أرشيف المقالات

نحو تجديد العقل المسلم - (١٢) الإحباط

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
1 هناك حالة من الإحباط والشعور بالعجز أصابت العقل المسلم.
لا أستطيع الجزم بمدى اتساعها أو انتشارها لكنها حالة قائمة بالفعل. 
هذه الحالة طارئة ودخيلة على العقل المسلم الذي اتسم دائما – عبر تاريخ الإسلام – بالتفاؤل والاستبشار والأمل، حتى في أحلك أوقاته (مثلا: بعد الفتنة الكبرى، وإبان اجتياح المغول والصليبيين)،والآثار التاريخية في ذلك لا تقع تحت حصر. 
العقل المسلم لم يقع في بئر اليأس والإحباط كما هو عليه في العقود الأخيرة، والسبب كان إدراكه دائما أن له ربا سيكون في عونه إذا ما أخذ بكل الأسباب المتاحة والمباحة، ولو تكالبت الدنيا كلها عليه.خيوط الأمل في قدرة الله تعالى وإحاطته وتدبيره ووعده الحق كانت دائما تنتشله من وساوس العجز واليأس.
والله تبارك وتعالى هو هو لم يتغير وعده، ولم تتبدل سننه.
إذا أخذ المسلم بالأسباب؛ فالله عز وجل يَهبُه ممَّا فوق الأسباب، ويجعل له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا.
رحمة الله تعالى هي الرصيد النهائي للمؤمن، رصيد لا ينفد ورحمة إذا فتحت أبوابها فلا يمكن لمخلوق أن يغلقها.{ مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}{ ..إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}{قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ}.


شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣