أرشيف المقالات

المؤلفات في الأدعية والأذكار وتقويمها

مدة قراءة المادة : 38 دقائق .
2المؤلفات في الأدعية والأذكار وتقويمها   المؤلفات في موضوع عمل اليوم والليلة، والأدعية والأذكار، كثيرة جداً، ومتنوعة، ويمكن تقسيم المؤلفات في هذا الموضوع إلى قسمين: أصول، وفروع.
فالأصول: هي التي يُخرِّج أصحابها الأحاديث بسندهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومؤلفات الفروع: هي التي يجمع أصحابها مؤلفاتهم من كتب السابقين مع حذف الأسانيد، أو بعضها، أو اختصار لتلك الكتب، أو ينتقون منها، ويجمعون.
وأول من وجدتُ له مؤلفاً في هذا الموضوع هو: 1- محمد بن الفضيل بن غزوان الضَّبِّي، أبو عبد الرحمن الكوفي، من الشيعة الثقات الأثبات، توفي سنة (195هـ)، له كتاب اسمه ((الدعاء)).
ذكره له ابن النديم في ((فهرسته))[1]، والذهبي في ((تذكرة الحفاظ))، واقتبس منه الحافظ في ((الفتح)) (11/204)، وبقيت منه بقية في المكتبة الظاهرية بدمشق تحت رقم: مجموع (34) ورقة (47 – 67)، ولعله يكون كلُّه أو بعضه في غيرها.
2- ومنهم: الإمام أبو داود السجستاني سليمان بن الأشعث صاحب السنن، الإمام، العلامة، المتوفي (275هـ) وقد ذكر هذا الكتاب الحافظ ابن حجر العسقلاني في مقدمة كتابه: ((تهذيب التهذيب)) (1/6)، وسماه: ((الدعاء)).
ولا نعلم شيئاً عن هذا الكتاب، إلا أن الحافظ وصفه بأنه على الأبواب.
3- ومنهم: المحدث العالم الصدوق أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان القرشي، ابن أبي الدنيا المولود (208)، والمتوفي (281هـ)، صاحب التصانيف الكثيرة، له كتاب: ((الدعاء))[2]، وقد وجدت محمد بن السيد خليل القاوقجي - من علماء مطلع القرن الرابع عشر الهجري - ساق إسناده إليه في جملة أسانيده بما رواه، وأخرج أول حديث فيه، فقال: حدثنا عبد الأعلى هو الشيباني، عن شيخ من أهل الكوفة هو أبو عبد الرحمن الكوفي، عن صالح بن حسان عن محمد بن علي - يعني ابن الحنفية: أن النبي صلى الله عليه وسلم علَّم عليًّا دعوة يدعو بها عندما أهمه، فكان عليٌّ يعلمها ولده: ((يا كائناً قبل كل شيء، ويا مكون كل شيء، افعل بي كذا)).
ورواه في كتاب الفرج بعد الشدّة بهذا السند مع تغيير بعض ألفاظه، ويبدو لي أن الكتاب يأخذ جانباً من موضوعنا إلا أن ابن أبي الدنيا يسوق عن كل ما هبّ ودبّ دون تمييز، أو تنقيح.
4- ومنهم: ابن أبي عاصم الحافظ الكبير قاضي أصبهان، قال الذهبي: له التعاليق النافعة، والرحلة الواسعة، وكتابه هذا اسمه ((الدعاء)).
اقتبس منه الحافظ ابن حجر.
انظر: ((تهذيب التهذيب)) (8/247).
5- ومنهم: الحسن بن علي بن شبيب المعمري، المتوفي (295هـ)، حافظ، علامة، بارع، كان من أوعية الفهم والعلم، له كتاب ((عمل اليوم والليلة))[3]، وينقل منه الحافظ ابن حجر في ((أماليه))، انظر (ص35، 40)، و((الفتح)) (11/164).
6- ومنهم: يوسف القاضي الإمام الحافظ صاحب السنن، المتوفي (297هـ) وكتابه اسمه ((الذكر)).
اقتبس منه الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)) (11/123) وغيرها.
7- ومنهم: أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي، والحافظ، العلامة، ولد سنة (207هـ)، وتوفي سنة (301هـ)، طوف كثيراً في البلاد، ولقي الأعلام، وكان من أوعية العلم والمعرفة، وتولى منصب القضاء في الدينور، صنف الكتب الكثيرة، ومنها كتاب ((الذكر))، وينقل عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني في ((أماليه على أذكار النووي)) [4] انظر: (ص16).
ولا يبعد أن يكون له وجود في خزائن المخطوطات.
8- ومنهم: ابن فطيس أبو عبد الله محمد بن فطيس الأندلسي، الألبيري، الحافظ، المتوفي (319هـ)، وكان من الحفاظ الضابطين الذين تشد إليهم الرحلة، صنف كتاب: ((الروع والأهوال))، وكتاب ((الدعاء))[5].
9- ومنهم: الحافظ الثقة الإمام العلامة أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل بن محمد ابن إسماعيل الضبي (المحاملي)، المولود سنة (235هـ)، والمتوفي (330هـ)، شيخ بغداد وبركتها، له كتاب ((الدعاء)) بقيت بعض أجزائه، ومنها في ظاهرية دمشق تحت رقم: حديث (438) ورقة (21 – 47)[6]، وينقل منه الحافظ ابن حجر في ((أماليه))، انظر مثلًا (ص12).
10- ومنهم: أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، الإمام النحوي، صاحب المبرد.
قال الحافظ ابن حجر: وقد روي عن الدارقطني، وابن منده، والحاكم، ووثقوه، له جزء في الدعاء المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكره له ابن خير الإشبيلي في ((فهرسته)) (ص163).
11- ومنهم: أحمد بن جعفر بن محمد أبو الحسين بن المنادي، المتوفَّى (336هـ).
قال ابن الجوزي: من وقف على مصنفاته علم فضله واطلاعه، ووقف على فوائد لا توجد في غير كتبه، وله كتب كثيرة في علوم القرآن والحديث، وكان ثقة، أمينا، حجة، وله ((كتاب دعاء أنواع الاستعاذات من سائر الآفات والعاهات)) ذكره له ابن النديم في ((الفهرست)) (ص64).
12- ومنهم: أحد تلامذة النسائي الكبار، وهو الحافظ العلامة الإمام الكبير الحجة أبو القاسم الطبراني سليمان بن أحمد بن أيوب، مسند الدنيا، ولد سنة (260هـ)، وتوفي (360هـ)، صاحب التصانيف الكثيرة، ومنها: كتاب ((الدعاء)) في مجلد كبير ذكر ذلك الحافظ الذهبي وغيره.
والحافظ ابن حجر رحمه الله في ((أماليه على أذكار النووي)) يكثر الإخراج من طريقه من هذا الكتاب، مثلًا (ص7، 8، 14 – 16).
وقد وجدت في أسانيد القاوقجي المتقدم قريباً إسناده بهذا الكتاب، وساق أول حديث منه، فأفادنا فوائد جمة بذلك، فقال ما نصه: (...
أنا أبو القاسم الطبراني - رحمه الله تعالى: هذا كتاب ألَّفته جامعاً لأدعية الرسول صلى الله عليه وسلم، حملني على ذلك أنِّي رأيت كثيراً من الناس تمسكوا بأدعية تسجع، وأدعية وضعت على الأيام مما ألفه الوراقون، لا تروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من أصحابه، ولا عن أحد من التابعين بإحسان.
مع ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكراهية للسجع في الدعاء؛ والتعدي فيه، فألفت هذا الكتاب بالأسانيد المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبدأت بفضائل الدعاء وآدابه، ثم رتبت أبوابه على الأحوال التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بها، فجعلت كل دعاء في موضعه؛ ليستعمله السامع له، ومن بلغه على ما رتبناه إن شاء الله عز وجل.
باب تأويل قول الله عز وجل: ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ...
﴾ الآية. حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا سفيان عن منصور، عن ذر بن عبد الله المرهبي، عن الحضرمي، عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: ((الدعاء هو العبادة)) ثم قرأ: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾))[7].
كما يشار إلى وجود نسخة منه تقع في (246) ورقة، كتبت (637هـ) في مكتبة سليم آغا في إستنبول، فلعله يقدر لي الاطلاع عليها بحول الله في مستقبل الأيام [8].
ومن هذه المقدمة الصغيرة التي وطأ بها الطبراني لكتابه تنصور أن الشبه والمماثلة قوية جداً بين كتابنا هذا وكتاب الطبراني، إلا أنه بصفة أساسية: الطبراني يخرج الضعيف، والواهي، والموضوع، بخلاف النسائي، ثم لا ننسى أن الفضل للمتقدم، لا سيما والنسائي شيخه.
13- ثم يأتي تلميذ للنسائي، وهو راويته الكبير، الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد ابن إسحاق المعروف بابن السني – وقد تقدمت ترجمته – فألف كتاباً سماه ((عمل اليوم والليلة))، وقد طبع الكتاب مرتين الأولى في الهند – ولم أرها – والثانية في مصر عام (1379هـ)، وهي طبعة سقيمة وقع بها تصحيف، وتحريف شنيع.
ويضم الكتاب في دفتيه (778) حديثاً.
بين الكتابين: أسند ابن السني من طريق شيخه النسائي (133) حديثاً وهي موجودة في كتابنا عمل اليوم والليلة بنصها إسناداً ومتناً، وباقي الأحاديث حاول أن يخرجها بإسناد أعلى، ومن طريق آخر، فأسند أكثرها من طريق أبي يعلى الموصلي، وأبي خليفة الجمحي، وأبي عروبة الحرَّاني، وأبي محمد بن صاعد، وغالبها موجود في كتابنا هذا؛ إلا أن الملاحظ جداً أن أسانيد ابن السني من غير طريق النسائي دون أسانيد النسائي بكثير، فابن السني يخرِّج بعضها من طرق لا يرتضيها النسائي، وليست على شرطه، فلا يخرِّج مثلًا لأبي جناب يحيى بن أبي حيَّة، ولا يخِّرج لجبارة ابن المغلس، وابن السني يخرِّج لهما.
انظر في ابن السني الحديث رقم (637)، والحديث رقم (501)، ولا يخرِّج لأمثال الوزاع بن نافع وهو متروك، بل قيل فيه أكثر من ذلك، وابن السني أخرج له، وعبد الله بن محمد بن جعفر القزويني، هو متهم بوضع الحديث.
وهذا فارق أساسي بين الكتابين، فالأحاديث التي تفرد بها أكثرها ضعيف، وبعضها شديد الضعف.
وابن السني لا يخرج في تبويب كتابه عن إطار كتاب شيخه النسائي – بل يتبعه حذو القذة بالقذة، حتى إنه لم يأت مرتباً على منهج، كما فعل شيخه النسائي، فابن السني ابتدأ كتابه بقوله: باب في حفظ اللسان، وأتبعه: باب ما يقول إذا استيقظ من منامه، باب ما يقول إذا لبس ثوبه...
إلخ.
وختمه: باب ما يقول إذا استعبر الرؤيا.
بينما افتتح النسائي كتابه بأدعية الصباح، وختمه: بفضل: لا إله إلا الله تيمناً بالحديث الشريف: ((مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ...
)) الحديث، كما قدمنا ذلك، وهو أقرب بكثير إلى المنهجية.
إلا أن ابن السني أضاف أبواباً قليلة زيادة على كتاب شيخه، كقوله: باب ما جاء في كنى النساء (ص157)، باب ما يقول إذا احتجم (ص71)، باب ما يقول إذا أهلَّ شهر رجب (ص245)، ثم إن ابن السني، لا يعلل الأحاديث مطلقاً، بل يندر جداً أن يكرر حديثاً مرتين، ولا يعدد إسناد الحديث الواحد.
وهو لا يتكلم على الأحاديث والرِّجال جرحاً وتعديلًا، وهذه من المميزات الهامة لكتاب النسائي، وبكلمة مجملة: لا يعدو كتاب ابن السني أن يكون مستخرجاً على كتاب شيخه النسائي، واختصاراً له، ولم يتبين لي وجه تفضيله على النسائي، كما قال المنذري، والنووي.
والمستخرج في عرف المحدثين أن يأتي المصنف إلى الكتاب، فيخرِّج أحاديثه بأسانيد لنفسه من غير طريق صاحب الكتاب، فيجتمع معه في شيخه أو فيمن فوقه، ولو في الصحابي، وشرطه ألا يصل إلى شيخ أبعد حتى يفقد سنداً يوصله إلى الأقرب، إلا لعذر من علوٍّ، أو زيادة مهمة، وربما أسقط المستخرج أحاديث لم يجد لها سنداً يرتضيه – وربما ذكرها من طريق صاحب الكتاب، ولا يلتزم المستخرج ثقة الرواة الذين يستخرج من طريقهم [9].
14- وفي هذا المرحلة جاء الإمام الخطابي حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب البستي أبو سليمان، المتوفي (388هـ)، وهو حافظ علامة، فألف كتاباً شرح فيه بعض الدعوات والأذكار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويخلو في أكثره من الإسناد، فيسوق الحديث ويبين الكلمة الغامضة - والجملة التي تحتاج للشرح، وسماه: ((معاني الدعوات وتفسيرها)).
وما زال مخطوطاً حفظت منه نسخ، من أحسنها نسخة في ظاهرية دمشق تحت رقم حديث (308) ورقة (1/53) كما أنه يوجد في غيرها [10].
15- ومنهم: شيخ المغرب ومالك الأصغر أبو محمد عبدالله بن أبي زيد القيرواني، المتوفي (389هـ)، صاحب المؤلفات الكثيرة، ومنها: كتاب ((الدعاء)).
ذكره له ابن خير الإشبيلي في ((فهرسته)) (ص247).
16- ومنهم: الحافظ الثبت العلامة أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني المتوفي (410هـ)، قال الذهبي: كان قيماً (بمعرفة الحديث) هذا الشأن، بصيراً بالرجال، طويل الباع، مليح التصانيف، وكتابه هذا اسمه: ((الأدعية)).
اقتبس منه الشوكاني في كتابه: ((تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين)) (ص95)، وكان من المصادر التي اعتمدها صاحب الأصل ابن الجزري، واقتبس منها.
انظر ((تحفة الذاكرين)) (ص5).
17- ولأبي عمر أحمد بن محمد الطلمنكي، المتوفي (429هـ) ((كتاب يوم وليلة)) أو ((الدليل إلى طاعة الجليل))، ستون جزءاً ذكره له ابن خير الإشبيلي في ((فهرسته)) (288هـ).
18- ومنهم: الحافظ الكبير المحدث العلامة أبو نعيم الأصبهاني، أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى الهمداني المولود (336هـ) والمتوفي (430هـ)، وله تصانيف كثيرة جداً، ومنها كتاب ((عمل اليوم والليلة)) ذكره له غير واحد، وينقل عنه الحافظ ابن حجر في ((أماليه على الأذكار)) انظر: (ص21، 50)، ومن خلال هذه النقول يتبين لي: أن هناك قربى وشيجة بين كتابه وكتابنا هذا إلا أن البون الزمني واسع شاسع، ثم إن أبا نعيم معروف بتساهله في رواية الضعيف، والواهي، والموضوع، حتى إن الذهبي يقول عنه: ولأبي نعيم تصانيف مشهورة ككتاب معرفة الصحابة، وكتاب دلائل النبوة...
وأشياء صغار سمعنا بعضها، يعمل فيها الواهيات، ويكاسر عنها، كدأب غيره من المحدثين، والله الموعد [11].
19- ومنهم: الحافظ العلامة المحدث أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز بن محمد المستغفري المولود بعد الخمسين وثلاثمئة، والمتوفي (432هـ) صاحب التصانيف الكثيرة، ومنها: كتاب ((الدعوات))، ذكره له غير واحد، منهم: الحافظ الذهبي في ((تذكرة الحفاظ))[12]، ونقل منه الحافظ ابن حجر في ((أماليه)) (ص45)، وفي ((تلخيص الحبير)) في أماكن منها (1/100)، وهو لا يلتزم بالصحيح ولا بالحسن، بل ويورد الضعيف والواهي.
20- ومنهم: الحافظ العلامة أبو ذر الهروي شيخ الحرم عبد بن أحمد بن محمد الأنصاري المالكي المولود حولي (355هـ) والمتوفي (434هـ) له كتب عديدة منها: كتاب ((الدعاء))، ذكره له غير واحد، ومنهم الحافظ الذهبي، وهو من روايات ابن خير الإشبيلي [13].
21- ومنهم: الحافظ الإمام الجليل الشافعي الكبير أحمد بن الحسين البيهقي، المولود سنة (384هـ)، والمتوفي (458هـ)، قال الذهبي: بارك الله في علمه لحسن قصده، وقوة فهمه، وحفظه.
ولم يكن عنده سنن النسائي، ولا جامع الترمذي، ولا سنن ابن ماجة، ويقول الذهبي: عمل كتباً لم يسبق إلى تحريرها.
منها: ((الأسماء والصفات))، وهو مجلدان (طبع)، و((السنن الكبير)) عشرة مجلدات (طبع)...
و((الدعوات)) مجلد، وأسماه غيره: ((الدعوات الكبير))[14]، وسماه البيهقي نفسه في كتابه ((الأسماء والصفات)) (ص113) ((الدعوات)).
22- وللواحدي أبي الحسن علي بن محمد المفسر المتوفي (468هـ) كتاب ((الدعوات)) ذكره ((معجم الأدباء)) (12/259)، و((شذرات الذهب)) (3/330)، و((كشف الظنون)) (2/147)، وغيرهم.
هذه هي أهم المصنفات الأصول في الموضوع، أما المصنفات الفروع، والتي كان عمل أصحابها يقتصر على الانتقاء من كتب الأقدمين، وضم الشبيه إلى شبيهه، والمثيل إلى مثيله، فهي أكثر من أن تحصى، وأوسع من أن تستقصَى، ومن أهمها وأبرزها: • كتاب ((عمل اليوم والليلة)) للإمام المنذري.
وهو الإمام زكي الدين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي، المولود بفسطاط مصر (581هـ)، والمتوفي يوم السبت رابع ذي القعدة (656هـ)، حافظ عصره، وإمام من أئمة الجرح والتعديل، ذو فنون عديدة، أثنى عليه السبكي في ((طبقاته))، وابن دقيق العيد غاية الثناء، له مصنفات كثيرة، من أشهرها: ((الترغيب والترهيب))، و((مختصر سنن أبي داود))، وعمل كتاباً سماه: ((عمل اليوم والليلة))، وقد نقل لنا مقدمته صاحب ((كشف الظنون))([15])، فقال: عمل اليوم والليلة للإمام الحافظ عبد العظيم بن عبدالقوي المنذري (ت 656هـ)، قال: صنف العلماء في عمل اليوم والليلة والدعوات والأذكار كتباً كثيرة أحسنها للإمام النسائي المتوفي (303هـ)، وأحسن منه لصاحبه الحافظ أحمد بن محمد المعروف بابن السني الدينوري المتوفي (364هـ)، وهو أجمع الكتب في هذا الفن، لكنها مطولة...
قال: فحذفت الأسانيد لضعف همم الطالبين...
وقال في آخره: فرغت من جمعه في المحرم سنة (647هـ).
وقد شرحه عبدالرحيم بن عبدالله المنشوري الرومي المعروف بابن المفتي، والمتوفي (1252هـ)، وهذا يدل على وجود هذا الكتاب.
• ((التبتل في العبادات، وما لا غنى عنه من الدعوات)) لعبد الغفور بن عبدالله بن محمد النضري أبي القاسم من تلامذة أبي علي الصدفي القاضي، المتوفي (514هـ)، يروي هذا الكتاب عن مؤلفه الحافظ ابن بشكوال، المتوفي (578هـ)، وهو من زملائه، وقد روَى عنه في هذا الكتاب.
ذكره له ابن الأبار في ((معجم أصحاب الصدفي))، انظر (ص280).
• ومنهم: محيي الدين النووي، يحيى بن شرف الحوراني الشافعي، وليُّ الله أبو زكريا، شيخ الإسلام، المولود (631هـ)، والمتوفي (676هـ)، قال السبكي عنه: أستاذ المتأخرين، وحجة الله على اللاحقين، والداعي إلى سبيل السالفين، ذو التصانيف الكثيرة التي بارك الله فيها، فانتفع بها الناس، ومنها: كتاب ((حلية الأبرار))، و((شعار الأخيار في تلخيص الدعوات والأذكار)).
وقد طبع الكتاب مرات، وتلقاه المسلمون بالقبول، يقول في مقدمته: وقد صنف العلماء في عمل اليوم والليلة، والدعوات، والأذكار - كتباً كثيرة معلومة عند العارفين، ولكنها مطولة بالأسانيد والتكرير، فضعفت عنها همم الطالبين، فقصدت تسهيل ذلك على الراغبين، فشرعت في جمع هذا الكتاب مختصراً مقاصد ما ذكرته تقريباً للمعتنين، وأحذف الأسانيد في معظمه؛ لما ذكرته عن إيثار الاختصار، ولكونه موضوعاً للمتعبدين، وليسوا إلى معرفة الأسانيد في متطلعين، بل يكرهونه وإن قصر إلا الأقلين؛ ولأن المقصود به معرفة الأذكار والعمل بها، وإيضاح مظانَّها للمسترشدين، وأذكر إن شاء الله بدلًا من الأسانيد من هو أهم منها، مما يخل به غالباً، وهو بيان صحيح الأحاديث، وحسنها، وضعيفها، ومنكرها، فإنه لمما يفتقر إلى معرفته جميع الناس إلا النادر من المحدثين...
وأضم إليه إن شاء الله الكريم جملًا من نفائس علم الحديث، ودقائق الفقه، ومهمات القواعد، ورياض النفوس والآداب التي تتأكد معرفتها على السالكين [16].
ومما يؤخذ على النووي رحمه الله: أنه قدم كتاب ابن السني على كتاب النسائي علماً بأنه يسوق أحياناً أحاديث من كتاب ابن السني عن شيخه النسائي، وأحياناً من غير طريقه وهو في النسائي بإسناد أحسن، وأنظف، ولهذا فكثيراً ما يقول الحافظ ابن حجر عندما تمر عليه واحدة من هذا النوع: وعجبت من اقتصار الشيخ على ابن السني وهو عند النسائي، أو من طريق النسائي [17].
وبعد تتبع كتاب النووي وجدت أنه لم يذكر اليوم والليلة سوى مرتين (2/19)، و(2/33) من الفتوحات الربانية، فلعل كتاب النسائي لم يقع له، ويشهد لذلك قوله: اعلم: أنه صنف في عمل اليوم جماعة من الأئمة كتباً نفسية رَوَوْا فيها ما ذكروه بأسانيدهم المتصلة، وطرقوها من طرق كثيرة، ومن أحسنها ((عمل اليوم والليلة)) للإمام أبي عبد الرحمن النسائي، وأحسن منه، وأنفس، وأكثر منه فوائد كتاب: ((عمل اليوم والليلة)) لصاحبه الإمام أبي بكر أحمد بن محمد بن إسحاق بن السني رضي الله عنهم، ثم ساق إسناده إلى كتاب ابن السني، ولم يذكر إسناده إلى اليوم والليلة للنسائي، ولكنه بشكل عام يقول: ولي بجميع ما أنقل منه روايات متصلة صحيحة، وأتساءل: ما هي الفوائد الكثيرة على النسائي إن كان أكثر مفاريده ضعاف باعتراف النووي ذاته حين يضعفها هو في كتابه الأذكار؟
وقد نال كتاب النووي رحمه الله هذا عناية، فقد أملى عليه العلامة أمير المؤمنين في الحديث الحافظ ابن حجر (ت852هـ) مجالس تقرب من الألف، خرج أحاديثه، وتكلم عليها، ولكنه لم يكمله؛ إذ اخترمته المنية قبل تمامه، وهو كتاب جدّ مهم.
كما شرحه الشيخ العلامة محمد بن علان الصديقي الشافعي المكي، المتوفي (1057هـ) وسماه: الفتوحات الربانية على الأذكار النووية، ففي قسمه الأول اعتصر أمالي ابن حجر، فجاء مهمًّا، وكان في قسمه الثاني بسيطاً متواضعاً، وقد طبع.
• ومنهم: الشيخ الفقيه أبو جعفر أحمد بن يوسف الفهري اللبلي الأندلسي، قال الغبريني في ((عنوان الدراية)) (ص301): وله تآليف كبيرة...
ومنها تأليف في الأذكار.
• ومنهم: محمد بن أحمد بن حرب المتوفي (741هـ)، له تآليف عديدة ذكرها له انخل بالنثيا في ((تاريخ الفكر الأندلسي)) (ص429)، منها: ((الدعوات)) في مجلدين، والأذكار المستخرجة من صحيح الأخبار.
• ومنهم: تقي الدين أبو الفتح محمد بن محمد بن علي بن همام بن راجي الله الإمام المحدث، المتوفي (745هـ)، قال في ((شذرات الذهب)): (صنف كتاباً حسناً في الأذكار والأدعية، سماه: ((سلاح المؤمن))...
واشتهر سلاح المؤمن في حياته، واختصره الذهبي) وقد اقتبس من الشوكاني في تحفة الذاكرين.
• ومنهم: الإمام الحافظ ابن الجزري – محمد بن محمد بن علي، شمس الدين العمري الدمشقي – ينسب إلى جزيرة ابن عمر، ولد (751هـ)، وتوفي (838هـ)، شيخ الإقراء في زمانه، ومن الصالحين الأعلام، له مؤلفات عديدة منها: ((النشر في القراءات العشر)) عليه المعول في هذا الباب، وغاية النهاية في طبقات القراء، وله في الأدعية كتاب اشتهر كثيراً اسمه: ((الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين))، واختصره في: ((عدة الحصن الحصين، وجنة الحصن الحصين))، وعمل حاشية على الحصن سماه: ((مفتاح الحصن الحصين)).
وقد أخرجه من الأحاديث الصحيحة غالباً (من كتب الأصول) ووطأ له بمقدمة ذكر فيها فضل الذكر والدعاء، وآدابه، وما يصلح منها لكل وقت من الأوقات، أتم تأليفه سنة (791هـ)[18].
وقد شرحه الإمام الشوكاني المتوفي (1250هـ).
• وللحافظ العلامة أمير المؤمنين ابن حجر العسقلاني – أحمد بن علي – المتوفي (852) جزء في عمل اليوم والليلة ذكر في مؤلفاته.
• ومنهم: جمال الدين أحمد بن موسى بن جعفر من الشيعة الإمامية، توفي عام (673هـ)، له كتاب: ((عمل اليوم والليلة)).
• ومنهم: صديق بن إدريس بن محمد المذحجي أبو بكر اليمني، المتوفي (890هـ) من الصوفية، له عمل اليوم والليلة [19].
• ولابن تيمية الإمام العلامة: ((الكلم الطيب))، وهو مطبوع، ومختصر، وللسيوطي (911هـ) رحمه الله تعالى كتاب في الموضوع اسمه: ((عمل اليوم والليلة))، مختصر صغير، وأقرب هذه المصنفات إلى شعاع النبوة، وأضبطها، وأحسنها، كتاب النسائي رحمه الله تعالى [20].
• ومنهم: كتاب ((الدعاء))، لعبد الله بن أحمد بن محمد بن غلاب بن خالد الماهلي، المعروف بغلام خليل [21].
• ومنهم: كتاب ((دعاء النبي صلى الله عليه وسلم))، لأبي الحسن المدائني، علي بن محمد بن عبد الله [22].
• ومنهم: كتاب ((الدعاء والمحاميد))، لمحمد بن سهل بن المرزباني الكرخي [23].
• ومنهم: كتاب ((الدعاء))، للحسين بن سعيد بن حماد الأهوازي الكوفي [24].
• ومنهم: كتاب ((الدعاء))، لأبي سليمان الأصفهاني، داود بن علي بن داود بن خلف [25].
• ومنهم: كتاب ((الدعوات))، لأبي النضر محمد بن مسعود العياشي [26].
• ومنهم: ((الترغيب في الدعاء والحث عليه))، لعبد الغني بن عبد الواحد المقدسي [27].
• ومنهم: ((جزء في فضيلة ذكر الله عز وجل))، لابن عساكر [28].
• ومنهم: ((النصيحة في الأدعية الصحيحة))، للإمام/ الحافظ عبد الغني المقدسي، ط مؤسسة الرسالة.
• ومنهم: كتاب ((الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب))، للإمام/ ابن القيم.
• ومنهم: كتاب ((راعي الفلاح في أذكار المساء والصباح))، للسيوطي، ط دار البشير.
• ومنهم: كتاب ((تصحيح الدعاء)) للعلامة/ بكر أبو زيد رحمه الله.
• ومنهم: كتاب ((الصحيح المسند من أذكار اليوم والليلة))، لشيخنا/ مصطفى العدوي حفظه الله، وغيرهم الكثير، والله أعلم.



[1] انظر (ص316)، و((التذكرة)) (1/315). [2] انظر الذهبي: ((تذكرة الحفاظ)) (2/667)، والخطيب: ((تاريخ بغداد)) (7/369) وكحالة: ((معجم المؤلفين)) (3/225)، وابن حجر: ((لسان الميزان)) (2/221). [3] انظر الذهبي: ((تذكرة الحفاظ)) (2/667)، ((والرسالة المستطرفة)) (ص51)، و((أسانيد القاوقجي)) (ص581). [4] انظر الذهبي: ((تذكرة الحفاظ)) (2/692)، وابن النديم: ((الفهرست)) (ص324)، و((تاريخ بغداد)) (7/199، 202). [5] انظر: ((تذكرة الحفاظ)) (3/802). [6] انظر الذهبي: ((تذكرة الحفاظ)) (3/824)، والخطيب: ((تاريخ بغداد)) (8/19)، وابن النديم: ((الفهرست)) (ص325). [7] أسانيد القاوقجي محفوظة في الخزانة العامة بالرباط تحت رقم (1303ك) من الصفحة (540) حتى (594)، وانظر (ص580) وهي مكتوبة بخط مشرقي جميل سنة (1300هـ). [8] انظر فؤاد سزكين: ((تاريخ التراث العربي))، الجزء الأول (ص488). [9] انظر السخاوي: ((فتح المغيث)) (1/39)، و((الرسالة المستطرفة)) (ص31). [10] انظر فؤاد سزكين: ((تاريخ التراث العربي)) (1/520). [11] انظر: ((تذكرة الحفاظ)) (3/1097)، ومحمد بن جعفر الكتاني: ((الرسالة المستطرفة)) (ص51). [12] (3/1102)، وانظر: ((الرسالة المستطرفة)) (ص51). [13] انظر الذهبي: ((تذكرة الحفاظ)) (3/1103)، وابن خير الإشبيلي، ((فهرسته)) (ص286). [14] انظر الذهبي: ((تذكرة الحفاظ)) (3/1132) و((الرسالة المستطرفة)) (ص71). [15] ((الذيل)) (2/25). [16] انظر ابن عجلان: ((الفتوحات الربانية)) (18/25). [17] انظر ابن حجر: ((نتائج الأفكار)) (ص24)، و((الفتوحات الربانية)) (3/60، 95، 275)، وانظر (4/49) حيث نقل عن ابن حجر قوله: وعجبت عن عدول الشيخ عن التخريج من كتاب النسائي مع تشدده وعلوِّه إلى كتاب ابن السني مع تساهله ونزوله. [18] انظر السخاوي: ((الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع)) (9/255)، والزركلي: ((الأعلام)) (7/274)، وكحالة: ((معجم المؤلفين)) (11/291). [19] انظر: ((إيضاح المكنون)) (2/25)، و((معجم المؤلفين)) (5/19). [20] نقلًا عن محقق عمل اليوم الليلة للإمام النسائي، ط دار السلام. [21] ((الفهرست)) لابن النديم (ص237). [22] المصدر السابق (113). [23] المصدر السابق (152). [24] المصدر السابق (277). [25] المصدر السابق (ص271، 272). [26] المصدر السابق (ص244، 245). [27] نقلًا عن محقق كتاب ((الدعاء)) لمحمد بن فضيل بن غزوان الضبي. [28] نقلًا عن محقق كتاب ((الدعاء)) لمحمد بن فضيل بن غزوان الضبي.



شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣