أرشيف المقالات

أسئلة وأجوبة حول الحجاب (1)

مدة قراءة المادة : 6 دقائق .
2أسئلة وأجوبة حول الحجاب (1)   س1: بعض الناس يقولون: إن الحجاب عادة وليس عبادة؟ الجواب: هذه دعوى باطلة؛ إذ إن الحجاب فريضة فرضها ربُّنا عز وجل في كتابه، وشرعها نبينا صلى الله عليه وسلم في سنته، وأجمع المسلمون على فرضيته.   ومن أدلة فرضية الحجاب من كتاب ربنا: ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]، في هذه الآية الكريمة ثلاثة مواضع استُدل بها على وجوب تغطية المرأة كامل جسدها بما في ذلك وجهها: الأول: قوله تعالى: ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾. الثاني: قوله تعالى: ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾. الثالث: قوله تعالى: ﴿ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ﴾؛ [عودة الحجاب (3 /262)].   س2: وما المقصود بقوله تعالى: ﴿ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ﴾؟ الجواب: استمعي أختي لكلام شيخنا أبي بكر الجزائري وهو يقول: (إن دلالة هذه الآية على الحجاب الكامل أظهر وأقوى من الآيات السابقة؛ وذلك لأن إثارة الفتنة بسماع صوت الخلخال في الرجل إذا ضرَبت المرأة برجلها وهي تمشي، أقل بكثير من فتنة النظر إلى وجهها وسماع حديثها، فإذا حرم الله بهذه الآية على المرأة أن تضرب الأرض برجلها خشية أن يُسْمَعَ صوت حُليها، فيُفتَن به سامعُه، كان على تحريم النظر إلى وجهها وهو مَحط محاسنها أولى وأشد حُرمة))؛ [فصل الخطاب في المرأة والحجاب ص 34].   س3: وماذا عن قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 59]؟ الجواب: هذه الآية أحد أدلة وجوب الحجاب وتغطية المرأة كامل جسدها.   قالت أم سلمة لما نزلت هذه الآية: ﴿ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ﴾: خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة، وعليهن أكسية سود يَلبسنَها)؛ [رواه أبو داود بسند صحيح].   س4: وما المقصود بالجلباب في هذه الآية؟ الجواب: ((المقصود من الجلباب ألا ينحصر باسم ولا بجنس ولا بلونٍ، وإنما هو كل ثوب تشتمل به المرأة ستر مواضع الزينة، والجلباب أكمل من ضرب الخمار؛ لأنه يحيط ببدن المرأة كلها، ويستر جميع ما يعلو بدنها من الزينة، أو ما يصف جسمها؛ لأن لبس الثياب التي تصف حجم المرأة حرامٌ عليها استعمالُها بحضرة الرجال الأجانب؛ [نظرات في حجاب المرأة المسلمة (ص 48)].   س5: لو ذكرت لنا بعض كلام أهل العلم المعتبرين حول هذه الآية؟ الجواب: يقول الحافظ ابن كثير: (يقول الله تعالى آمرًا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر النساء المؤمنات خاصة أزواجه وبناته لشرفهنَّ - بأن يدنينَ عليهنَّ جلابيبهنَّ؛ ليتميزنَ عن سمات نساء الجاهلية وسمات الإماء؛ [تفسير ابن كثير (3 /470)].   س6: وهل قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ﴾ [الأحزاب: 53]، هو خاص بأمهات المؤمنين؟ الجواب: (إن الأمر بالحجاب في هذه الآية لا يختص بأمهات المؤمنين، وإن كان ضمير النسوة يرجع إليهنَّ لأجل أنهنَّ هنَّ المذكورات في السياق، ولأنهن الأسوة والقدوة لنساء المسلمين في جميع نواحي الحياة)؛ [عودة الحجاب (3 /244)].   س7: اذكر لي - رحمك الله وعفا عنك - بعض أقوال أهل العلم حول هذه الآية الشريفة. الجواب: يقول السيوطي: ((هذه آية الحجاب التي أُمر بها أمهات المؤمنين بعد أن كان النساء لا يَحتجبن)؛ [الإكليل في استنباط التنزيل ص (179)]، ويقول الشيخ أبو بكر الجزائري: (فهذه الآية الكريمة تعرف بآية الحجاب؛ إذ هي أول آية نزلت في شأنها وعلى أثرها حجَب رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، وحجب المؤمنون نساءهم، وهي نص في فرض الحجاب)؛ [فصل الخطاب في المرأة والحجاب (ص 34)].



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن