أرشيف المقالات

القرآن الكريم ( التعريف والأسماء ومعارضات العرب )

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
2القرآن الكريم ( التعريف والأسماء ومعارضات العرب )
تعريف القرآن الكريم: القرآن: هو كلام الله حقيقة، المنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - يقظة، لا منامًا، بواسطة أمين الوحي جبريل عليه السلام، المنقول إلينا بالتواتر، المتعبد بتلاوته، المعجز بلفظه، والمُتحدى بأقصر سورة منه، المكتوب في المصاحف، المبدوء بسورة الفاتحة، المختوم بسورة الناس[1].   فائدة هامة: يجب أن نعتقد أن الله يتكلم كلامًا يليق بجلاله وعظمته دون تشبيه أو تمثيل أو تكييف أو تعطيل، وكل ما يدور بعقولنا فكلام الله عز وجل بخلافه، قال الله تعالى في محكم التنزيل: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11].   أسماء القرآن وأوصافه: إن للقرآن الكريم أسماء كثيرة ذكرها الله تعالى في قرآنه وجمعها بعض أهل العلم نذكر منها ما يلي: الكتاب، القرآن، كلام الله، الفرقان، الذكر، التنزيل، النبأ العظيم، حبل الله، أحسن الحديث، الصراط المستقيم، بيان للناس، صحف مكرمة[2].   ولقد وصف الله القرآن أيضًا بأوصاف كثيرة، منها ما يلي: نور، هدى، شفاء، رحمة، موعظة، مبارك، مبين، بشرى، عزيز مجيد، بشير، نذير[3].   • القرآن يتحدى أهل الفصاحة، إن الله تعالى قد تحدى العرب أولًا بأن يأتوا بمثل القرآن الكريم كله فقال سبحانه: ﴿ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ * فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ ﴾ [الطور: 33، 34].   فعجزوا عن ذلك، ثم تحداهم بعد ذلك أن يأتوا بعشر سور مثل القرآن الكريم، فقال سبحانه: ﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [هود: 13، 14].   فعجزوا عن ذلك أيضًا، فتحداهم الله أن يأتوا بسورة واحدة مثل القرآن الكريم فقال سبحانه: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نزلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 23، 24].   فعجزوا عن ذلك أيضًا، ثم أثبت الله عجز الجن والأنس عن أن يأتوا بمثل القرآن فقال سبحانه وتعالى: ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴾ [الإسراء: 88].   معارضات العرب للقرآن: لقد حاول بعض أهل الجاهلية أن يقلدوا القرآن الكريم فكانت محاولاتهم مضحكة مخجلة، فسخر الناس منهم وباءوا بغضب من الله وسخط من الناس وسقطوا جميعًا صرعى أمام كلام الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
وسوف أذكر بعض معارضات العرب للقرآن وذلك على سبيل المثال لا الحصر: • قال مسيلمة الكذاب - الذي ادعى النبوة - وهو يحاول أن يقلد سورة الكوثر: إنا أعطيناك الجماهر، فصل لربك وجاهر.   • وقال أيضًا - وهو يحاول أن يقلد سورة العاديات -: والطاحنات طحنًا، والعاجنات عجنًا، والخابزات خبزًا[4].   • وقال أيضًا - وهو يحاول أن يقلد سورة التين -: يا ضفدع بنت ضفدعين، نقي لكم تنقين، لا الماء تكدرين، ولا الشارب تمنعين رأسك في الماء، وذنبك في الطين".


[1] أصول الفقه ص23/ مباحث في علوم القرآن ص15: ص17.
[2] البرهان في علوم القرآن ج1 من ص273: ص281.
[3] مباحث في علوم القرآن ص19.
[4] مناهل العرفان ج2 ص334.




شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير