلا يفرق بين اثنين، ثم يُصلي ما كُتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام؛ إلا غُفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى))[4].   4 - استعمال السواك: ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((غُسل يوم الجمعة على كُل مُحتلم، وسواكٌ، ويمسُّ مِن الطِّيب ما قدر عليه))[5].   5 - لبس أجمل ثيابه للجمعة: روى أبو داود - بسند حسن - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وأبي هريرة رضي الله عنه، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن اغتسل يوم الجُمُعة، واستاك، ومسَّ مِن طِيب إن كان عنده، ولبس مِن أحسن ثيابه، ثم خرج حتى يأتي المسجد، فلم يتخطَّ رقاب الناس، ثم ركع ما شاء أن يركع، ثم أنصت إذا خرج الإمام، فلم يتكلم حتى يفرغ من صلاته - كانت كفارةً لِما بينها وبين الجمعة التي قبلها))[6].   6 - الذَّهاب إلى المسجد ماشيًا، إلا لعذر: روى الترمذي - وحسَّنه - عن أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن اغتسل يوم الجمعة وغسَّل، وبكَّر وابتكر، ودنا واستمع وأنصت؛ كان له بكل خطوة يخطوها أجرُ سنةٍ صيامُها وقيامُها))[7].   روى البخاري عن طاوس: قُلت لابن عباس: ذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اغتسلوا يوم الجمعة، واغسِلوا رؤوسكم، وإن لم تكونوا جُنبًا، وأصيبوا من الطِّيب))، قال ابن عباس: أما الغسل، فنعم، وأما الطِّيب، فلا أدري[8].   وفي رواية لأبي داود - بسند حسن - عن أوس بن أوس الثقفي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن غسل رأسه يوم الجمعة واغتسل، ثم بكر[9] وابتكر[10]، ومشَى ولم يركَب، ودنا من الإمام[11] فاستمع ولم يلغُ[12]؛ كان له بكل خطوة[13] عملُ سنةٍ أجرُ صيامها وقيامها))[14].   7 - التبكير إلى المسجد: ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن اغتسل يوم الجمعة غُسل الجنابة، ثم راح، فكأنما قرَّب بَدَنة، ومَن راح في الساعة الثانية، فكأنما قرَّب بقرة، ومَن راح في الساعة الثالثة، فكأنما قرَّب كبشًا أَقْرَن، ومَن راح في الساعة الرابعة، فكأنما قرَّب دجاجة، ومَن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرَّب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرتِ الملائكة يستمعون الذِّكر))[15].   8 - يستحب قراءة سورتَي السجدة والإنسان في فجر الجمعة: ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يقرأ في الصبح يوم الجمعة بـ﴿ الم * تَنْزِيلُ ﴾ [السجدة: 1، 2] في الركعة الأولى، وفي الثانية: ﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ﴾ [الإنسان: 1][16].   9 - يستحب القراءة في صلاة الجمعة بسورتي الجمعة والمنافقون أو سبح والغاشية: روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الجمعة سورة الجمعة والمنافقين[17].   روى مسلم في صحيحه عن النُّعمان بن بَشير رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين وفي الجمعة بـ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1]، و﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ﴾ [الغاشية: 1]، قال: وإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد يقرأ بهما أيضًا في الصلاتين[18].   10 - عدم تخطِّي الرقاب: روى أحمد وأبو داود - بسند حسن - عن عبدالله بن بُسر رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ يتخطَّى رقاب الناس يوم الجمعة، والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((اجلِس؛ فقد آذيت[19] وآنيت))[20] [21].   11 - الاقتراب من الإمام: روى أبو داود - بسند حسن - عن سَمُرة بن جُنْدب رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ((احضُروا الذكر، وادنُوا من الإمام[22]، فإن الرجل لا يزال يتباعد حتى يُؤخَّر في الجنة وإن دخلها))[23].   12 - تحية المسجد: روى البخاري عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب: ((إذا جاء أحدكم والإمام يخطب أو قد خرج، فليُصلِّ ركعتين))[24].   13 - تحري ساعة الإجابة: ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكر يوم الجمعة، فقال: ((فيه ساعةٌ لا يُوافقها عبدٌ مسلم وهو قائمٌ يُصلي، يسأل الله تعالى شيئًا؛ إلا أعطاه إياه))، وأشار بيده يُقلِّلها[25].
وروى الترمذي - وقال حسن صحيح - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خيرُ يومٍ طلعت فيه الشمس يومُ الجمعة؛ فيه خُلق آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُهبط منها، وفيه ساعةٌ لا يوافقها عبدٌ مسلمٌ يُصلي فيسأل الله فيها شيئًا إلا أعطاه إياه))، قال أبو هريرة: فلقيتُ عبدالله بن سلَام، فذكرت له هذا الحديث، فقال: أنا أعلم بتلك الساعة، فقلت: أخبرني بها ولا تضنن بها عليَّ، قال: هي بعد العصر إلى أن تغرب الشمس، فقلت: كيف تكون بعد العصر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يوافقها عبدٌ مسلمٌ وهو يُصلي))، وتلك الساعة لا يُصلَّى فيها، فقال: عبدالله بن سلام: أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن جلس مجلسًا ينتظر الصلاة، فهو في صلاة؟))، قُلت: بلى، قال: «فهو ذاك»[26].
وعند ابن ماجه - بسند حسن - عن عبدالله بن سلَام رضي الله عنه قال: قلتُ ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ: إنا لنجِدُ في كتاب الله في يومِ الجمعة ساعةً لا يوافقها عبدٌ مؤمنٌ يُصلي، يسأل الله فيها شيئًا إلا قضى له حاجته، قال عبدالله: فأشار إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أو بعض ساعة))، فقلت: صدقتَ، أو بعض ساعة، قلت: أي ساعة هي؟ قال: «هي آخر ساعات النهار»، قلت: إنها ليست ساعة صلاة، قال: «بلى، إن العبد المؤمن إذا صلى، ثم جلس لا يحبسه إلا الصلاة، فهو في الصلاة»[27].
وعند أبي داود - بسند حسن - عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يوم الجمعة ثنتا عشرة - يريد ساعة - لا يوجد مسلمٌ يسأل الله عز وجل شيئًا إلا آتاه الله عز وجل، فالتمسوها آخرَ ساعةٍ بعد العصر))[28].   14 - عدم إفراد يوم الجمعة بصيام: وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمِعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يصومن أحدُكم يوم الجمعة إلا يومًا قبله أو بعده))[29].
وروى البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين جُوَيرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمةٌ، فقال: ((أصمتِ أمسِ؟))، قالت: لا، قال: ((تُريدين أن تصومي غدًا))، قالت: لا، قال: ((فأفطِري))[30].   15 - وعدم تخصيص ليلة الجمعة بقيام خاص: روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تختصُّوا ليلة الجمعةِ بقيام من بين الليالي، ولا تخصُّوا يوم الجمعة بصيامٍ مِن بين الأيام، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم))[31].   16 - لا يُقيم أحدًا ليجلس مكانه: روى مسلم عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يُقيمنَّ أحدُكم أخاه يوم الجمعة، ثم ليُخالِف إلى مَقْعَده فيقعد فيه، ولكن يقول: افسَحوا))[32].   17 - إذا غلبه النعاس تحول من مكانه: روى الترمذي - وقال: حسن صحيح - عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا نعَس أحدُكم يوم الجمعة فليتحوَّل من مجلسه ذلك))[33].


[1] صحيح: رواه أبو داود (1047، 1531)، والنسائي (1374)، بسند صحيح.
كيف تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم؟ هناك عدة صيغ؛ منها: ففي الصحيحين - البخاري (3369)، ومسلم (407) - عن أبي حُميد الساعدي رضي الله عنه أنهم قالوا: يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قولوا: اللهم صلِّ على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارِك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد)).
وفي الصحيحين - البخاري (6375)، ومسلم (406) - عن كَعْب بن عُجْرة رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج علينا، فقلنا: يا رسول الله، قد علَّمتَنا كيف نُسلِّم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: ((فقولوا: اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد)).
[2] متفق عليه: رواه البخاري (858)، ومسلم (846).
[3] رواه البخاري (877).
[4] رواه البخاري (883). [5] متفق عليه: رواه البخاري (858)، ومسلم (846). [6] حسن: رواه أبو داود (343) بسند حسن؛ إذا لبس الثوب الأبيض امتثالًا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم أُجِر على ذلك؛ روى الترمذي (994) - وقال: حسن صحيح - عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((البَسُوا من ثيابكم البياضَ؛ فإنها من خير ثيابكم، وكفِّنوا فيها موتاكم)).
[7] حسن: رواه الترمذي (496)، بسند حسن؛ قال وكيعٌ: اغتسل هو، وغسل امرأته؛ أي: جامع زوجته فأحوجها إلى الغسل، قال عبدالله بن المبارك، ومكحول، وسعيد بن عبدالعزيز، وغير واحد: غسل رأسه واغتسل.
[8] رواه البخاري (884).
[9] ثم بكَّر: راح في أول الوقت.
[10] وابتكر؛ أي: أدرك أول الخطبة.
[11] ودنا من الإمام: سارع إلى الصفوف الأولى؛ ليقترب من الإمام.
[12] ولم يلغُ: استمع الخطبة، ولم يتكلَّم.
[13] كان له بكل خطوةٍ: ما بين القدمين.
[14] حسن: رواه أبو داود (345)، بسند حسن.
[15] متفق عليه: رواه البخاري (881)، ومسلم (850).
[16] متفق عليه: رواه البخاري (891)، ومسلم (880).
[17] رواه مسلم (879). [18] رواه مسلم (878).
[19] آذيت: أي الناس بتخطيك.
[20] آنيت: أبطأت.
[21] حسن: رواه أحمد (4/188) وأبو داود (118) بسند حسن.
[22] وادنوا من الإمام: سارعوا إلى الصفوف الأولى لتقتربوا من الإمام.
[23] حسن: رواه أبو داود (1108) بسند حسن.
[24] رواه البخاري (1170). [25] متفق عليه: رواه البخاري (935)، ومسلم (852).
[26] حسن: رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
[27] حسن: رواه ابن ماجه (1139)، بسند حسن.
[28] حسن: أخرجه أبو داود (1 /275، رقم 1048)، والنسائي (3 /99، رقم 1389)، والحاكم (1 /414، رقم 1032)، وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، والبيهقي (3 /250، رقم 5797).
[29] متفق عليه: رواه البخاري (1985)، ومسلم (1144). [30] رواه البخاري (1986). [31] رواه مسلم (1144).
[32] رواه مسلم (2178).
[33] حسن: أخرجه أحمد (2/22، رقم 4741)، وابن أبي شيبة (1/454، رقم 5253)، والترمذي (2/404 رقم 526)، وقال: حسن صحيح، والحاكم (1 /428، رقم 1075)، وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وابن حبان (7/32، رقم 2792)، والبيهقي (3 /237، رقم 5718)، وأخرجه أيضًا: ابن خزيمة (3 /160، رقم 1819)، وله شاهد من حديث سمرة؛ أخرجه الطبراني (7 /229، رقم 6956)، وأخرجه أيضًا البزار؛ كما في كشف الأستار (1 /305 رقم 636)، قال الهيثمي (2 /180): فيه إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف؛ اهـ، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، ليس بمتروك، يُكتب حديثه.




شارك الخبر

المرئيات-١