أرشيف المقالات

سكن حارس وعمال المقبرة

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2سكَنُ حارسِ وعُمَّالِ المقبرةِ   إذا احتاجتِ المقبرةُ لِحارِسٍ لِحمايتها منْ عَبَثِ العابثينَ، فلا حَرَج، ولكن لا ينبغي لِحارسِ المقبرةِ والعُمَّال الْمُخْتَصِّينَ بالْحَفْرِ من السَّكَنِ داخل المقبرة، لِما يُؤدِّي إليهِ سَكَنُهُم منْ أداءِ الصلواتِ داخل المقبرة فتكون باطلة، ومِنَ الاستيحاشِ والخوفِ[1].
قال الإمامُ الشافعيُّ: (لا أُحبُّ الْمَبيتَ في القُبُورِ للوَحْشَةِ على البائِتِ)[2].
وأفتى شيخُنا ابنُ بازٍ رحمه اللهُ بأنَّ السَّكَنَ بينَ القُبورِ (منكرٌ، وإهانةٌ للقُبورِ، وإذا صلّوا عندها فصلاتهم باطلة)[3]. ويُمكنُ توفير سكن لِحُرَّاسِ وعُمَّالِ المقبرةِ خارج المقبرة قريب منها.
وسألتُ شيخنا عبد الرحمن البراك حفظه الله: هل يجوزُ اقتطاعُ جُزءٍ منْ أرضِ المقبرةِ ليسَ فيه قُبُورٌ ولا تحتاجهُ المقبرة، وذلكَ لبناءِ سَكَنٍ للحارسِ والْحَفَّارينَ، ويكون بابه على الشارع؟. فأجاب: (الاقتطاعُ لا يُمْنَعُ لأنهُ لِمَصْلَحَتها، كما لو اقتُطِعَ مَحَلٌّ لتغسيلِ الْمَوْتى، وكما لو اقُتُطِعَ جُزءٌ من أرضِ الْمَسْجدِ لبناءِ سَكَنٍ للإمامِ والمؤذِّنِ لأنهُ لمصلحةِ المسجدِ).
والله أعلم، وصلَّى الله وسلَّمَ على نبيِّنا محمد وآله وصحبه.


[1] وأثبتت دراسة حديثة على تأَثُّرِ أطفال ساكني المقابر بالضُّغوطِ النفسية أكثر من أطفال ساكني غير المقابر، يُنظر: رسالة ماجستير بعنوان: الضغوط النفسية وعلاقتها بوجهتي الضبط لدى أطفال المقابر.
إعداد: أسماء عبد الحميد.
مجلة دراسات الطفولة.
يوليو 2008م. وأثبتت دراسة أُخرى وجود فروق في المشكلات الانفعالية - اكتئاب، قلق، مخاوف، وسواس قهري، هستيريا - بين البالغين قاطني أحواش المقابر والمراهقين قاطني المساكن العادية. يُنظر: رسالة دكتوراه بمصر بعنوان: المشكلات الانفعالية لدى المراهقين قاطني المقابر من الجنسين.
دراسة مقارنة.
إعداد: قباني حجازي.
مجلة دراسات الطفولة إبريل 2006م. [2] كتاب الأم 2 /163. [3] مجموع فتاويه 13 /356.



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن