تفسير: (مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ...)
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
تفسير: (مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ...)♦ الآية: ﴿ مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: آل عمران (117).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ يعني: نفقة سفلة اليهود على علمائهم ﴿ كمثل ريح فيها صرٌّ ﴾ بردٌ شديدٌ ﴿ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ﴾ بالكفر والمعصية أعلم الله تعالى أنَّ ضرر نفقتهم عليهم كضرر هذه الرِّيح على هذا الزَّرع ﴿ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ ﴾ لأنَّ كلَّ ما فعله بخلقه فهو عدلٌ منه ﴿ ولكن أنفسهم يظلمون ﴾.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ مثل مَا يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا ﴾، قِيلَ: أَرَادَ نَفَقَاتِ أَبِي سُفْيَانَ وَأَصْحَابِهِ بِبَدْرٍ وَأُحُدٍ عَلَى عَدَاوَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم، وقال مقاتل: أراد نَفَقَةُ الْيَهُودِ عَلَى عُلَمَائِهِمْ، قَالَ مُجَاهِدٌ: يَعْنِي جَمِيعَ نَفَقَاتِ الْكُفَّارِ فِي الدُّنْيَا وَصَدَقَاتِهِمْ، وَقِيلَ: أَرَادَ إِنْفَاقَ الْمُرَائِي الَّذِي لَا يَبْتَغِي به وجه الله تعالى، ﴿ مَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ ﴾، حُكِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّهَا السَّمُومُ الْحَارَّةُ الَّتِي تَقْتُلُ، وَقِيلَ: فِيهَا صِرٌّ أَيْ: صَوْتٌ، وَأَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ قَالُوا: فِيهَا بَرْدٌ شديد، ﴿ صابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ﴾ زرع قوم، ﴿ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ﴾، بِالْكُفْرِ وَالْمَعْصِيَةِ وَمَنْعِ حَقِّ الله تعالى، أَهْلَكَتْهُ، فَمَعْنَى الْآيَةِ: مَثَلُ نَفَقَاتِ الْكُفَّارِ وذهابها وَقْتَ الْحَاجَةِ إِلَيْهَا كَمَثَلِ زَرْعٍ أَصَابَتْهُ رِيحٌ بَارِدَةٌ فَأَهْلَكَتْهُ أَوْ نَارٌ فَأَحْرَقَتْهُ فَلَمْ يَنْتَفِعْ أَصْحَابُهُ منه بشيء، ﴿ ما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ ﴾، بذلك، ﴿ لكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾، بِالْكَفْرِ وَالْمَعْصِيَةِ.
تفسير القرآن الكريم