أرشيف المقالات

محاضرات إسلامية

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
8 تأليف الأستاذ عبد الرحمن الجديلي بقلم الأستاذ إسماعيل السعداوي ألقى الأديب المعروف، الأستاذ عبد الرحمن الجديلي، السكرتير للمرحوم سعد باشا، على العالم العربي، من مذياع مصر، هذه المحاضرات التي طبعت جماعة الوعظ والدعوة الإسلامية الجزء الأول منها، وضمنته عشرين محاضرة والأستاذ الجديلي، ربيب ثورة مصر الأدبية والسياسية.
ضمه قائدها العظيم سعد إلى خاصته، وألقى إليه بأسراره وتدوين أفكاره، لما رأى أن تياره الأدبي والفكري، يتفق وما يشتهى في المثل القومي للشباب المصري الجديد ومكث في معهد سعد ما مكث، أبصر ما يكون شاب بطريق الحياة لقومه، والسعادة لوطنه.
وكثيراً ما كانت تدفعه روحه القوية للعمل في الميدان الأدبي، فيظهر لأدبه طابع خاص، تبدو على جوانبه ثورة الشباب الدائب، في ثروة الأدب الشاب الذي يمد المشاعر والأفكار بما يعوزها من تصور وتصوير ثم هو - قبل ذلك - قد نشأ نشأة دينية، بين مدارج الأزهر الشريف، ومعارج القضاء الشرعي، حين أزهر نبت الأستاذ المجدد الشيخ محمد عبده.
فتضافر المعهدان - الأزهر والقضاء الشرعي - على تموينه، وتكاتفت الثورتان - ثورة الإمام وثورة سعد - على تكوينه، فجاء وكأنما دعت إلى وجوده ضرورة من دين، ونزعة من أدب، وحاجة من قصص، وداع من ثقافة عالية سامية. سمعناه من المذياع، ورأيناه بين صفحات الكتاب، وسمعنا عنه شيئا ما، فكان - في ذلك كله - سبيكة واحدة، ميزتها الأحداث الحارة بالصقل واللمعان. وقد نسج محاضراته من رفيع الأدب، وعالي المثل، وقويم النظريات، وروح الإسلام.
وجعلها في ثوب قصصي شائق.
يغري الآذان بالإنصات، والنفوس بالإعجاب وأكثر ما يغري بها - تعرضها لما بين السلف والخلف من خلاف على الذوق، والخلق، وفهم الحياة، ومعنى استخدامها الإنسان، واستخدام الإنسان إياها.
فهي تحكم الحكم الفصل الذي لا يدع ضغينة ولا حفيظة بين الجميع، وتستخدم المنطق والواقع في استدلالها، وتدعو إليه حتى تهتز لدعوتها الأفكار والألباب فإذا هي إيمان ويقين. فإذا دعونا إلى تأثره في الخطي، وتتبعه في الإنتاج الديني الأدبي، فلأنه - حقاً - جدير بذلك، وبما هو فوق ذلك إسماعيل السعداوي

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١