أرشيف المقالات

خيانة العهد

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
2خيانة العهد
سقط القناعُ عن وجهه، وبانت الحقيقة، كان يستغلُّ غيابَ صاحب الشركة ليقتطع من مداخيلها، أموال سُحْت يُولِجُها فاهُ وأفواهَ أبنائه الصغار، لم يراعِ حُرمات البارئ، ولم تكن له مبادئُ تردعه عن القيام بعمله القميء، الذي تشمئزُّ منه فطرةُ الإنسان النقيَّة الطاهرة.
اعتقَد أن بمكرِه وخداعه أنه غاية في الذكاء، وثِق به صديقُه، ومنحه كل الأسرار الموجودة بين الخلاَّن؛ لكنه خان العهد، وضيَّع الأمانة: تآمر، سلب، زوَّر..، فعل كل شيء خفية، ولم يكن يعلم أن عينَ الله ترقبه.
هيهات هيهات، جاء اليوم الذي انزاح فيه القناع عن وجهه القبيح، واجهه ثم قال له: "لَم تؤلِمْني سرقتُك لي بقدر غدرِك وخيانتك"، قد عدَّه أخًا له قبل أن يكون صديقًا، في زمن عزَّت فيه الأخوَّة والصداقة، حتى فيما بين الأقارب والأرحام.
درسٌ آلَمه في أعمق أعماقه، لُطف الله جعَله يكتشف المستور، لكن ثقته بالناس اهتزّت الآن: من يصلحها؟ من يجبر كسرها؟! إنه زمن صعبٌ كثُرت فيه الخيانات؛ فلُطفك يا رب بعبادِك أنقياء السَّريرة!



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن