أرشيف المقالات

هل تعرف هذا الصحابي؟

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
2هل تعرف هذا الصحابي؟   بسم الله الرحمن الرحيم لقد سألتُ الناس في عدة أماكن؛ في المجالس، وأماكن العمل، عن سؤالٍ مَرَّ علينا في المراحل الابتدائية من الدِّراسة، وخاصة في مادة التاريخ: اذكروا أسماء العشرة المبشرين بالجنة من الصحابة، فكانت الإجابة مَن ذكر الخلفاء الراشدين الأربعة وتوقف، ومنهم من زاد عليهم باثنين أو ثلاثة وتوقف، ومنهم من ذكر أسماء صحابة ليسوا منهم، حتى ذكر التسعة ولم يبقَ إلاَّ واحدٌ لم يعرفه أحد، فمن هو؟! هو الصحابي الجليل سعيد بن زيد، فهل تعرف - أخي، أختي المسلمة - من هو سعيد بن زيد؟   نسبه - رضي الله عنه -: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبدالعزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب، أبو الأعور، القرشي، العدوي، وأمه فاطمة بنت بعجة بن مليح الخزاعية.   كان من السابقين إلى الإسلام، أسلم قبل دخول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - دار الأرقم من أبناء عم عمر بن الخطاب، فقد كان الخطاب أبو عمر، وعمرو بن نفيل - أخوين لأب، وكان أبوه زيد بن عمرو بن نفيل يطلب دين الحنيفية دين إبراهيم - عليه السَّلام - قبل أن يبعث النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومن خبره في ذلك أنَّه خرج في الجاهلية يطلب الدين هو وورقة بن نوفل، فلقيا اليهودَ، فعرضت عليهما يهود دينهم، فتهود ورقة، ثم لقيا النصارى فعرضوا عليهما دينهم، فترك ورقة اليهودية وتنصر، وأبى زيد بن عمرو أن يأتي شيئًا من ذلك، وقال: ما هذا إلا كدين قومنا تشركون ويشركون، ولكنكم عندكم من الله ذكر ولا ذكر عندهم، فقال له راهب: إنك لتطلب دينًا ما هو على الأرض اليوم، فقال: وما هو؟ قال: دين إبراهيم، قال: وما كان عليه إبراهيم؟ قال: كان يعبد الله لا يشرك به شيئًا، ويصلي إلى الكعبة، فكان زيد على ذلك حتى مات، وكان لا يذبح للأنصاب ولا يأكل الميتة والدم.   وهو زوج أخت عمر فاطمة، وهاجر وشهد أحدًا والمشاهد بعدها، ولم يكن بالمدينة زمان بدر، فلذلك لم يشهدها، فضرب له رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بسهمه وأجره. وكان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - آخى بينه وبين أبي بن كعب في المدينة، جاء في السنة عن عبدالرحمن بن عوف قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبدالرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة)). وشهد بعد الرسول اليرموك، وفتح دمشق، فولاه عليها أبو عبيدة بن الجراح، فهو أول من عمل نيابة دمشق من هذه الأمة.   وكان - رضي الله عنه - مجابَ الدعوة، فمن ذلك أنَّ أروى بنت أويس شكته إلى مروان بن الحكم وهو أمير المدينة لمعاوية، وقالت: إنَّه ظلمني أرضي، فأرسل إليه مروان، فقال سعيد: "أتروني ظلمتها وقد سمعت رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((من ظلم شبرًا من أرض طُوِّقَه يومَ القيامة من سبع أرضين))، اللهم إن كانت كاذبة فلا تُمتها حتى تُعمي بصرها، وتجعل قبرها في بئرها"، فلم تمت حتى ذهب بصرها، وجعلت تمشي في دارها، فوقعت في بئرها فكانت قبرها. قال سعيد بن جبير - رحمه الله تعالى -: كان مقام أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبدالرحمن بن عوف وسعيد بن زيد - كانوا أمامَ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في القتال ووراءه في الصلاة.   توفي بالعقيق سنةَ خمسين أو إحدى وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة، وقيل: توفي سنة ثمان وخمسين، وحمل إلى المدينة على أعناق الرجال، وغسله سعد بن أبي وقاص وابن عمر وحَنَّطاه، وصلى عليه عبدالله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فهذه سيرة مختصرة عنه، وأرجو مَن قرأ هذه الرجوع إلى كتب السيرة والاستزادة عنه وعن فضائله، وأرجو من المختصين إبراز هذه الشخصية مع بقية العشرة، فهم كبار الصحابة وأنصار رسولنا الكريم - عليه أفضل الصلاة والتسليم.   المراجع: ("أسد الغابة في معرفة الصحابة"، لابن الأثير، و"الاستيعاب في معرفة الأصحاب"، لابن عبدالبر، و"الإصابة في معرفة الصحابة"، لابن حجر، و"معرفة الصحابة"، لأبي نعيم).



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن